استضافت دائرة الإحصاء والتنمية المجتمعية بالشارقة، ضمن مشاركتها في الدورة الـ 12 من المنتدى الدولي للاتصال الحكومي، نخبة من المسؤولين الحكوميين والخبراء في عدداً من الجلسات الحوارية والخطابات الملهمة لمناقشة أهم الاستراتيجيات الرامية للاستثمار في الموارد البشرية وتمكين المرأة، ودور الصحة النفسية في التنمية المجتمعية، في إطار شعار المنتدى لهذا العام "موارد اليوم… ثروات الغد".
الشارقة 24:
ضمن مشاركتها في الدورة الـ 12 من المنتدى الدولي للاتصال الحكومي، استضافت "دائرة الإحصاء والتنمية المجتمعية"، نخبةً من المسؤولين الحكوميين والخبراء في عدداً من الجلسات الحوارية والخطابات الملهمة لمناقشة أهم الاستراتيجيات الرامية للاستثمار في الموارد البشرية وتمكين المرأة، ودور الصحة النفسية في التنمية المجتمعية، في إطار شعار المنتدى لهذا العام "موارد اليوم… ثروات الغد".
وانطلقت فعاليات الدائرة في اليوم الأول من المنتدى بجلسة تحت عنوان "تمكين الأسر ودعم ازدهار الأمم: الاستراتيجيات الحكومية للاستثمار في الموارد البشرية وتكوين الأسرة"، جمعت على منصتها كلاً من سعادة الشيخ ماجد بن سلطان بن صقر القاسمي، رئيس دائرة شؤون الضواحي والقرى، وسعادة الدكتورة خولة عبد الرحمن الملا، رئيس هيئة شؤون الأسرة بالشارقة، وسعادة المهندس ثامر راشد القاسمي، المدير التنفيذي لقطاع المشاريع الخاصة والشراكات بهيئة أبوظبي للطفولة المبكرة، وأدارتها أسماء حسوني، الإعلامية في هيئة الشارقة للإذاعة والتلفزيون، في حين شهدت حضوراً متميزاً للقاضي الأميركي فرانك كابريو، أحد أبرز ضيوف المنتدى.
أهمية الأسرة في بناء المجتمع والدولة
وخلال الجلسة، استعرض سعادة الشيخ ماجد القاسمي، رئيس دائرة شؤون الضواحي والقرى، أهم الخدمات والاحتياجات التي تلبيها دائرة شؤون الضواحي والقرى، لتحقيق رفاهية مجتمع إمارة الشارقة، عبر 15 مجلساً في البلديات الـ 9 للإمارة، تضع نصب أعينها متابعة احتياجات الأهالي، ووضع معايير واضحة لتحدي الظواهر الدخيلة على المجتمع، تماشياً مع سياسة "الحل والإحالة"، والتي تتلخص في تقديم الحلول بشكل مباشر إذا ما كانت متاحة وفقاً لصلاحيات الدائرة، أو عبر إحالة الشكاوى المقدمة للإدارات المختصة، واصفاً التعاون بين الجهات الحكومية في الإمارة بالشراكة المتميزة.
وعبر مشاركتها في الجلسة، أكدت سعادة الدكتور خولة الملا، رئيس هيئة شؤون الأسرة بالشارقة، على الدور الكبير للأسرة في تحقيق رفاهية المجتمع والوصول لتطلعات الدولة، وقالت: "بفضل الرؤية الحكيمة لمؤسس دولة الإمارات، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان طيب الله ثراه، ورؤية الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، التي وضعها منذ 50 عاماً وجعلت من الفرد والأسرة أساساً للتنمية والنهضة، حققنا نتائج ومنجزات كبرى، نقلت دولة الإمارات من الصحراء إلى استكشاف الفضاء".
من جانبه، شدد سعادة المهندس ثامر راشد القاسمي، المدير التنفيذي لقطاع المشاريع الخاصة والشراكات بهيئة أبوظبي للطفولة المبكرة، على ضرورة وضع استراتيجية وطنية لصناعة المحتوى، تعتمد على ما يتوفر من دراسات وأبحاث حول السلوكيات الشائعة لدعم الجهود الحكومية في رعاية الأسرة والطفل، لتغيير الأفكار السلبية والاستثمار في البرامج التي تلبي طموحات الأطفال والشباب، مشيراً إلى شعار المنتدى "موارد اليوم.. ثروات الغد"، وما يمثله من مسار لمراكمة ثروة تعتمد على الأجيال الجديدة، التي لابد من زرع القيم والمبادئ النبيلة فيها منذ عمر الطفولة المبكرة، خاصة وأن 90% من الأطفال يتشكل وعيهم قبل بلوغ سن التاسعة.
دور الصحة النفسية في رفاهية المجتمع
وفي أجواء تفاعلية لاقت استجابة من الحاضرين، قدم الدكتور خليل الزيود، المستشار التربوي والأسري والمدرب في علم النفس لتعزيز الإنتاجية والباحث في علوم النفس الإنسانية، خطاباً ملهماً عن موضوع "المهارات الشّخصية ضرورة لا رفاهية"، استعرض خلاله كيفية توظيف الإمكانات المحيطة بالإنسان لتنمية قدراته ومهاراته، وأهم السمات الشّخصية الإنسانية.
واستهل الزيود خطابه بالتأكيد على أن المهارات الشخصية ضرورة إنسانية وليست ترفاً، مشيراً إلى أن السير على طريق الإنتاجية لا يتم دون تحقيق الصحة النفسية، التي عرفها بأنها المكافئ للجهد المبذول من الإنسان ومكتسباته.
وأكد أن قابلية النفس البشرية للإنتاج معتمدة على وضع رؤية واضحة للمستقبل، تميز بين الخير والشر، وتراكم المعارف وتوظف الخبرات، في الوقت الذي لا يمكن لأي مجتمع أن يرسخ الصحة النفسية دون توظيف 4 عناصر هي: أولاً النفس الإنسانية وتنمية مكوناتها: العقل، والجسد، والروح، وثانياً العائلة، التي لا تنحصر في مكوناتها كأفراد بل في فن بناء العلاقة بينهم، وثالثاً جودة العمل ونجاح العلاقات، ورابعاً ترسيخ الهوية الوطنية، والانتماء للدولة وقيادتها ومؤسساتها.
تمكين المرأة لترسيخ القوى ناعمة
وفي فعاليتها الثالثة بالمنتدى الدولي للاتصال الحكومي، استضافت "دائرة الإحصاء والتنمية المجتمعية" في منصتها كلاً من سعادة الدكتورة عائشة بن بشر، الخبيرة الدولية في التحول الرقمي والقائدة الاستراتيجية في مبادرات المدن الذكية، وسعادة حنان أهلي، مدير المركز الاتحادي للتنافسية والإحصاء، خلال جلسة بعنوان "شكل جديد من أشكال القوة الناعمة: تمكين المرأة باعتبارها شريكاً أساسياً في التنمية الاقتصادية"، أدارتها الإعلامية أسماء حسوني.
واستهلت سعادة عائشة بن بشر مشاركتها في الجلسة بالتأكيد على أن المرأة الإماراتية ممكنة منذ تأسيس الدولة قائلةً: "ليس لدينا ذلك العبء الذي تعاني منه الدول الأخرى، وقد تأكدت من ذلك خلال سنوات دراستي في بريطانيا عام 2004، فأذكر أنني حاولت فتح حساب مصرفي في مانشستر، وحصلت على موعد بعد 3 أسابيع، فنصحتني إحدى المشرفات المحليات بالاستعانة بأحد أقربائي الذكور كأبي أو أخي للحصول على موعد أقرب، وهو ما أثار استغرابي، خاصة وأنني ألقى معاملة أفضل كامرأة في بلدي، تسهل علي الحصول على الخدمات في مسارات خاصة، بل وتسهيل الخدمات العامة حتى في المنزل، ما دفع المشرفة البريطانية بالقول أنها تتمنى لو كانت مواطنة إماراتية".
من جانبها، هنأت سعادة حنان أهلي الحاضرات في الجلسة بكونهن من بنات دولة الإمارات، مشيرةً إلى أن تمكين المرأة متأصل في إمارة الشارقة ومؤسساتها على وجه الخصوص، في الوقت الذي قدمت فيه دولة الإمارات نموذجاً استثنائياً في مأسسة تمكين المرأة منذ السبعينيات، مستعينةً في ذلك بالكثير من الشواهد، كتأسيس الشيخة فاطمة بنت مبارك للاتحاد النسائي العام، وكذلك إنشاء مجلس الإمارات للتوازن بين الجنسين، واعتماد هذه المؤسسات وغيرها على رؤية توثق النموذج الإماراتي وتصدره للعالم، والبحث لتطوير الممارسات التمكينية التي لا تكتفي بتعزيز مشاركة المرأة الاجتماعية والاقتصادية، بل تعمل على تغيير الصورة النمطية المنتشرة حول وضع المرأة في المجتمعات العربية والخليجية.