جار التحميل...
الشارقة 24 - الشفيع عمر:
شهد صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، بحضور سمو الشيخ سلطان بن أحمد بن سلطان القاسمي نائب حاكم الشارقة رئيس مجلس الشارقة للإعلام، وقرينة صاحب السمو حاكم الشارقة، سمو الشيخة جواهر بنت محمد القاسمي رئيسة مجلس الشارقة للأسرة والمجتمع، خطابين مُلهمين خلال افتتاح أعمال الدورة الـ14 من المنتدى الدولي للاتصال الحكومي، تحدث فيهما كلّ من سال خان المؤسس والرئيس التنفيذي لأكاديمية خان التعليمية، وويليام كامكوامبا المبتكر والمهندس من مالاوي.قوة التعليم والابتكار في صناعة التغيير
وجمع الخطابان بين رؤيتين ملهمتين تناولتا قوة التعليم والابتكار في صناعة التغيير وتحقيق التنمية المستدامة، حيث تناول سال خان، دور المعرفة والتقنيات الحديثة في تمكين الإنسان وبناء اقتصاد السعادة، فيما قدّم ويليام كامكوامبا، نموذجاً حيّاً عن الابتكار والإرادة الإنسانية التي حوّلت تحديات الفقر والمجاعة إلى فرصة لإبداع حلول محلية بسيطة مُلهمة للعالم.
واستهلّ التربوي سال خان، كلمته الرئيسة بالحديث عن أهمية التعليم ومجتمعات المعرفة، ودعا فيها إلى بناء مستقبل قائم على "اقتصاد السعادة"، وأهمية إطلاق نداء عالمي لإعادة تخيّل المجتمع، مشيراً إلى أن معيار التقدم الحقيقي يجب ألا يُقاس بالمخرجات الاقتصادية وحدها، بل بمدى شعور الإنسان بالرضا والاكتفاء.التعليم أقوى أداة للتمكين
ولفت خان، إلى ضرورة توزيع فرص التعلّم لدى الأفراد في المجتمعات لإسهامها الكبير في التنمية قائلاً: تخيلتُ عالماً يتمكن فيه أي شخص، في أي مكان، من الوصول إلى المعرفة والتعليم مجاناً، وجعلت من نفسي مسؤولاً عن تحقيق ذلك الحلم، لأن التعليم هو أقوى أداة للتمكين، وهو ليس غاية في ذاته، بل بداية للتغيير، إنه يمنحنا القدرة على التقدم والفهم، واتخاذ القرارات الصائبة، وتجاوز أي تحديات.
وأشار المؤسس والرئيس التنفيذي لأكاديمية خان التعليمية، إلى أن ديموقراطية المعرفة تمثّل أيضاً جسراً لا غنى عنه لدى مختلف قطاعات المجتمع، لا سيما الحكومات وشعوبها، وذلك في سبيل بناء مواطنين واعين وقادرين على مواجهة التحديات العالمية الملحة، معتبراً أن هذا الاستثمار هو الأذكى الذي يمكن أن يقوم به أي مجتمع.تحويل التعليم إلى قوة لتحقيق العدالة
واختتم خان كلمته الملهمة، لافتاً إلى ضرورة تحقيق هدف التعليم الأساسي، وأضاف أنه لا يمكن لاقتصاد السعادة أن يزدهر إذا لم يشعر الناس أنهم مرئيون، ومسموعون، ومُمكّنون، حين نُحوّل التعليم إلى قوة لتحقيق العدالة، فإننا نمنح كل فرد القدرة على التعلم والنمو والازدهار؛ ونبني عالمًا تكون فيه جودة الحياة هي المعيار الأسمى للنجاح.
وشارك المهندس والمخترع الملاوي ويليام كامكوامبا، تجربته المؤثرة في كلمة ملهمة تحدث فيها عن طفولته التي تشكلت وسط تحديات الزراعة في بيئة ريفية في إحدى القرى الإفريقية في بلاده، لافتاً إلى أنه يجب الاعتماد على النفس والثقة بها لتجاوز كافة التحديات التي تواجه الفرد والمجتمع حتى يحدث التغيير المنشود إلى الحياة الأفضل.رحلة مجهولة بحثاً عن حلول اقتصادية
وتناول كامكوامبا، كيف يمكن أن يُغيّر التعليم والكتاب رؤيته للحياة مما يجعله هو أساس التغيير الإيجابي، حيث روى معاناته وبقية السكان عندما واجهت قريته الصغيرة عاماً شديد الجفاف، لينطلق في رحلةً مجهولة بحثاً عن حلول اقتصادية تعينهم على الحياة، حيث غيّر كتاب واحد عن الطاقة وجده في مكتبة بالمدينة مسار حياته، وبإصراره اللافت على حب الكتب والتعلّم، لفت انتباه إحدى المكتبات التي دعمته، وتشجع المسؤولون لزيارة قريته ليشهدوا مشروعه بأنفسهم، وأعقب تلك الزيارة اهتمام إعلامي واسع ألقى الضوء على ابتكار هندسي صنعه بيديه من خشب الخردة ودراجة قديمة، لتنتقل تجربته الملهمة من قريته الصغيرة إلى أنظار العالم.
وأشار المبتكر الملاوي، في ختام كلمته، إلى الدروس والعبر التي استخلصها من رحلته مع ابتكاره الأول وما تلاها من عملٍ دؤوب مستمر لدعم المبتكرين، قائلاً: فكرت بما كان يمكن أن يجعل الطريق أسهل نحو تطوير الموهبة والاختراع وتقديم الحلول المجتمعية للتطوير، مثل وجود مرشدين وأدوات مساعدة، ومن هنا قررت أن أؤسس منظمة لتقديم هذا الدعم.