جار التحميل...
الشارقة 24:
يختتم المنتدى الإسلامي في الشارقة مساء اليوم الخميس 30 أكتوبر آخر دروس المجلس العلمي بعنوان "دعاء الأنبياء في القرآن الكريم – تفسير الطبري"، والذي عقد على مدار أسبوعين يومياً عقب صلاة المغرب في مسجد الحكمة بالشارقة، وقدّمه فضيلة الدكتور وائل محمد عبد الله.
وتناول المجلس مجموعة من الأدعية القرآنية التي نطق بها الأنبياء عليهم السلام، مبرزاً دلالاتها اللغوية والشرعية كما فسرها الإمام الطبري رحمه الله، ضمن سياق علمي يربط النصوص القرآنية بمقاصدها الإيمانية والتربوية.
وتعكس هذه الفعالية ضمن سلسلة المجالس العلمية التي ينظمها المنتدى الإسلامي، رؤية إمارة الشارقة الثقافية في تعزيز خدمة أمهات الكتب الشرعية، وتوثيق الصلة بمصادر العلوم الإسلامية الأصيلة، بما يسهم في ترسيخ منهج الاعتدال والمعرفة الدينية المتوازنة في المجتمع، حيث استعرض المجلس عدداً من النماذج القرآنية لأدعية الأنبياء، منها:
دعاء يونس عليه السلام: "لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين"، الذي يجمع بين التوحيد والاعتراف بالذنب، ويُعد مفتاحاً للفرج في أوقات الكرب.
ودعاء أيوب عليه السلام: "أني مسني الضر وأنت أرحم الراحمين"، مثالٌ للصبر والتضرع دون شكوى أو جزع، ونموذج للرضا بقضاء الله.
ودعاء زكريا عليه السلام: "رب لا تذرني فرداً وأنت خير الوارثين"، الذي يعبر عن الرجاء المقرون بالأدب في الطلب والتوكل الكامل على الله.
ودعاء موسى عليه السلام: "رب اشرح لي صدري ويسر لي أمري واحلل عقدة من لساني يفقهوا قولي"، وهو منهج في طلب المعونة والتوفيق عند تحمل المسؤولية.
كما أبرز الدكتور وائل إشارات الإمام الطبري في تفسيره إلى تنوّع مقاصد الدعاء بين طلب الرحمة والمغفرة والنصر والهداية، مؤكداً أن أدعية الأنبياء تشكّل مدرسة متكاملة لتزكية النفس والارتقاء الروحي.
ويأتي هذا المجلس امتداداً لدور المنتدى الإسلامي في تعزيز الوعي الديني والثقافي، وتأكيد مكانة الشارقة كحاضنة للعلم والعلماء، ومركز إشعاع معرفي يسهم في خدمة التراث الإسلامي وتيسير فهمه للأجيال المعاصرة.