رسمت جلسات وخطابات اليوم الثاني من المنتدى الدولي للاتصال الحكومي، الذي تعقد دورته 12 في إكسبو الشارقة، خارطة طريق المجتمعات لصياغة ثرواتها، حيث أكدت سعادة علياء السويدي، مدير المكتب الإعلامي لحكومة الشارقة، أن دور الإعلاميين وصناع الاتصال هو رفع مستوى الوعي بالجهود الفردية والجماعية لحماية ثروات الأرض وتحقيق التنمية المستدامة.
الشارقة 24:
أكدت سعادة علياء السويدي، مدير المكتب الإعلامي لحكومة الشارقة، أن توجيهات صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، أرست قواعد راسخة، أثمرت مشروعاً ثقافياً واجتماعياً واقتصادياً مستداماً، ومشروعات تنموية تمتد آثارها جيلاً بعد جيل، وتشكل نموذجاً عالمياً لإدارة الثروات والاستثمار في الموارد.
وأوضحت السويدي، أن العالم يواجه تحديات كبيرة في مجالات الأمن الغذائي والطاقة والصحة والتعليم، وأن دور الإعلاميين وصناع الاتصال هو رفع مستوى الوعي بالجهود الفردية والجماعية لحماية ثروات الأرض وتحقيق التنمية المستدامة.
جاء ذلك خلال افتتاح المكتب الإعلامي لحكومة الشارقة، صباح اليوم الخميس، أعمال اليوم الثاني من الدورة الـ 12 للمنتدى الدولي للاتصال الحكومي، في مركز إكسبو الشارقة تحت شعار "موارد اليوم... ثروات الغد"، بحضور سعادة طارق علاي، مدير عام المكتب الإعلامي لحكومة الشارقة، وجمع من المسؤولين الحكوميين وممثلي الوسائل الإعلامية المحلية والدولية.
وأفادت السويدي: "بينما يعاني ملايين البشر من نقص الغذاء والماء والكهرباء والصحة والتعليم، يشهد العلم تقدماً هائلاً في مجالات الطاقة والطب والثروات؛ هذه التناقضات تحتاج إلى تضامن إنساني لإيجاد حلول عادلة ومستدامة، ودورنا هو المساهمة بجهودنا الفكرية والأخلاقية لبناء عالم أفضل".
وأضافت: "في المنتدى الدولي للاتصال الحكومي، نتبنى ثقافة التعاون والتضامن بين الشعوب والحكومات، ونحمل رسالة تطوير الموارد والثروات لخدمة الإنسانية، فالحديثَ عن المواردِ والثرواتِ هو حديثٌ عن تطوير العلوم والاختراعات؛ لتكون في خدمةِ العالمِ أجمع... إنه حديث يندرج تحت عنوان واحد: لا يمكن للبشرية أن تنهض إلا متحدة، متعاونة ومتعاطفة".
الشارقة تحوّل ذوي الإعاقة إلى ثروات وطنية
بدورها، تحدثت الشيخة شيخة القاسمي، منسقة المناصرة الذاتية والمتحدثة باسم ذوي الإعاقة في مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية، حول رحلتها الشخصية والمهنية، وعن أهمية الإدماج والفرص العادلة للمعاقين في المجتمع.
وأشادت شيخة القاسمي بالدور الرائد للشارقة والإمارات في توفير بيئة ملائمة ومحفزة لتحقيق إمكاناتها الكاملة، داعيةً إلى نشر التوعية والتعليم حول حقوق وقدرات ذوي الإعاقة، وإظهار أن الاختلاف هو نعمة وليس نقمة.
وقالت: "ذوي الإعاقة هم شهود على ما يمكن أن يحققه الإنسان من إنجازات عندما يحصل على الفرص الصحيحة والعادلة في المجتمع، واليوم، أنا هنا في الإمارة التي جسدت هذه الحقيقة، فقد قدمت لنا الرعاية جميعاً، وساعدتنا على الازدهار والشعور حقاً بكلمة (التمكين)، وجعلتنا ثروات تساهم في تحقيق الكثير لأوطانها".
واستشهدت شيخة بكلام المغفور له، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان "طيب الله ثراه"، الذي دعا إلى الإدماج الكامل لجميع أفراد المجتمع، مشيرةً إلى المبادرات الوطنية التي تدعم ذوي الإعاقة في مختلف المجالات، وداعية إلى تعزيز التعاون بين الحكومات والمجتمعات لبناء عالم أكثر شمولية وعدالة.
تقنيات المعرفة أداة تغيير المستقبل
وفي خطاب ملهم بعنوان "كيف تساهم تقنيات المعرفة في تغيير المستقبل؟"، أكد الدكتور جير جراوس، المدير العالمي للتعليم في "كيدزانيا"، أن التكنولوجيا هي وسيلة لتحقيق أهداف التعليم وليست غاية في حد ذاتها.. ولا يمكن استخدام التقنيات الحديثة بشكل عشوائي أو عبثي دون دراسة مسبقة للحاجات والتحديات التي تواجه المتعلمين والمعلمين، فالتكنولوجيا خادم لرؤيتنا وأهدافنا التعليمية، وليست مطلوبة بحد ذاتها".
وقال جراوس: "من أهم مبادئ التعليم الحديث هو الاهتمام بالحاجة الشخصية لكل طفل، وعدم تجاهل التباينات بين الأطفال في مستوياتهم واهتماماتهم وقدراتهم؛ فالتعليم ليس مجرد نقل معلومات، بل هو تنمية شخصية الطفل وإبراز مواهبه وإمكانياته، لذلك، يجب أن تكون المدرسة واحة للتجارب التي تفيد الطفل في فهم العالم من حوله، وتحفّزه على الابتكار والإبداع، من خلال زيارة المتاحف والمعارض وتطبيق العلوم بشكل مبسط للأطفال؛ لأنها تساعدهم على فهم الظواهر الطبيعية والتكنولوجية، وتزودهم بالمنطق والعقلانية".
ملكة التدوير... نحو مفهوم جديد لبناء الثروات
وفي لقاء جمع جمهور المنتدى بـ "ملكة التدوير"، تحدثت إيساتو سيساي في جلسة "الاستدامة الإبداعية... نحو مفهوم جديد لبناء الثروات" حول تجربتها في تغيير واقع النساء في مجتمعها ليصبحن قادرات على الاستفادة من المخلفات البلاستيكية التي كانت سبباً للإضرار بالبيئة والإنسان والحيوان، وتحويلها إلى مصدر للدخل، ووسيلة لزيادة الإنتاجية.
وقالت سيساي: "رسالتي في الحياة هي انتهاز الفرص التي تأتيني، والاستفادة منها لتطوير نفسي ومجتمعي.. ومن أهم هذه الفرص التي جاءتني هي عندما التقيت بمتطوعة أميركية تعمل في مجتمعي، وطلبت مني أن أعلمها لغتي، فبدأنا بالتبادل اللغوي والثقافي، وناقشنا مشكلة الأكياس البلاستيكية التي تلوث بيئتنا، وقررنا أن نبدأ مشروعاً لإعادة تدويرها، فاجتمعنا مع خمس نساء من المجتمع المحلي، وشرحنا لهن فكرة المشروع وأهدافه".
وأضافت: "منذ ذلك الحين وأنا أتعلم من هؤلاء النساء دروساً قيمة في الالتزام والإخلاص والإيمان بالعمل، فهن يعملن بجد وحب، وبفضل جهودهن، تطور مشروع إعادة التدوير إلى مشاريع أخرى في مجالات الخياطة والصناعة والرعاية، فأصبحن يصنعن ملابس وإكسسوارات من الأكياس البلاستيكية، ويبعنها في الأسواق المحلية، كما أصبحن يدرن دور رعاية للأطفال والمسنين، ويقدمن خدمات تثقيفية وصحية لهم".
بوصلة لمسار عالمي آمن
بدوره، خاطب المستشار أندرو رزيبا، الشريك المؤسس في مؤسسة غالوب والمدير التنفيذي للقطاع العام في أوروبا والشرق الأوسط وأفريقيا، جمهور المنتدى في خطاب بعنوان "بوصلة لمسار عالمي آمن"، مؤكداً سعي المؤسسة إلى خلق بيانات دقيقة حول الأشخاص الذين لا يصلون إلى الحد الأدنى من الأمن الغذائي، بما يساهم بشكل كبير في وضع السياسات والاستراتيجيات العالمية الكفيلة بمعالجة الثغرات التي تؤدي إلى انعدام الأمن الغذائي؛ الذي يشكل حقاً أساسياً لكل إنسان، وهو أحد أهداف التنمية المستدامة التي اتفقت عليها الأمم المتحدة.
وقال رزيبا: "رغم التقدم الكبير في قضية الأمن الغذائي، لا يزال هناك مليار شخص جائع حول العالم، وهذه الأرقام والحقائق جعلت هناك مسعى دولياً من أجل إنهاء المجاعة وضمان توفير غذاء كافٍ وصحي لجميع سكان الأرض؛ فالوصول إلى نسبة صفر مجاعة في العالم هو التحدي الذي نواجهه، وهو يتطلب تضافر جهود جميع الأطراف المعنية، من الحكومات والمنظمات، والشركات والجمعيات والأفراد".
وأشار رزبيا إلى أهمية استخدام كل المصادر والإمكانات المتاحة، من بيانات وتكنولوجيا وابتكار، لجمع بيانات دقيقة عن حالة الأشخاص المهددين بالجوع، وأسبابه وآثاره، وحينها سنكون قادرين على تصميم حلول فعَّالة وشاملة، كما يجب أن نستخدم التكنولوجيا لزيادة إنتاجية المزارعين وتحسين جودة المحاصيل، وابتكار طرق جديدة لتخزين وتوزيع وإدارة الغذاء، بحيث يصل إلى كل من يحتاجه.