جار التحميل...

mosque
partly-cloudy
°C,
حين تتغلب المتعة الروحية على مصاعب السفر

النادي الثقافي العربي في الشارقة ينظم أمسية "رحلة الحج قديماً"

12 يونيو 2024 / 10:23 PM
صورة بعنوان: النادي الثقافي العربي في الشارقة ينظم أمسية "رحلة الحج قديماً"
download-img
الباحثة فاطمة المغني في لقطة جماعية على هامش الأمسية
سلط النادي الثقافي العربي في الشارقة، خلال أمسية نظمها بالتعاون مع جميعة الإمارات لأصدقاء كبار المواطنين، الضوء على رحلة الحج وصعوبات السفر قديماً، بمشاركة الباحثة فاطمة المغني.
الشارقة 24:

نظم النادي الثقافي العربي في الشارقة، مساء أمس الأول، بالتعاون مع جميعة الإمارات لأصدقاء كبار المواطنين، أمسية بعنوان "رحلة الحج في القديم"، تحدثت فيها الباحثة فاطمة المغني، بحضور علي المغني نائب رئيس مجلس إدارة النادي، وعدد من المهتمين بالشأن الثقافي والتراثي، وصاحب الجلسة معرض لأنواع من الهدايا والتذكارات التي كان حجاج الإمارات قديماً يجلبونها معهم من رحلة العمر، رحلة الحج.

واستهلت فاطمة المغني الحديث، بأنها رحلة قديمة مارسها الإماراتيون منذ عهود قديمة، وذلك لأنها شعيرة دينية وركن من أركان الإسلام الخمسة، لا بد للمستطيع أن يؤديها، ونظراً لقوة إيمانهم واحتسابهم الأجر عند الله عز وجل، فقد كانوا يتحملون المشاق ويركبون البحر والبر ويقطعون الفيافي والقفار المخوفة ليصلوا إلى بيت الله الحرام، ويؤدوا ذلك الواجب الديني، فكانت الرحلة بالنسبة لهم نوعاً من التضحية والجهاد في سبيل الله، وكانوا يستعدون لها من قبل شهر رمضان.

وأضافت فاطمة المغني، أن الرحلة إلى الحج لم تكن بتلك السهولة التي نشهدها اليوم، مع توفر وسائل النقل الجوي والبري السريعة، بل كانت صعبة ومخاطرة كبيرة، ولذلك كان الحاج يودع أهله وأقاربه ومعارفه ويترك وصيته، لأنه لا يضمن العودة، وكانت معظم الرحلات تحدث عن طريق البر، وعلى ظهور الإبل، وقد تستمر شهوراً، وتمر في طرق صحراوية قليلة المياه شديدة الحرارة، ويذهب الحجاج في قافلة من الرجال يتعاونون على الطريق ومخاوفها.

ورغم ذلك فإن الحاج حين يعزم الحج، ويبدأ في حزم أمتعته، فإنه يقبل عليه بفرح شديد ولهفة في لرؤية بيت الله والأماكن المقدسة، وتكون أيام الاستعداد للرحلة كأنها أيام عيد، فيتقاطر الأهل والجيران على بيته، مودعين يفرحون بفرحه ويهنئونه ويتمنون له التوفيق والحج المقبول، وكل يأتي بما يتيسر من مؤونة ولباس مما يعين على الحج، كما كانت هناك رحلات حج عن طريق البحر، فيركب الحاج في الزورق البخاري من دبي إلى البحرين، ومن البحرين إلى العجيز في السعودية، ومن هناك ينتقل براً إلى الإحساء ومن ثم إلى الرياض ومكة المكرمة، وبعد الحج يزور المدينة المنورة، ثم يعود إلى الرياض راجعاً مع طريقه الذي جاء منه، وكان هذه الرحلة أيضاً تستغرق أشهراً.

وعند عودة الحاج إلى أهله، توضع الأعلام الخضراء على المنازل تفاؤلاً بعودته، وتطلق الأعيرة النارية احتفاءً به، وكانوا يستخدمون النثور، وهي عبارة عن حلويات ومكسرات وأوراق وزهور خضراء وبعض القطع النقدية تنثر على رأس وتنشد الأهازيج مرحبة به.

ثم يتقاطر المهنئون إلى منزل الحاج، للترحيب به وتهنئته بالعودة، ويحظون ببعض الهدايا المباركة التي يجلبها الحاج من الأراضي المقدسة، وعلى رأسها ماء زمزم وتمر العجوة والمصاحف والمسبحات وسجادات الصلاة والإثمد، وغيرها من المقتنيات التي يشكل الحصول عليها في ذلك الزمن فوزاً عظيماً، ومن يحظى به حظي بشيء مقدس، لأنها من بلاد مقدسة، أما هدايا الأطفال فكانت أشياء بسيطة عبارة عن كاميرا فيها صور لمناسك وشعائر الحج تحرك باليد.

وشهدت الجلسة، مداخلات من عدد من الحاضرين، خاصة من كبار السن الذين عاصروا تلك الفترة، وتحدثوا عن تجاربهم الخاصة أو تجارب كانوا شهداء عليها.

وتحدث محمد نجيب قدورة الباحث في التراث، عن أن الرحلات التي كانت تتوجه إلى الحج في الزمن الماضي من أنحاء الوطن العربي والعالم الإسلامي، كانت في بعض الأحيان يكون فيها علماء وكتاب، فكانوا يتوسعون في رحلاتهم ويوثقونها، وهو ما ترك لنا كتباً كثيرة وثقت لنا جغرافيا المنطقة ومختلف المناطق التي يمر بها الحاج وثقافات البلدان وأساليب عيشها، فكان رحلة الحج من هذا الجانب مصدراً للغنى الثقافي والتاريخي شكل إضافة معرفية عميقة إلى الثقافة العربية.

وذكر قدورة، أن ارتباط الإمارات بالحجاز، مكة والمدينة، بشكل خاص ارتباط روحي قديم راسخ، وأن شاعر الإمارات أحمد بن ماجد زار مكة المكرمة حاجاً، وتزوج فيها وألف فيها قصيدة عرفت بالــ"المكية".
June 12, 2024 / 10:23 PM

أخبار ذات صلة

Rotate For an optimal experience, please
rotate your device to portrait mode.