"تمكين الشارقة" تنفذ ورشة حول أهمية التدخل النفسي المبكر

الشارقة 24:

نظمت مؤسسة الشارقة للتمكين الاجتماعي ورشة توعوية بعنوان "الصحة النفسية للأسرة: متى نلجأ إلى الأخصائي وكيف ندعم أبناءنا؟" موجهةً إلى أمهات الأبناء المنتسبين للمؤسسة في المنطقة الشرقية، وذلك ضمن خطة المؤسسة التي تولي أهمية خاصة للرعاية النفسية، وتمكين الأوصياء من تبني استراتيجيات تواصل أكثر فاعلية تخدم الأبناء، في إطار برامجها الهادفة إلى تعزيز استقرار الأسر فاقدي الأب.

وهدفت الورشة إلى رفع الوعي لدى الأوصياء بأهمية التدخل النفسي المبكر، وتوضيح مؤشرات الحاجة إلى الأخصائي النفسي، إلى جانب إزالة الوصمة الاجتماعية والاعتقاد الخاطئ بأن طلب المساعدة النفسية عيب أو ضعف، كما ركّزت الورشة على تعزيز مهارات التواصل النفسي الإيجابي والإصغاء الفعّال داخل الأسرة، وتمكين الأوصياء من استخدام استراتيجيات عملية لدعم الأبناء في مواجهة الضغوط الحياتية.

وتناولت الجلسة عدة محاور أساسية، شملت الحاجة إلى زيارة الطبيب أو الأخصائي النفسي، وكسر الوصمة المرتبطة بالصحة النفسية، إضافة إلى أهمية التواصل النفسي الإيجابي والإصغاء الفعّال بين أفراد الأسرة، كما تضمنت أنشطة تفاعلية مثل: النقاش المفتوح حول أسباب الخجل من زيارة الأخصائي النفسي، وورقة عمل شاركت فيها الأرامل تجارب صعبة مررن بها، وكيف كان من الممكن أن يساعدهن التدخل النفسي في تجاوزها.

واختتمت الورشة مؤكدةً أن الصحة النفسية ركيزة للاستقرار الأسري، وأن طلب المساعدة خطوة شجاعة ومسؤولة، وليست عيباً. كما جرى إبراز أهمية التواصل الإيجابي والإصغاء الفعّال كأدوات عملية لدعم الأبناء والتخفيف من الضغوط الأسرية.

وفي هذا السياق، صرحت دعاء محمد عثمان، أخصائية نفسية بالمؤسسة: "أننا نؤمن بأن تمكين الأوصياء نفسياً هو المدخل الأساسي لتمكين الأبناء، فحين يشعر الوصي بالاستقرار والقدرة على إدارة الضغوط، ينعكس ذلك بشكل مباشر على الأبناء ويمنحهم بيئة آمنة وصحية للنمو والتطور، من هنا جاءت هذه الورشة لتعزيز الوعي بدور التدخل النفسي المبكر وكسر الحواجز الاجتماعية المرتبطة بطلب المساعدة".

وأضافت الأخصائية: "نحن حريصون على أن تكون برامجنا التوعوية شاملة لا تقتصر على الجانب المادي فحسب، بل تمتد لتشمل الرعاية النفسية والاجتماعية باعتبارها ركيزة أساسية في بناء أسر مستقرة قادرة على مواجهة تحديات الحياة، حيث تمضي المؤسسة قدماً في تنفيذ المزيد من المبادرات والبرامج النوعية التي تدعم الأوصياء وتمكنهم من تربية الأبناء في بيئة إيجابية قائمة على الحوار والإصغاء والتواصل البنّاء".

وتُعد برامج التمكين النفسي ركناً أساسياً في دعم المستفيدين وأسرهم، إيماناً بأن الصحة النفسية المتوازنة هي الأساس الذي يمكّن الأسر من مواجهة التحديات بثبات، ويمنحهم بيئة داعمة تُسهم في بناء شخصيات واثقة قادرة على استشراف مستقبل أفضل.