المنتدى الإسلامي في الشارقة يستعرض المساهمات الفكرية للمسلمين

الشارقة 24:

تحت رعاية المنتدى الإسلامي في الشارقة، انطلقت صباح اليوم الثلاثاء، أعمال الندوة العلمية بعنوان "المساهمات الفكرية للمسلمين في الحضارة وتطبيقاتها المعاصرة"، بمشاركة نخبة من الأكاديميين والباحثين المتخصصين في الدراسات الفكرية والحضارية، وذلك ضمن جهود المنتدى في إحياء التراث العلمي الإسلامي وربطه بالواقع المعاصر.

اليوم الأول: المنجزات الحضارية للمسلمين في العالم

افتتحت أعمال اليوم الأول بمحاضرة ألقاها د. محمد عوض، في مقر المنتدى الإسلامي، بعنوان "المنجزات الحضارية للمسلمين في العالم"، وتناول إسهامات العلماء المسلمين عبر العصور في مجالات العلوم الطبيعية والفلكية والطب والهندسة، إضافةً إلى إسهاماتهم في الفلسفة والآداب والفنون.

وأشار الدكتور عوض إلى أنّ الحضارة الإسلامية شكلت رافداً أساسياً للمعرفة الإنسانية على مدار عصور، وانتقلت عبرها العلوم من الشرق إلى الغرب، مما أسهم في نهضة أوروبا الحديثة. كما أبرز المحاضر دور العلماء المسلمين في تطوير المناهج العلمية، واعتمادهم على التجربة والملاحظة كمنهج بحثي سابق لعصره.

ولفت إلى أن الجامعات الإسلامية الأولى مثل "بيت الحكمة" في بغداد و"جامعة القرويين" في فاس، كانت منارات للعلم، جذبت إليها طلاب المعرفة من مختلف أنحاء العالم. كما شدّد على أنّ القيم الإسلامية الداعية إلى طلب العلم ونشره أسهمت في بناء بيئة علمية مزدهرة، انعكست آثارها حتى على العصر الحديث.

وتميزت الندوة في يوميها الأول بحضور مكثف من الباحثين وطلاب الجامعات والمهتمين بالتراث الإسلامي، الذين تفاعلوا من خلال النقاشات والمداخلات الفكرية.

وصرح سعادة د. ماجد بوشليبي، الأمين العام للمنتدى الإسلامي، قائلاً: "تناول المنتدى الإسلامي خلال هذه الندوة العلمية المرموقة موضوعاً محورياً يلامس جوهر هويتنا الثقافية والعلمية، وبين بأن للحضارة الإسلامية شكلت منبع للعلوم والمعارف التي ساهمت بشكل فعال في إثراء الحضارة الإنسانية".

وأضاف الأمين العام للمنتدى الإسلامي: "نؤمن بأهمية استلهام المنهج العلمي الذي اتبعته حضارتنا في عصورها الذهبية، والذي كان يقوم على البحث والتجربة والانفتاح على مختلف الثقافات، هو مفتاح لمواجهة التحديات التي يمر بها عالمنا اليوم، وتدعو الندوة لإعادة قراءة تاريخنا المشرق من باب الاستفادة من تجارب الماضي لتصميم مستقبل أكثر إشراقاً".

واختتم بوشليبي: "هدفنا إثبات أن الفكر الإسلامي فكر حيوي ومتجدد، قادر على تقديم حلول جذرية للقضايا المعاصرة، بدءاً من التنمية الاقتصادية وصولاً إلى الحفاظ على البيئة، ونسعى من خلال هذه الندوة إلى تعزيز الحوار الثقافي والعلمي، وتقديم صورة حقيقية عن الإسلام كدين يشجع على العلم والمعرفة والابتكار".