جار التحميل...
الشارقة 24:
مع احتفائه بمرور عشرة أعوام على تأسيسه، يواصل مجلس إرثي للحرف المعاصرة ترسيخ مكانة الشارقة "كمدينة الحرف والفنون الشعبية" ضمن شبكة المدن الإبداعية التابعة لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة "اليونسكو"، مستنداً إلى سجل حافل من الإنجازات في الحفاظ على التراث الحِرفي الإماراتي، وتمكين الحِرفيات، وتعزيز التعاون الدولي في مجالات التصميم والإبداع عبر برامج ودراسات نوعية وشراكات عالمية.
على مدار السنوات العشر الماضية، وتحت رعاية قرينة صاحب السمو حاكم الشارقة، سمو الشيخة جواهر بنت محمد القاسمي، رئيسة مجلس "إرثي" للحرف المعاصرة، شهد المجلس تحولاً جذرياً من مبادرة محلية تهدف إلى إحياء الحرف التقليدية إلى منصة عالمية تعيد تعريف الحِرف كأدوات للتنمية الاقتصادية والثقافية والاجتماعية، تسهم في تمكين الحِرفيات، وتعزيز حضور الحِرف الإماراتية التراثية على الساحة العالمية.
وفي إطار أهدافه الرامية إلى تمكين الحِرفيات الإماراتيات وتعزيز مهاراتهن وقدراتهن الفنية، أطلق مجلس "إرثي" للحرف المعاصرة البرنامج التدريبي في التطريز الفلسطيني والأردني، بهدف تعليم وتدريب النساء الإماراتيات على أكثر من عشرة أنواع من الغرز المعروفة في هذا الفن، بالتعاون مع مصممة الأزياء ماجدة أبو زغلان.
ومن ضمن برامج المجلس للتنمية الاجتماعية، أطلق المجلس برنامج "التبادل الحرفي"، الذي تضمن ورشاً تدريبية لتعليم حرفة التطريز بالاستفادة من خبرة حرفيات من باكستان تدربن على يد مصمم الأزياء العالمي رضوان بيج، بهدف إعداد جيل جديد من الحِرفيات، وتطوير مهاراتهن في مجال التطريز، والخياطة، وبالمقابل عمل "إرثي" على تدريب الحِرفيات الباكستانيات على الحرف التقليدية الإماراتية مثل "السفيفة" و"التلي".
وإلى "جمعية السدو" في الكويت، حيث أطلق "إرثي" برنامج تبادل مهارات نسيج السدو لتدريب الحِرفيات على تقنيات نسيج السدو؛ الفن العربي التقليدي الذي أدرجته منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة "اليونسكو" ضمن قائمة التراث الثقافي غير المادي للبشرية.
شراكات عالمية لتعريف العالم على التراث الحرفي الإماراتي
للتعريف برؤيته تجاه تمكين الحِرفيات الإماراتيات وتقديم الحرف التقليدية المحلية إلى العالم، أبرم مجلس "إرثي" اتفاقيات تعاون مع اثنتين من كبرى منصات التصميم في العالم، وهما؛ منصة ومجلة "ديزين" Dezeen المتخصصة في العمارة والتصميم، وشركة "ديزاين ميامي" للتصميم العالمية.
وتجسيداً لحرصه على تعريف العالم على الإرث الثقافي الحِرفي للمنطقة، تعاون "إرثي" مع "ديزاين ميامي"، لعرض مجموعتين جديدتين في منصة ديزاين ميامي العالمية في شنغهاي في عام ٢٠٢١، ترويان قصة التراث الحِرفي لدولة الإمارات ومنطقة الخليج، وهما؛ "زنوبيا" و"الثاية"، اللتان تدمجان "التلي" و"الخوص" في الأعمال الفنية المعروضة.
وبوصفه الشريك الرقمي الحصري والوحيد من دول الخليج لمنصة "ديزاين ميامي"، أطلق "إرثي" ثلاث مجموعات جديدة على المنصة احتفاء بالذكرى السنوية العاشرة على تأسيسه، وهي مجموعة "أدهم" بالتعاون مع المصمم المكسيكي ريكاردو ريندون، و"الموي" بالتعاون مع المصممة شيخة بن ظاهر والمصمم الإسباني أدريان سلفادور كانديلا، و"زنوبيا" بالتعاون مع المصممة اللبنانية العالمية ندى دبس.
واحتفاء بحضور دولة الإمارات ضيف شرف على "معرض لندن للتصميم" في العاصمة البريطانية لندن عام 2019، أحد أكبر معارض التصميم في العالم، أطلق "إرثي" 12 مجموعة تضم 78 قطعة فنية من المجوهرات والديكور والأثاث والحقائب، وغيرها من المشغولات الإبداعية والفنية، باستخدام تقنيات معاصرة دمجت بين الصناعات اليدوية والتصميم الحديث وشكلت أول خط إنتاج لمجلس "إرثي".
ولكونه الجهة العربية الوحيدة التي شاركت في فعاليات "أسبوع ميلان للتصميم" 2022 في مدينة ميلان الإيطالية، أكبر حدث تصميم سنوي في العالم، احتفى "إرثي" بالحرف المحليّة الإماراتيّة على الساحة العالميّة، مسلّطاً الضوء على التجربة الإماراتيّة في التصميم الإبداعي، من خلال مجموعات مبتكرة منها "الموي" و"الند".
وبعد نجاح مشاركته في "أسبوع ميلان للتصميم"، عاود "إرثي" المشاركة في نسخة 2023، لتعريف الجمهور الإيطالي والأوروبي والزوار من مختلف أنحاء العالم على جماليات الأعمال الفنية المعاصرة المستوحاة من التراث الإماراتي، حيث عرض مجموعات وتصاميم جديدة ومبتكرة في "دار كامبي للمزادات" وتلقى دعوة من "وزارة الثقافة الإيطالية" و"مؤسسة مايكل آنجلو" لعرض أعمال الحرفيات في قصر "ليتا" الإيطالي.
وفي "مهرجان فالنسيا للتصميم" بإسبانيا عام ٢٠٢٤، شارك "إرثي" في معرض "روابط حرفية: استكشاف التعاون في الحرف المعاصرة" ضمن مشروع "الزمن والمادة" بالتعاون مع "استوديو سافج" Estudio Savage، و"متحف فالنسيا للتنوير والحداثة"، بهدف تعزيز حضور الحِرف المعاصرة في الوعي العام، واستعراض مساهمة الحِرف والتصميم في توفير مسارات فاعلة للتنمية، لاسيما في الحفاظ على المواد والتقنيات وعمليات التصنيع التقليدية.
وبصفته الممثل الحصري لجناح دولة الإمارات العربية المتحدة في "أسبوع موسكو للتصميم الداخلي" 2025 والمشارك العربي الوحيد في العاصمة الروسية موسكو، عكست مشاركة "إرثي" التزامه بالحفاظ على التراث والهوية الإماراتية إلى جانب دعم الاستدامة وتمكين المرأة من المشاركة في رسم ملامح التصميم العالمي، حيث جسدت الأعمال التي عرضها "إرثي" رؤيته للحرفيات كشركاء في صياغة حوار معاصر ينطلق من التراث والهوية والجذور الثقافية، كذلك مشاركة المجلس في حلقات نقاشية تدور حول الاستدامة ونقل المعرفة لكافة فئات المجتمع.
وتتزامن الذكرى السنوية العاشرة على تأسيس "إرثي" بإدراج منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة "اليونسكو" للشارقة على قائمة "مدينة الحرف والفنون الشعبية" ضمن شبكة المدن الإبداعية، تقديراً لدور حرفة "التلي" الإماراتية في حفظ واستدامة التراث الثقافي غير المادي.
وتكللت جهود مجلس "إرثي" للحرف المعاصرة على مدار العقد الماضي بمساهمته المباشرة في تحقيق هذا الإنجاز التاريخي، من خلال الحفاظ على الحرف الإماراتية والترويج لها في كبرى المنصات والمهرجانات والمعارض العالمية، إلى جانب توثيقها من خلال تنفيذ البرامج وإصدار الدراسات والمنشورات التي تروي قصتها وتحفظها للأجيال القادمة، وتستمر مسيرة "إرثي" في استدامة الإرث الحِرفي وتطويره ليروي تاريخه بلغة الحاضر ولمسة إبداعية معاصرة.