"تمكين الشارقة" تختتم برامجها الصيفية بفعاليات نوعية

الشارقة 24: 

اختتمت مؤسسة الشارقة للتمكين الاجتماعي موسمها الصيفي بباقة ثرية من البرامج والأنشطة التي استفاد منها نحو 600 منتسب من الأبناء والأمهات، في إطار سعيها الدائم لتمكين الفئات المنتسبة ورعايتها بما يثري شخصياتهم، ويعزز من قدراتهم، وقد جاءت هذه البرامج متكاملة ومدروسة لتشغل أوقات الإجازة الصيفية بكل ما هو مفيد وممتع.

وركّزت برامج الصيف لهذا العام على تنمية الشخصية وصقل المهارات وإكساب الأبناء خبرات حياتية ومعرفية جديدة، إلى جانب تقديم الدعم النفسي والاجتماعي عبر ورش عمل تفاعلية، وزيارات ميدانية، وأنشطة ثقافية وصحية ومهنية وترفيهية، صُممت خصيصاً لتلبية احتياجات المنتسبين.

برامج متنوعة.. وورش ملهمة

شملت البرامج الصيفية هذا العام تقديم سلسلة ورش مشروع "سند البيت" التي عززت لدى الأبناء روح المسؤولية ودورهم الداعم داخل أسرهم، من خلال تزويدهم بمهارات قيادية وتنفيذية تعينهم على مساندة أمهاتهم وإخوتهم، بما يسهم في تحقيق التمكين الذاتي للأسرة.

غرس للأخلاق

كما نفذت المؤسسة سلسلة جديدة من برنامج "أثر" لغرس القيم الأخلاقية والإنسانية وتعزيزها لدى الأطفال، عبر مواقف عملية وتجارب واقعية تزرع في نفوس الأبناء مفاهيم متنوعة في كل لقاء.

تعزيز قيمة الرفقة الصالحة

قدمت المؤسسة ورشة حوارية تناولت أثر الأصدقاء في حياة الأبناء ودور الرفقة الصالحة في توجيه سلوكياتهم نحو مستقبل أفضل، وشملت الورشة أنشطة تفاعلية رسخت مفهوم الصداقة الإيجابية، وأكدت أهمية اختيار الصحبة التي تدفع نحو النجاح والوعي، بما ينسجم مع رسالة المؤسسة في إعداد جيل قادر على مواجهة التحديات.

رعاية نفسية ودعم متكامل

في الجانب النفسي، قدّمت المؤسسة ورش المشروع النفسي "تخطِّ"، الذي استهدف الفئة العمرية من 6 إلى 13 عاماً لتعزيز الصحة النفسية للأيتام ومساعدتهم على تجاوز آثار فقدان الأب، عبر الإسعافات النفسية المبكرة وبناء الثقة بالنفس وتنمية الاستقلالية العاطفية.

تمكين الأسرة وتعزيز وعي الأمهات

ومن منطلق دعمها للأسر المنتسبة، نظمت المؤسسة ورشة "أنتِ الأمان"، التي ركزت على توعية الأمهات بطرق الوقاية من الإدمان وآليات التدخل المبكر لحماية الأبناء، إلى جانب تزويدهن بالمعارف التي تساعدهن على القيام بأدوارهن التربوية بوعي أكبر.

محافظة على التراث وتعزيز الهوية

شارك الأبناء من المنطقة الشرقية في ورشة "السنع" التي قدمتها الدكتورة فاطمة المغني، وسلطت الضوء على قيم وأعراف الأجداد في الترحيب وحسن التعامل وروح التواصل التي ميزت المجتمع الإماراتي الأصيل.

ورش توعوية وثقافية

كما أقيمت جلسة حوارية بعنوان "لنتحدث" بالتعاون مع مركز شرطة كلباء، استهدفت الأطفال المنتسبين، وناقشت الاستخدام الآمن لوسائل التواصل الاجتماعي، وغرست فيهم مفاهيم الحذر من التحديات الرقمية من خلال حوار تفاعلي مبسط يناسب أعمارهم.

زيارات ترفيهية

إلى جانب ذلك، نُظمت زيارات ميدانية إلى وجهات بارزة والعديد من الأماكن الثقافية والترفيهية في الدولة مثل: متحف المستقبل وسكي دبي ومركز الشارقة لعلوم الفضاء والفلك، ومتاحف الشارقة وغيرها من الوجهات التي جمعت بين المتعة والفائدة وتوسيع آفاق الأبناء.

برامج مهنية وبيئية وصحية

تضمنت الأنشطة المقدمة ورشة "صناعة العطور"، التي منحت الأمهات والفتيات والشباب مهارات عملية تُمكّنهم من دخول المجال المهني ودعم مشاريعهم الصغيرة، وورشة "كيف نحول منزلنا إلى مساحة متناغمة وعصرية" بالتعاون مع "هوم هارموني" لتنمية حس الجمال والتنظيم لدى الفتيات.

وعلى الصعيد الصحي، تعاونت المؤسسة مع الجابر للنظارات لإجراء فحوصات نظر مجانية للأبناء وتوفير نظارات طبية لحالات ضعف البصر من المستفيدين، كما نُظمت بالتعاون مع القافلة الوردية فحوصات للكشف المبكر عن سرطان الثدي للأمهات، تعزيزاً للوعي الصحي والوقاية المبكرة.

برنامج مهارات.. شراكة مثمرة

وكان لبرنامج "مهارات" حضور مميز ضمن الأنشطة الصيفية، بفضل الشراكة بين المؤسسة وجمعية المعلمين بالشارقة وهيئة الشارقة للتعليم الخاص، حيث شكل بيئة محفزة للإبداع والابتكار، وأتاح للأبناء فرصاً لتطوير مواهبهم وصقل معارفهم.

برامج الدمج وتنمية القدرات

حرصت المؤسسة على دمج الأبناء في أنشطة متنوعة تعزز مهاراتهم وتنمي قدراتهم، حيث شاركوا في دورات الشطرنج بنادي الشارقة الثقافي للشطرنج، وتعلم رياضة الدفاع عن النفس (الجوجيتسو) بنادي الشارقة لرياضة الدفاع عن النفس، إلى جانب الالتحاق بحلقات تحفيظ القرآن في الشارقة والمناطق الوسطى والشرقية بالتعاون مع مؤسسة القرآن والسنة. كما انخرط أبناء المنطقة الشرقية في أنشطة مكتبة دبا العامة، مكتبة خورفكان، ومركز الطفل، وبرنامج أصدقاء الشرطة، بما يثري تجاربهم المعرفية والمهارية.

وفي هذا الصدد، أكدت نوال الحامدي – مدير إدارة الرخاء الاجتماعي: "أننا في مؤسسة الشارقة للتمكين الاجتماعي نؤمن أن تمكين الأبناء يبدأ من إتاحة الفرص لهم لاكتشاف قدراتهم وتطويرها، فكانت برامج الصيف لهذا العام محطة ثرية بالمعرفة والتجارب الملهمة، حيث ركزنا على تزويدهم بمهارات حياتية ومهنية عززت فيهم روح الإبداع، وعملنا على دعم صحتهم النفسية عن طريق تقديم برامج مدروسة، لتعزيز الثقة بالنفس وبناء الشخصية الاجتماعية، أيضا أثرينا تجاربهم الثقافية، ووفرنا لهم فرصة لاستكشاف أماكن جديدة والتفاعل مع البيئة والاستمتاع بفعاليات مختلفة".

وأضافت: "نسعى باستمرار إلى ابتكار نموذج رائد في رعاية وتمكين الأبناء فاقدي الرعاية الأبوية، وابتكار برامج تجمع بين التنمية المستدامة والرعاية الفاعلة، بما ينسجم مع رؤية الشارقة في بناء جيل واعٍ ومتمكن، ونشكر شركاءنا على دعمهم في إنجاح هذا الموسم، ونتطلع إلى تقديم مواسم صيفية قادمة أكثر تنوعاً وابتكاراً."

تمكين مستدام ورؤية مستقبلية

بهذه الباقة الغنية والمتنوعة، تجسد المؤسسة رسالتها في الاستثمار في طاقات الأيتام وتوجيهها نحو مسارات تحقق لهم مستقبلًا أفضل، وتؤكد التزامها بمواصلة تقديم برامج أكثر تنوعاً وابتكاراً في المواسم القادمة، انسجاماً مع رؤية المؤسسة في تحقيق الرعاية الشاملة والتمكين المستدام.