جار التحميل...

°C,
استضاف ابتهال تريتر في أمسية شعرية

النادي الثقافي العربي في الشارقة يخيط الشعر على مقاس العطر

17 أغسطس 2024 / 4:53 PM
الشاعرة ابتهال تريتر تتوسط الناقد د. أحمد عقيلي وماريا محيي الدين خلال الأمسية
أحيا النادي الثقافي العربي في الشارقة، أمسية شعرية، بعنوان "على مقاس العطر"، استضاف فيها الشاعرة ابتهال تريتر في قراءة شعرية جميلة، مع إطلالة نقدية على تجربتها الأدبية، قدمها الدكتور أحمد عقيلي، بإدارة ماريا محيي الدين.
الشارقة 24:

نظم النادي الثقافي العربي في الشارقة، مساء أمس الأول، أمسية شعرية، بعنوان "على مقاس العطر"، استضاف فيها الشاعرة ابتهال تريتر في قراءة شعرية جميلة، مع إطلالة نقدية على تجربتها الشعرية، قدمها الدكتور أحمد عقيلي، وأدارت الأمسية ماريا محيي الدين.

وفي تقديمها للشاعرة، أوضحت ماريا قائلة: يجمعنا عطر الشعر والبهاء هذا المساء، لنحتفي بالمبدعة ابتهال محمد مصطفى تريتر، التي فازت لتوها بجائزة الأمير عبد الله الفيصل في موسمها الخامس، في فرع الديوان الشعري، بديوانها "أَخيطُ على مَقاسِ العِطْر"، وهي صاحبة تجربة شعرية طويلة ترسخت عبر مسار متواصل من العطاء حاصلةٌ على بكالوريوس الشرفِ والماجستير في الهندسةِ الميكانيكيةِ، ونائبة مدير بيتِ الشعرَ بالخرطوم "أحد فروع مبادرةُ بيوتِ الشعرِ العربيةِ لصاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة"، وصدرت لها ثلاثةُ دواوين "الإشاراتُ الخفيّةُ" – "على شَفا الجُرح" – "أخيطُ على مقاسِ العطرِ"، وحصلت على جائزةُ عبد العزيز سعود البابطين عام 200، وجائزةُ التميّز، بوصفها شاعرةً من الطبقةِ الأولى في مِهرجانِ "سِحرِ القوافي للشعراء الشباب" عام 2008، وهي صوتٌ أُنْثويٌّ شِعريٌّ شفيفٌ تَهادى صداهُ من منبَعِ النّيل ليخُطَّ في صُحفِ التاريخِ سيرةَ شاعرةٍ من خلود السودانِ الأبيّ، فتشكّلتْ في أركانِ هذا الكونِ "عِطراً من مِسْكٍ وعَنبر".. تخضّبُ الكلماتِ شذىً لنَشْتَمَّ رائحةَ الوطنِ مُزَعْفراً بِزقةِ وبياض نيلِه، مُلَوّناً بشقائقِ نُعمانِ تُرابِ أبنائه.. محارَتُها الأثيرةُ وطنُها السودان، تَهْربُ إلى داخِلِهِ كلّما حاصَرَتْها الأَحْزانُ والهمومُ، خاصةً عندما تَرسمُ خريطةَ طريقٍ شعريّةٍ من "جَلالات سَمراء"، حتى قال عنها المرحوم الناقد د. صلاح فضل: شعركُ مكثّفٌ بالشعور، ومضمّخٌ بالعطور أنت يا ابتهال تمثيلٌ صادقٌ لعنفوان السودان.

وأعقب ذلك، قراءات شعرية للشاعرة ابتهال قدمت فيها عدة قصائد شعرية منها: (إغفاءة على صدر "يوكابد")، التي تقول فيها:

حقبتُ كلَّ تراثِ الدَّمعِ في كَتِفي

وما ادخَرتُ لنونٍ حرة شِبرَا

كتبت فَوقَ مُتونِ السحب أغنِيةً

تساقطت للحَزَانَى أنجما زُهْرَا

بكيت كلَّ نزار في رسُولتِهِ

وصِرتُ أتْلُو على أَشْلائِها شُكْرَا

لو أَخرُجُ الآن من أعْماق سُنْبلةٍ 

يستطعم الناسُّ من آفاقي الشِّعرا

وأستعيدُ مَقامَ الضُوءِ شَاهرةً

سيفَ الحياةِ لمن ألقى لنا قَبْرا

كما قرأت أيضاً قصيدة "متعرج" التي تقول فيها:

متعرج مثلي أنا متعرج

من أي أقبية الحياة ستخرج

أشقى من الأنهار حين يخونها

جهراً وسراً صمتها المتموج

يتكاثف الزمن العجوز وإنه

من فرط تنهيداته يتهدج

المتعبون على رصيف الوقت

هم شجر الدقائق يحرقون فتسرج

ناديت للمتكهفين تخففوا 

أنا سبعة وحدي وكلبي مزعج

سأنام في كهف السؤال، وإنني

استفتيت حتى خلتني أتوهج

ومن قصيدة "قناديلك الأولى"، تقول:

أعدني إلى ظل البساتين سورة

تفاسيرها الخضراء تعلو فتحرق

أعدني إلى موجي فراغا فإنني

بشطٍّ مزاجيٍ ومغناي مرهق

تعاجم حولي العطر، لكن وردة

فصيحة أنظار إلينا تحدق

مدينة خوف علمتني عقولها

بأن خيالات المجانين أصدق 

رحلت بكلي نحو كلي، ومن معي؟

طيور وألحان وناي وأينق

وشالا من الذكرى تلحّفته، فمن

يفكّ مساميرا تدق فتغرق

وأشار د. أحمد عقيلي في مداخلته، إلى أن الشاعرة ابتهال تريتر، تعد أيقونة شعرية، أثبتت وجودها الإبداعي، وحضورها الشعري على الصعيد السوداني والعربي، ولديها موهبة شعرية عالية وهي أنموذج حي للتكثيف الشعري العميق، لأن القصيدة عندها، ليست أحادية الجانب، بل متعددة الدلالات، حيث جمعت الأسطرة والثقافة التاريخية والدينية والرمز، والصورة الفنية الشعرية، في أثناء قصيدتها، لأن القصيدة لدى الشاعرة، ليست أحادية الجانب، بل متعددة الرؤى والإرهاصات، حيث جمعت الأسطرة والثقافة التاريخية والدينية والرمز، والصورة الفنية والشعرية، في حنايا قصائدها الشعرية، وهو ما يشكل ثنائية مهمة لدى القارئ، ثنائية: التشويق من جهة، والتحدي من جهة أخرى، مما يشعر القارئ بمتعة الاكتشاف بعد عناء القراءة وجهد التأويل والتحليل.

وأضاف د. عقيلي: في ديوانها (أخيط على مقاس المطر)، تمثل صوت الضمير الحي للأنثى، صوت المرأة العربية، فتصدح بقوة شعرية أنثوية خالدة، وترسم صورها الشعرية من أدوات الأنوثة الكونية، والديوان أشبه بسفر إبداعي متنوع الأشكال والألوان والإيحاءات، بقصائد مكثفة تكثيفاً عميقاً، ألوانه اجتماع الرمز والأسطورة، والتاريخ والرؤى الفكرية الفلسفية، وهي تتقن توظيف الرمز كما تتقن توظيف الأساليب البلاغية المختلفة لتصنع كوناً شعرياً متوهجاً بإشاراته ودلالاته اللمّاحة.

وازدهت الأمسية، بفقرة عزف موسيقي، من الثنائي السوري نادين تقيّ الدين، ومحمود الحنّاوي.
August 17, 2024 / 4:53 PM

أخبار ذات صلة

Rotate For an optimal experience, please
rotate your device to portrait mode.