الشارقة 24:
إن الاحتفاظ بالعامل البشري رغم استخدام التقنية الحديثة بتوسع في عالم الفنون، هو ما اتفق عليه نخبة من الفنانين والمصورين الفوتوغرافيين، خلال مشاركتهم في جلسة حوارية بعنوان "الويب 3 والرموز غير القابلة للمحاكاة والذكاء الاصطناعي في التصوير الفوتوغرافي" حيث استعرضوا أبرز الهواجس والشكوك التي يشعر بها الكثير من الفنانين حول العالم حيال التوسع في استخدام التقنية في المجال الإبداعي، محاولين الإجابة على سؤال رئيس هو: هل يمكن للفنان أن يتم استبداله بالآلة؟
جاء ذلك، ضمن برنامج "المنصة X"، التي تمثل جانباً من الفعاليات المتنوعة للمهرجان الدولي للتصوير "اكسبوجر" والمقام حالياً وحتى 15 فبراير الجاري، في مركز اكسبو الشارقة، مستضيفةً في الجلسة كلاً من إليا لوكاردي، مؤسس مشروع "آرت لايت - إن آف تي" للتصوير المجتمعي، والمصوّر وليد شاه، من دولة الإمارات، والمعروف بحضوره الفاعل في مجتمع التصوير الفوتوغرافي بالرموز غير القابلة للمحاكاة، والمصور المعماري بينو سارادزيك من سلوفينيا، الذي يتمتع بخبرة واسعة في تقنيات الذكاء الاصطناعي وتعليم الآلة.
واستهل المتحدثون النقاش في الجلسة عبر تعريف مفهوم "الويب 3"، الذي يمثل الحقبة الجديدة في عالم الإنترنت، ولتبسيطه قال إيليا لوكاردي المتخصص في محركات معالجة الصور بالذكاء الاصطناعي: "يمكن تلخيص الويب 1 بظهور مواقع الإنترنت، والويب 2 بمواقع التواصل الاجتماعي، أما الويب 3 فهو ببساطة حقبة البيتكوين والذكاء الاصطناعي"، ليتطرق بعدها إلى استخدام الذكاء الاصطناعي في الفنون البصرية كوسيلة لتطوير الأعمال الفنية وجعلها أكثر اكتمالاً، وأردف قائلاً " إن البشر يميلون بالفطرة للطرق المختصرة لإنجاز أعمالهم، وهذا أمر رائع، فهل نشعر بالغضب عندما نلتقط صوراً عالية الجودة من هواتفنا المحمولة؟ بالطبع لا".
ومما ميز الجلسة، أنها شهدت أفكاراً متباينة في مسألة التوسع التقني على مستوى الفنون، لكن المتحدثون اتفقوا حول ضرورة الاستخدام المعتدل للتقنية، بحيث يمكن الحفاظ على حقوق الملكية الفكرية للمبدعين، وقال المصور وليد شاه بهذا الخصوص: "أنا أتفق فلسفياً مع إيليا، ولكن بغض النظر عن آرائنا فهي غير مهمة في السياق العام، لأن التقنية ستتطور سواءً كنا معجبين بها أم لا، والذكاء الاصطناعي سيسود دون الاهتمام بمشاعرنا".
وأضاف أن أهم ما يدفع الجهات المختلفة للاستعانة بالتقنيات الجديدة هو تقليل النفقات، وجعل الأعمال والمنتجات أكثر دقة وفعالية، ولو اتجه الفنان للقيام بذلك من تلقاء نفسه لن تكون هنالك حاجة إلى استبداله بالآلة.
ومن جانبه، أكد بينو سارادزيك، أن الذكاء الاصطناعي لا يهدد المواهب البشرية ولن يكون عاملاً في استبدال الإنسان بالآلة على المدى المنظور، مبرراً ذلك بالقول: " إن الذكاء الاصطناعي ليس ذكياً بحد ذاته، لكنه برنامج حاسوبي يعمل بناءً على أوامر ومدخلات بشرية، ولن يتم استبدال أحد بالذكاء الاصطناعي، ولكن ما يحدث عند رفضك لاستخدامه، هو استبدالك بإنسان آخر يستخدم الذكاء الاصطناعي". مضيفاً أن الفنان لابد أن يكون خلاقاً ويوظف مخيلته مهما توفر له من تقنيات، بحيث تكون الآلة بمثابة ذراع ثالثة له، وتحول اليوم إلى 48 ساعة".