الشارقة 24:
أكدت المهندسة وصانعة المحتوى عذاري السركال، عضو مجلس الشارقة للشباب، أن التحدي الأكبر أمام الشباب في بناء أنظمة غذائية مستدامة لا يتمثل في نقص الإمكانيات، بل في الخوف من المستقبل والتردد في خوض التجارب التي ترتبط بالأمن الغذائي وتغير المناخ، لافتة إلى أن هذه المخاوف تخلق حواجز وهمية تعوق الاستثمار في هذا القطاع الحيوي، رغم توفر الأدوات والفرص التي تمكّن الشباب من الإبداع وتحقيق نتائج ملموسة.
جاء ذلك خلال جلسة حوارية بعنوان "كيف يبني الشباب نظاماً غذائياً مستداماً؟"، أدارها الإعلامي هزاع الشحي في منصة "حديث الاتصال الحكومي" بالشراكة مع مجموعة المروان، ضمن فعاليات الدورة الـ14 من المنتدى الدولي للاتصال الحكومي، الذي ينظمه المكتب الإعلامي لحكومة الشارقة تحت شعار "اتصال من أجل جودة الحياة".
الوعي يبدأ من الأسرة
وأشارت السركال إلى الارتباط الوثيق بين التغير المناخي والأمن الغذائي، موضحة أن ارتفاع درجات الحرارة والفيضانات وغيرها من الظواهر المناخية تؤثر بشكل مباشر في المحاصيل الزراعية والثروة الحيوانية، ما ينذر باحتمال فقدان بعض الأغذية خلال العقود المقبلة، وأكدت أهمية تعزيز الوعي داخل الأسرة، إلى جانب تكامل دور الأفراد والمجتمع وصناع السياسات لضمان غذاء صحي ومتوفر للأجيال القادمة.
وتطرقت السركال إلى الحلول التقنية في بناء الأنظمة الغذائية المستدامة، لافتة إلى أن الأجيال السابقة أرست الأسس المعرفية عبر قربها العملي من الأرض والزراعة، فيما أضافت الثورة الرقمية للأجيال الحالية أدوات متطورة كالذكاء الاصطناعي وأجهزة الاستشعار التي تساعد المزارعين على معرفة حاجات التربة وكميات المياه المناسبة وتحليل طبيعة المحاصيل، ما يفتح المجال لابتكارات أوسع في المستقبل.
نقاشات مؤثرة يقودها الشباب
وأضافت أن المبادرات التي أطلقها مجلس الشباب العربي للتغير المناخي، سواء على المستوى المحلي أو العربي، أسهمت في تمكين الشباب من الدخول في نقاشات مؤثرة حول قضايا المناخ والأمن الغذائي، موضحة أن دولة الإمارات نجحت بصورة فعالة في سد الفجوة بين الأجيال الشابة وهذه الملفات المعقدة، وجعلت صوتهم مسموعاً في المحافل الدولية، ما يعزز حضورهم ودورهم في صياغة الحلول المستقبلية.
وأضحت السركال أن الاستدامة تبدأ من سلوك الفرد اليومي، مبينة أن قيمتها الحقيقية لا تتحقق بالمعرفة النظرية وحدها، بل من خلال الممارسات البسيطة مثل ترشيد استهلاك المياه، والحرص على عدم هدر الطعام، والاهتمام بالزراعة المنزلية التي تعزز الشعور بالمسؤولية تجاه البيئة وتساهم في توفير جزء من الاحتياجات الغذائية.