الجمباز الأرضي وفوائده: طريقك إلى جسم أقوى وعقل أكثر تركيزاً

تتميز هذه الرياضة بأنّها ممتعة ولها فوائد صحية عدّة في الوقت ذاته، سواءً على مستوى القوة البدنية أم الصحة النفسية، فما هذه الرياضة؟ وما الفوائد المترتبة على ممارستها؟  

الجمباز الأرضي: كيف تُنفّذ التمارين وتُجهّز الأرضية؟

الجمباز الأرضي (Floor Gymnastics) أحد أبرز أحداث الجمباز الفني، فتُؤدّى الحركات على أرضية مُخصّصة دون استخدام أدوات أو معداتٍ إضافية، يشمل هذا التمرين سلسلة من الحركات التي تجمع بين المرونة، والقوة، والقفزات، والتوازن، والثبات، ويتعيّن على اللاعبين استخدام أكبر قدرٍ ممكن من المساحة المتاحة وتحريك أجسامهم بانسيابية.

تشمل التمارين في الجمباز الأرضي الحركات البهلوانية الأكروباتيكيّة، مثل القفز على اليدين (الشقلبة)، وكذلك وضعيات التوازن على ساقٍ واحدة، ووضعية الوقوف على اليدين وغيرها، وتُدخل حركات تُشبه الباليه في العرض لإضفاء لمسةٍ فنية، وفي حالة أداء النساء تُنفّذ الحركات بالتزامن مع إيقاعٍ موسيقي يمتد بين 70-90 ثانيةً.

تُجهّز الأرضية المستخدمة في التمارين على نحو خاص لتلبية احتياجات اللاعبين، وتتكون من ثلاث طبقات رئيسة: طبقة من الزنبركات لتوفير ارتدادٍ إضافيّ يحسّن أداء القفزات والتمريرات، ويَضمن السلامة، وطبقة من إسفنج الفوم (Foam) مُخصّصة لامتصاص الصدمات وتقليل الضغط على المفاصل، وأخيراً، يُغطى السطح العلوي بنوعٍ خاص من القماش أو الحصير لتقليل خطر الانزلاق، وتبلغ مساحة الأرضية 12 متراً مربعاً، ما يُوفّر مساحة كافية لتنفيذ الحركات بأمانٍ وفعالية.

الجمباز الأرضي: لتعزيز الصحة البدنية والرفاهية النفسية

الجمباز ليس مجرد رياضة أولمبية ممتعة، بل هو أيضاً نشاط يقدّم مجموعةً واسعةً من الفوائد البدنية والنفسية منها ما يأتي:

تقوية العظام وحمايتها من الهشاشة 

تقوّي تمارين الجمباز الأرضيّ العظام وتحسّن صحتّها بشكلٍ ملحوظ، إذ إنّ أداء هذه التمارين بطريقة صحيحة ومنتظمة يزيد من صلابة العظام ويُقلل من فرص الإصابة بالهشاشة، كما أنّ ممارسة الجمباز في سنّ صغيرة تحفز نمو العظام وتزيد من كثافتها.

ووفقاً لدراسة نُشِرَت في مجلة (Journal of Bone Metabolism) المتخصصة بعلم العظام عام 2019، أُجريت دراسة عن اكتساب كثافة العظام بين المراهقات اللواتي يُمارسنَ رياضة الجمباز الفنّي واللواتي لا يمارسنَها في مدة سنة كاملة، وأظهرت النتائج زيادة ملحوظة في كثافة العظام عند لاعبات الجمباز في الجسم كاملاً عن الأخريات، وهذا يعني أنّ العظام أصبحت أكثر قوة وقدرة على تحمّل الضغوط ومقاومة الكسور والهشاشة.  

تقوية العضلات والجسم عامّة

تزيد تمارين الجمباز الأرضيّ من قوة العضلات؛ فمثلاً تقوّي الحركات مثل التدحرج والوقوف على اليدين كلّاً من عضلات الساقين والذراعين، بينما تقوي تمارين أخرى عضلات الظهر، والبطن والقدمين، وهو ما يؤدي في النهاية إلى قوة بدنية شاملة للجسم كافّة.  [6] [7] [1] [8]

تعزيز المرونة ورفع مستوى اللّياقة

تخفّف الانحناءات والتقلّبات في حركات الجمباز الأرضيّ من مختلف أنواع التصلّب في المفاصل والعضلات، وهو ما يزيد القدرة على ثني المفاصل وتمدّد العضلات أثناء أداء الحركات؛ لذلك؛ تزداد المرونة لدى اللّاعب وتزداد قوة الأربطة والمفاصل ما يقلّل من خطر الإصابات. 

يتعلّم لاعبو الجمباز أداء مجموعة واسعة من الحركات لزيادة المرونة، مثل الانحناءات الخلفية (Backbends) التي تشمل ثني الظهر إلى الخلف، وكذلك الانقسامات (Splits) التي تتمثل بتقسيم الجسم إلى نصفين طولياً لتكون كل ساق مستقيمةً وممتدةً إلى الخلف قدر الإمكان، فتصبح العضلات أطول وذات قدرة على تحقيق مدىً حركيّ أوسع، وهو ما يؤدي إلى رفع مستوى اللّياقة، وزيادة الرشاقة، وتحسين وضعيّة الجسم، وزيادة تناسق العضلات. 

تعزيز التوازن والقدرة على التحكّم وتنسيق الحركات 

تؤدي ممارسة الجمباز إلى زيادة توازن الجسم وتقليل تأثره بالجاذبية نسبياً، فالالتزام بممارسة تمارين الجمباز مدة طويلة تزيد من القدرة على السيطرة العامّة على الجسم والتحكّم به، وتؤدي إلى زيادة القدرة على التنسيق بين الحركات، ما يطوّر المهارات الحركية، فتزداد القدرة على أداء حركات أكثر احترافيّة.

يؤدي لاعبو الجمباز تدريبات منتظمة مثل العدو السريع أو القفزات الجانبية لتحسين التوازن والتنسيق، وهو ما يساعد في زيادة اللّياقة ويقلّل من إصابات العضلات وحوادث الالتواء. 

محاربة الاكتئاب وزيادة الرفاهية النّفسيّة 

تساعد المشاركة بالجمباز في مكافحة أعراض الاكتئاب، وتخفيف القلق والتوتر، فممارسة النشاط البدنيّ تؤدي إلى إفراز هرمون الإندروفين (Endorphin) المعروف باسم هرمون السعادة، وممارسة هذه التمارين تبعد التفكير عن الأمور المقلقة والمزعجة؛ لأنّ أداءها يتطلب تركيزاً عالياً، فيبقى التفكير مسلّطاً على أداء الحركات بدقّة فقط. 

وحسب دراسة نُشِرَت في مجلة (Science of Gymnastics Journal) المتخصصة بتقديم معلومات علمية عن الجماز عام 2022، التي قارنت بين جودة الحياة النّفسية ومستويات الاكتئاب لدى مجموعة من لاعبي الجمباز السابقين ومجموعة أخرى من غير الرياضيين، وكشفت النتائج أنّ لاعبي الجمباز يتمتعون بجودة حياة أفضل عموماً، ومستوى اكتئاب أقلّ مقارنةً بغير الرياضيين، حتى بعد سنوات من الانقطاع عن الرياضة. 

المساعدة على خسارة الوزن الزائد

يمكن أن يسهم الاشتراك في رياضة الجمباز الأرضيّ بفعالية في فقدان الوزن الزائد، فهذه التمارين تحرق كثيراً من السعرات الحرارية عند ممارسة التمارين بانتظام، وعلى قدر الجهد يكون مقدار خسارة الوزن، فبِسبب التدريب المكثف، والالتزام بنظام غذائي صحيّ، يمتلك رياضيو الجمباز المحترفون عضلاتٍ قويةً، ونسبةَ دهون منخفضة، وقِواماً رشيقاً ومتناسقاً.

ختاماً، يجدر بالذكر أنّ رياضة الجمباز الأرضيّ تُعد خياراً مناسباً للأطفال في سنٍّ مبكرة، فبالإضافة إلى فوائدها المذكورة، فإنّها أيضاً تعزز الثقة بالنفس لدى الطفل، فالقدرة على أداء الحركات البهلوانيّة التي تدهش الآخرين تعطي شعوراً بالإنجاز وترفع من تقدير الذات.

وهي رياضة ممتعة للأطفال عموماً، تجمع بين المرح والتحدّي، وتحفّز الأطفال على المغامرة والعمل الجادّ في معرفة حدود قدراتهم البدنية والذهنيّة، ومع كلّ مهارة يتعلمها الطفل تنمو ثقته بنفسه، كما أنّ الجمباز سيكون أساساً متيناً للانتقال إلى أي رياضة أخرى؛ لأنه يزيد الشجاعة لتجربة الرياضات الأخرى بثقة وشجاعة. 

المراجع

[1] topendsports.com, Floor Gymnastics
[2] beverlyhillsgymnastics.org, The Top 7 Health Benefits of Gymnastics for the Body and Mind
[3] stk-sport.co.uk, Health Benefits of Gymnastics, According to Science
[4] northwestgymnastics.com, 30 Remarkable Benefits of Gymnastics
[5] britannica.com, floor exercise - gymnastics