جار التحميل...
الشارقة 24:
شاركت جامعة الذيد، خلال مشاركتها في الدورة الـ14 للمنتدى الدولي للاتصال الحكومي، الذي ينظمه المكتب الإعلامي لحكومة الشارقة، من خلال حضور أكاديمي بارز وجلسات نوعية ناقشت قضايا التعليم المجتمعي، والأمن الغذائي، والتواصل الحكومي الذكي.
وجاءت مشاركة الجامعة، من خلال جلسة حوارية، قدمتها سعادة الأستاذة الدكتورة عايشة بوشليبي مديرة الجامعة، بالتعاون مع دائرة شؤون الضواحي، ناقشت فيها دور الجامعات في تعزيز التواصل المجتمعي، مؤكدة أن التعليم في جامعة الذيد يُبنى على شراكات حية مع المجتمع، كما تلتزم الجامعة بدورها كمؤسسة تعليمية حديثة تسهم في التنمية المستدامة، وتبني نموذجاً فاعلاً للتكامل بين التعليم والمجتمع المحلي.
وأوضحت بوشليبي، أن الجامعة تعمل على ترجمة دورها المجتمعي من خلال انخراط مباشر ومستمر مع مؤسسات المجتمع المحلي، وعلى رأسها دائرة شؤون الضواحي، عبر تنظيم برامج تثقيفية وتوعوية تخدم سكان المنطقة، وتوفير منصات علمية وثقافية تعزز وعي المجتمع المحلي، إلى جانب تشجيع الطلبة على الانخراط في المبادرات التطوعية وخدمة المجتمع بما يعكس الانتماء للمكان والهوية الوطنية.
وأضافت أن الجامعة ترتبط بعدد من المبادرات المشتركة مع مجالس الضواحي، مثل تنظيم ورش عمل ومحاضرات عامة، وحملات توعوية ميدانية في مجالات الصحة والبيئة والأسرة، إضافة إلى مشاركة الطلبة في الفعاليات المجتمعية التي تنظمها المجالس، بهدف تنمية روح التواصل والمسؤولية المجتمعية لديهم.
وفي مداخلة لها خلال إحدى جلسات المنتدى، أكدت الأستاذة الدكتورة ملسا فتزجرالد، عميد كلية الزراعة بالجامعة، أهمية التعليم العالي في دعم منظومة الأمن الغذائي الوطني، مشيرة إلى أن الجامعة تسير بخطى استراتيجية نحو تأهيل جيل جديد من المتخصصين القادرين على مواجهة التحديات المستقبلية في هذا القطاع الحيوي.
وتابعت فتزجرالد، أن جامعة الذيد تتبنى نهجاً تعليمياً متكاملاً يركز على التميز الأكاديمي والمهارات التطبيقية المرتبطة مباشرة بأولويات دولة الإمارات في مجال الأمن الغذائي، وأطلقنا برنامج بكالوريوس الزراعة المستدامة ليكون ركيزة لبناء قدرات وطنية قادرة على تعزيز الإنتاج الزراعي المستدام، كما نعمل على تطوير برنامج جديد في علوم وتكنولوجيا الأغذية، بهدف تمكين الطلبة من تحويل المنتجات الزراعية إلى غذاء آمن ومغذٍ وعالي الجودة، يخدم سلاسل الإمداد الغذائية الوطنية.
وأشارت إلى أن الجامعة تولي اهتماماً كبيراً بالتدريب العملي والتكامل مع القطاع الصناعي، حيث يحصل الطلبة على فرص تعلم ميدانية حقيقية وشهادات مهنية تعزز جاهزيتهم لسوق العمل، وبهذا نساهم في إعداد خريجين يمتلكون الكفاءة والجاهزية لقيادة الجهود الوطنية نحو تحقيق هدف الدولة المتمثل في القضاء على الجوع بحلول عام 2051.
وفي إطار الجلسات العلمية للمنتدى، قدمت الدكتورة سميرة سطوطاح، الأستاذ المشارك في الجامعة، خطاباً علمياً بعنوان "الاتصال الغذائي في الحكومات الذكية"، تطرقت فيه إلى أهمية دمج الاتصال الرقمي ضمن السياسات الغذائية لتعزيز ثقة المواطن وتحفيز المشاركة المجتمعية، كما ناقشت عددًا من المحاور البحثية، من بينها مفهوم الاتصال الغذائي كأحد الاتجاهات الناشئة في الاتصال الحكومي، ودوره في دعم الأمن الغذائي من خلال أدوات وتقنيات الاتصال الرقمي الحديثة، بالإضافة إلى تحليل العلاقة بين جودة الاتصال الغذائي، ومدى تفاعل المواطنين مع السياسات الغذائية الحكومية.
وسلطت سطوطاح، الضوء على ضرورة تبنّي الحكومات الذكية استراتيجيات تواصل فعّالة تعتمد على الشفافية والبيانات المفتوحة، بما يساهم في رفع الوعي المجتمعي وتحقيق شراكة فاعلة مع المواطن لضمان الأمن الغذائي، في ظل التحديات المناخية والوبائية، كما قدمت مجموعة من التوصيات العملية لصنّاع القرار لتطوير آليات الاتصال الغذائي الرقمي وتعزيز الثقة بين الحكومة والمجتمع، بما يرسّخ ممارسات غذائية مستدامة ويحفّز على التغيير الإيجابي في سلوك الأفراد.
وفي جانب آخر من فعاليات المنتدى، شارك الأستاذ الدكتور عبد الله السعدي، أستاذ الزراعة بجامعة الذيد، في لجنة تحكيم "تحدي الجامعات"، الذي تنظمه جامعة الإمارات العربية المتحدة، بمشاركة أكثر من 30 فريقاً طلابياً من جامعات محلية ودولية، قدم الأعضاء فيها مشاريع مبتكرة حول دمج الاتصال الحكومي في تحقيق الأمن الغذائي المستدام.
وتؤكد هذه المشاركات المتنوعة، الحضور المتنامي لجامعة الذيد، كمؤسسة تعليمية حديثة وفاعلة، تضع في صميم رؤيتها الأكاديمية والبحثية مفاهيم التنمية المجتمعية، والاستدامة، والابتكار، والارتباط الوثيق باحتياجات المجتمع المحلي والوطني.