جار التحميل...

mosque
partly-cloudy
°C,
الأفضل في العالم!

حياة كريستيانو رونالدو وقصة نجاحه

18 يوليو 2024 / 12:37 PM
صورة بعنوان: حياة كريستيانو رونالدو وقصة نجاحه
download-img
"الدون"، و"CR 7"، و"صاروخ ماديرا"، و"الأفضل في العالم"، كل هذه الألقاب التي حملها كريستيانو رونالدو لم تأتِ من فراغ، بل كانت تقف خلفها سنوات من الجدّ والعمل، وعقبات كثيرة تجاوزها بإصرار، وقد طبّق كريستيانو رونالدو مقولته المشهورة: "الأفضل يتبع الأفضل دائماً".

فما هي قصته؟ وكيف وصل إلى هذا النجاح؟ تابع القراءة لتعرف. 

طفولة صعبة

على أرض الجزيرة البرتغالية "ماديرا" لم يعش خوسيه دينيس أفيرو مع زوجته ماريا دولوريس أفيرو وأطفالهما الثلاثة الحياة الكريمة التي كانا يأملان بها؛ فسوء الحالة الاقتصادية والاجتماعية كان حجر العثرة في ذلك، وبالكاد تستطيع الأسرة تدبير أحوالها، ومع ذلك شاءت الأقدار يوم 5 فبراير 1985 أن ترزق هذه العائلة بطفلها الرابع، وهو كريستيانو رونالدو.


لم تتغير الأحوال المعيشية نحو الأفضل بعد ولادة "الدون"، بل على العكس ازدادت صعوبةً وبؤساً، فكان يجد ملاذه في شوارع حيّ "سانتو أنتونيو" الذي يسكن فيه باللعب مع الأطفال، تحديداً في لعب كرة القدم التي أحبّها كثيراً، وإن لم تكن كرة حقيقية كالتي نعرفها؛ ففي أحيان كثيرة كان يلعب بالزجاجات الفارغة، أو يُشكّل من الأقمشة البالية ما يُشبه الكرة.

يوماً بعد يوم أصبحت تربطه علاقة قويّة مع الساحرة المستديرة، فقرر أن يبدأ رحلته معها في سنّ صغيرة؛ في الثامنة من عمره!

بداية الرحلة

ما وصل إليه كريستيانو رونالدو اليوم يُبيّن كم كان ارتباطه بلعبة كرة القدم كبيراً، وكم بذل من جهد وأصمّ آذانه عن محاولات تثبيط عزيمته، فكُثُر هم من حاولوا ذلك، وأبرز ما قيل له: "جسدك نحيف جدًا، أنت لا تصلح لهذه اللعبة"، هذه العبارة لم تغير شيئاً في عقلية الدون، بل أعطته دفعة نحو الأمام، وكان يذهب إلى صالات الألعاب الرياضية خِلسةً ويحاول تعلم التمارين التي تزيد بنيته العضلية.

عندما بلغ كريستيانو رونالدو سنّ ثماني سنوات التحق بنادي أندورينها البرتغالي المتواضع، واستمر باللعب فيه مدة ثلاث سنوات، ولفتت موهبته أنظار المسؤولين في نادي ناسيونال ماديرا فالتحق به وبقي فيه سنتين، وكانت السنوات التي قضاها في هذين الناديين تمهيداً لموهبة كبيرة طرقت الأبواب بقوة آنذاك.

عثرات وصدمات

عام 1997 طلبت أكاديمية نادي سبورتنغ لشبونة للشباب التعاقد مع رونالدو مقابل 1500 يورو، وكان الانتقال وحيداً من أرض ماديرا إلى لشبونة أمراً ليس سهلاً بالنسبة لطفل في الثانية عشرة من عمره، لكنّه لم يسمح لأي عقبة أن تقف في طريقه، وانتقل إلى هناك بالفعل واستطاع أن يُثبت نفسه بمهاراته الاستثنائية.


لم تساعد هذه الأحداث على تغيير حالة كريستيانو المادية كثيراً، فقد بقيت أوضاعه صعبة وحالت دون استمراره في التعليم، فقرر في سن الرابعة عشرة ترك المدرسة وتركيز جلّ اهتمامه على كرة القدم.


لم تأتِ الرياح كما يشتهيها رونالدو، فبعد مرور سنة واحدة من قراره بتثبيت أركانه في عالم كرة القدم تم تشخيص إصابته بمتلازمة تسارع القلب،  والحلّ الموجود حينها كان إجراء عملية جراحية، وعدم إجرائها يعني انتهاء مسيرته الكروية قبل أن تبدأ، وقد أفاد أحد الأطباء الذين شخّصوا حالته آنذاك: "إذا لم تُجرَ الجراحة يستحيل أن يلعب كرة القدم، عليه أن يتوقف عنها إلى الأبد".

اختار رونالدو إجراء الجراحة على التوقف عن حلمه وطموحه، فأجراها وتكللت بالنجاح، وعاد بعدها وفق برنامج طبي رياضي إلى الملاعب، واستمرّ بالتدريب مع سبورتينغ لشبونة بجدٍّ وإصرار حتى يحقق حلمه الواضح والصريح؛ أن يكون "أفضل لاعب في العالم"، فعندما يكون بمفرده كان يستغلّ وقته في التدريب.

الظهور تحت الأضواء

مع وصول رونالدو سن السابعة عشرة أُعلن أنه جاهز لخوض التجربة الحقيقية والظهور تحت الأضواء، فصعد إلى الفريق الأول لنادي سبورتينغ لشبونة ولعب أولى مبارياته في الدوري البرتغالي عام 2002، واستطاع أن يترك خلال هذا العام انطباعاً لا يُمحى لدى الجمهور ولدى المدربين الرياضيين وحتى اللاعبين.

كان يوم 6 أغسطس 2003 يوماً فاصلاً في حياة كريستيانو رونالدو، وهو يوم إقامة مباراة ودية بين فريقي مانشستر يونايتد وسبورتينغ لشبونة، والتي كان رونالدو بطلها بامتياز، مما دفع السير أليكس فيرغسون مدرب مانشستر يونايتد آنذاك طلب التعاقد معه على الفور، وأيام قليلة كانت تفصل بين تلك المباراة وهبوط الطائرة التي تُقلّ رونالدو إلى مانشستر، فقد تمّ الاتفاق والتعاقد معه بمبلغ 12.5 مليون جنيه إسترليني. 

قصة القميص رقم 7

كبار اللاعبين الذين مروا على مانشستر يونايتد ولعبوا لصفوفه حملوا القميص رقم 7، حتى كأنّ هذا الرقم صار محجوزاً باسم الأساطير، ولمّا قَدِم رونالدو إلى النادي طلب أن يحمل القميص رقم 28، لكنّ السير أليكس فيرغسون أصرّ أن يحمل الرقم 7؛ لما شاهد فيه من موهبة وإمكانية لأن يصبح واحداً من أساطير النادي، وهذا بالفعل ما حدث! 

خلال سنوات لعبه في مانشستر يونايتد التي امتدت من عام 2003 حتى عام 2009 كان رونالدو يُثبت في كل عام أنه أحد أفضل المهاجمين، وتوّج هذه الجهود في موسم 2007/2008 عندما سجل 42 هدفاً في الدوري الإنجليزي والبطولات الأخرى، وحصل على جائزة الحذاء الذهبي كأفضل هدّافي أوروبا برصيد 31 هدفاً في الدوري. 

كما ساعد يونايتد على الفوز بلقب دوري أبطال أوروبا في مايو 2008، وحصل بعده على جائزة أفضل لاعب في العالم من الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) لموسم 2007/2008، وجائزة الكرة الذهبية أيضاً.

اللعب للنادي الملكي

اللعب مع النادي الملكي ريال مدريد حلمٌ وضعه رونالدو نُصب عينيه وسعى لتحقيقه، وكان له ذلك عام 2009، فخطف الأضواء إلى جانب ليونيل ميسي في الدوري الإسباني، وحقق العديد من الانتصارات والألقاب المهمة، ومنافسته مع ليونيل دفعته إلى مواصلة السير بخطى واثقة نحو مملكة أساطير كرة القدم.

وممّا صرّح به رونالدو للصحافة في ذلك الوقت: "أعلم أنهم سيطلبون مني الكثير لكي أكون ناجحاً في النادي، وأعلم أنني سأتعرّض لضغوط أكبر بكثير مما كنت عليه في مانشستر يونايتد لأنني كنت هناك لسنوات عديدة، لكن هذا يعني تحدياً جديداً وسيساعدني بأن أصبح أفضل لاعب كرة قدم".

اللعب لنادي يوفينتوس

اختار كريستيانو رونالدو أن يُنهي أسطورته في ريال مدريد عام 2018 بالانتقال إلى نادي يوفنتوس الإيطالي؛ لخوض تجربة جديدة وحصد ألقاب أخرى في مكان آخر من العالم، فلم يتنازل يوماً عن أحلامه ولم يكتفِ بما وصل إليه من إنجازات، وقد استطاع هناك أن يحصد ألقاب عدّة.

اللعب مع منتخب البرتغال

لم تكن جهود رونالدو مع منتخب بلاده البرتغال على مدار السنوات الماضية أقلّ من نظيرتها في نوادي أوروبا، وظهر أول مرة مع منتخب البرتغال الوطني ضد كازاخستان في أغسطس 2003، بعدها لعب دوراً حاسماً في حصول البرتغال على المركز الرابع في كأس العالم 2006، وأصبح قائد المنتخب الوطني رسمياً عام 2008. واستمرّ بالعمل جاهداً ليرفع اسم منتخب بلاده عالياً، وعام 2016 ساعد البرتغال على الفوز ببطولة أمم أوروبا، وهو أول لقب دولي كبير للبلاد.

مسيرة حافلة

عاد كريستيانو رونالدو إلى مانشستر يونايتد عام 2021 ولعب فيه موسماً واحداً، ليأتي الحدث الأبرز بعد ذلك عام 2022 والذي هزّ الأوساط الرياضية، وهو الانتقال للدوري السعودي ملتحقاً بصفوف نادي النصر، ولم يكن انتقاله انتهاءً لمسيرته الكروية كما توقّع البعض، بل زاد إصراره على حصد الألقاب والفوز دائماً.


توّج رونالدو مسيرته الكروية بمجموعة من الألقاب الجماعية والجوائز الفردية، وكانت له شعبيّة هائلة؛ فهو أول شخص في العالم يصل إلى أكثر من 500 مليون متابع على وسائل التواصل الاجتماعي، وأول لاعب رياضي جماعي نشط يكسب أكثر من مليار دولار.


قال المدرب البرتغالي جوزيه مورينيو عن كريستيانو رونالدو: "كريستيانو مذهل، هذا الرجل هو الأفضل، وهو آلة تهديفية لا تتوقف، إنه لاعب لا يصدق؛ لن يكون هناك رونالدو آخر".

 

المراجع
[1] uprisehigh.com, Cristiano Ronaldo: The Success Story Of A Legend
[3] albayan.ae, رونالدو يتقدم 7 نجوم يحصلون على الإقامة الذهبية في الإمارات
[4] mediaoffice.ae, مؤتمر دبي الرياضي الدولي يجمع كاسياس مع كرستيانو رونالدو
[5] thestrive.co, THE CRISTIANO RONALDO SUCCESS STORY
[6] successstory.com, Journey of Cristiano Ronaldo to CR7
[7] britannica.com, Cristiano Ronaldo

July 18, 2024 / 12:37 PM

أخبار ذات صلة

Rotate For an optimal experience, please
rotate your device to portrait mode.