في إطار جهود تعزيز الاستقرار الأسري وغرس قيم المسؤولية المجتمعية، يسلط مشروع "جدران" الضوء على تعاون مؤسسة الشارقة للتمكين الاجتماعي مع الجامعة الأميركية في الشارقة لتحسين منازل أسر الأيتام، من خلال الصيانة والتأثيث وتوفير الأجهزة الأساسية، يعكس المشروع روح التطوع والتكافل الإنساني في المجتمع الإماراتي.
                    الشارقة 24:
نفّذت مؤسسة الشارقة للتمكين الاجتماعي مشروع "جدران" بالتعاون مع الجامعة الأميركية في الشارقة، والذي يستهدف تنفيذ صيانة شاملة لمنازل أسر الأيتام المنتسبين للمؤسسة، ويشمل المشروع عمليات صبغ المنازل، وتوفير الأثاث والأجهزة الاستهلاكية الضرورية، إلى جانب تنفيذ أعمال الترميم التي تضمن راحة واستقرار الأسر، وذلك في إطار جهود المؤسسة المتواصلة لتحسين بيئة الأسر الفاقدة للأب.
وشهد المشروع مشاركة نحو 110 طلاب متطوعين من الجامعة الأميركية في الشارقة، الذين نزلوا ميدانيًا إلى منزل إحدى الأسر المنتسبة للمؤسسة للمساهمة العملية في أعمال الصيانة، ما أضفى على المبادرة بُعداً إنسانياً وتربوياً، إذ عكس التزام الشباب الجامعي بروح المسؤولية المجتمعية، وساهم في ترسيخ ثقافة العطاء التطوعي.
أكدت منيرة اليافعي، نائبة المدير العام في المؤسسة، في تصريح لها: "إن مشروع (جدران) يُمثل امتداداً لرؤيتنا في تمكين الأيتام وأسرهم في الجانب البيئي، حيث تحرص المؤسسة على تقديم الدعم البيئي وتحسين البيئة السكنية التي تُعد أحد أهم عناصر الاستقرار الأسري. ونحن نؤمن بأن توفير بيت آمن ومتكامل الخدمات هو الأساس الذي ينعكس على صحة الأبناء النفسية والاجتماعية، ويمهد لهم طريق النمو السليم."
وأضافت منيرة اليافعي: "نفخر بتعاون الجامعة الأميركية في الشارقة على مدى السنوات السابقة في دعم مشاريع المؤسسة، ونثمّن مشاركة طلابها وطالباتها في هذا المشروع، فقد جسّدوا نموذجًا مُلهِمًا للعطاء من خلال العمل الميداني المباشر. إن دعم طاقات الشباب وتوظيفها في مشاريعنا يُعزّز رسالتنا، ويؤكد أن المجتمع بكل فئاته شريكٌ أصيلٌ في تمكين الأبناء فاقدي الأب، كما أسهمت مشاركتهم في تزويد الطلبة بتجارب عملية تعزّز وعيهم المجتمعي والإنساني. فهذه التجربة لم تمنح الطلاب فقط فرصة للتطوع، بل عمّقت فيهم قيم التضامن، ورسّخت لديهم قناعة بأهمية المسؤولية الاجتماعية تجاه الآخرين في تلاحم أفراد المجتمع."
وتابعت: يُعد مشروع (جدران) خطوة نوعية في مسيرة المؤسسة لتعزيز التكافل الاجتماعي ودعم المنتسبين في مختلف الجوانب البيئية، إذ يجسد رسالة إنسانية عميقة تتجاوز حدود الدعم المادي لتلامس حياة الأسر بشكل مباشر، وتُعيد رسم ملامح منازلهم لتصبح أكثر دفئًا وأمنًا واحتضانًا لأبنائهم نحو مستقبل أفضل."
ومن جانبها، أكدت شيماء بن طليعة، نائبة مدير الجامعة للتجربة الطلابية: "نؤكد على أهمية الشراكة الاستراتيجية التي تجمع الجامعة بالمؤسسة، والتي تمثل نموذجًا متميزاً للتعاون المجتمعي الهادف إلى تمكين الطلبة من المساهمة في خدمة المجتمع وتنمية روح العطاء والمسؤولية الاجتماعية لديهم."
كما أشارت نائبة مدير الجامعة: "يأتي مشروع (جدران) كأحد أبرز ثمار هذا التعاون، إذ يهدف إلى تحسين بيئة الأسر المستفيدة من خلال صيانة منازلهم وتأثيثها بمشاركة واسعة من الطلبة المتطوعين. وقد شهدت المبادرة هذا العام إقبالًا كبيراً من طلبة الجامعة، بمشاركة نحو 110 متطوعين عملوا على صيانة أحد المنازل لأسرة منتسبة للمؤسسة لمدة أسبوعين متواصلين."
وتابعت شيماء بن طليعة: "تميزت نسخة هذا العام بمشاركة النادي الثقافي الإماراتي، حيث ساهم أعضاؤه في أعمال الصيانة وشراء الأثاث، في حين قدمت شركة الأصباغ الوطنية الأصباغ مجاناً لعمليات الطلاء، وشاركت شركة سامسونج بتوفير بعض الأجهزة الكهربائية، وجاءت مساهمة هذه الشركات من خلال مكتب التطوير وشؤون الخريجين في الجامعة، في إطار تعزيز الشراكات مع القطاع الخاص لدعم مبادرات الجامعة المجتمعية."
وفي الختام، أعربت بن طليعة عن شكرها وتقديرها لمؤسسة الشارقة للتمكين الاجتماعي على تعاونها الدائم والمثمر، مشيدةً بجهود جميع المتطوعين والشركاء في إنجاح هذا المشروع الإنساني، مؤكدةً أن مثل هذه المبادرات تُجسّد رؤية الجامعة في ترسيخ قيم العطاء والمسؤولية الاجتماعية بين طلبتها، وتعزز من دورهم الإيجابي في خدمة المجتمع.
وتتفرد مؤسسة الشارقة للتمكين الاجتماعي بخدمة الأبناء فاقدي الرعاية الأبوية وأسرهم المقيمين في إمارة الشارقة والمناطق التابعة لها في المنطقتين الوسطى والشرقية، إذ يُعد التمكين جوهر رسالتها الإنسانية، وتتيح المؤسسة المجال لتعاون أفراد المجتمع ومؤسساته معها باعتباره الركيزة التي تعزز من خلالها المشاركة في العطاء وتوسيع أثره، فكل مبادرة تُنفَّذ بالشراكة مع فئات المجتمع تفتح آفاقًا جديدة لتمكين الأسر، وتبني منظومة تكافل متكاملة تُجسّد قيم الخير والرحمة والتلاحم التي تميز مجتمع دولة الإمارات.