جار التحميل...

mosque
partly-cloudy
°C,
فن يولد من حضن الطبيعة

فن الخوص في الشارقة: قصة الإبداع في نسيج سعف النخيل

21 يوليو 2025 / 10:47 PM
يعود فنّ الخوص في إمارة الشارقة إلى سنواتٍ طويلةٍ مضت، فيه يجمع سعف النخيل وينظف ويجفف قبل صبغه وتلوينه ثمّ تجديله ضفيرةً للخروج بمنتجات إبداعية تُستخدم في المنازل كالأواني والفرش، وتسعى الإمارة إلى تحدّي العوائق التي يواجهها هذا النوع من الفنّ بتنفيذ الفعاليات التي تُذكّر الناس به وتحفظه وتُشجّع أفراد المجتمع على امتهانه.
download-img
يُعد فنّ الخوص أحد أقدم الحرف اليدوية التقليدية التي تعكس التراث الإماراتيّ العريق في إمارة الشّارقة، وقد انبثق الاهتمام بهذا الفن وممارسته في الإمارة من الاهتمام الذي يوليه صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، وقرينته سمو الشيخة جواهر بنت محمد القاسمي، للتراث والحرف التقليدية والحفاظ عليهما، انطلاقاً من إيمانهما العميق بأهمية الحرف اليدوية في صون الهوية الوطنية وتعزيز الموروث الثقافي الإماراتي.


ويحوّل الحِرَفيون في فنّ الخوص سعف النخيل على نحو مبدع إلى معدّات ومنتجاتٍ عملية وزخرفية، ورغم أنّ الحِرفة يمتهنها الرّجال والنساء على السّواء، لكن النّساء برزن فيها أكثر.

فنّ الخوص في الشّارقة: تاريخٌ عريق يمتدّ بجذوره إلى الحاضر

تميّزت نساء دولة الإمارات العربية المتحدة -بما فيهنّ نساء الشّارقة- بصناعة الخوص من القِدَم، فقد استخدمنه لصناعة احتياجاتهنّ المنزلية المختلفة من الأدوات والأواني والفرش، مثل: الحقائب، والسلال، وأغطية الطعام، والصرود أو السرود (الحصائر)، والمكانس، ووعائيْ (الجفير) و(القفة)، والمراوح اليدوية المعروفة ب (المهفات)، وبيوت العريش، وغيرها.

ويمرّ فنّ الخوص تاريخياً بمراحل عدّة، تبدأ بجمع سعف النخيل واختيار ما يصلح منه للتصنيع وتركه خارجاً في الظلّ حتّى يجفّ دون أن تحرقه أشعة الشمس، ثمّ وضعه مع الماء ومواد الصبغ في وعاءٍ كبير على النّار حتّى يغلي ويكتسب اللون الجديد، ثمّ تركه أسبوعاً إضافياً حتّى يجفّ مجدداً.

وتبدأ عملية السفافة في المرحلة الثانية، وهي عملية نسج السعف التي تنطوي على كثير من الجمال والدقّة والبراعة، فتجدل أوراق السعف ضفيرةً ضيّقة أو واسعة؛ اعتمادًا على المنتج المُراد تصنيعه، وكانت تُستخدم في هذه العملية أدوات بسيطة مثل المقص، والمخايط أو المخارز التي تحلّ بديلاً عن الإبرة اليوم، والأوعية التي توضع فيها أوراق النخيل.

وكما يتضمن للموروث الشعبيّ القديم فإنّ المصنوعات السعفية تتلوّن في كثيرٍ من الأحيان بألوان زاهيةٍ وبرّاقة، مثل: الأحمر، والأخضر، والأصفر، والبنفسجيّ، ويُمكن أن تتداخل هذه الألوان معاً على نحو إبداعيّ في المنتج نفسه.

ولا تزال بعض النساء اليوم في الشّارقة وفي الإمارات كافة يمتهنّ الحِرفة لتطوير منتجاتٍ جديدةٍ ومختلفةٍ وإبداعية تتنوّع في تصاميمها وأحجامها وألوانها، لتشكّل بهذا دخلاً إضافياً للعائلات؛ فضلاً عن عدها نوعاً من أنواع إحياء التراث الشعبيّ في نفوس أبنائه من الأجيال الحالية والقادمة.

ويُعد مركز الشّارقة للحرف اليدوية أحد أبرز المراكز التي تسعى إلى الحفاظ على فنّ الخوص، إلى جانب إدارة التراث في دائرة الثقافة والإعلام التي تعقد فعالية (أيّام الشّارقة التراثية)، وهو الحدث الثقافيّ والتراثيّ الذي يحتفي بالموروثات الإماراتيّة بأنواعها بما فيها فنّ الخوص، ويتخذ المنظّمون للفعالية ركناً خاصّاً بصناعة الخوص تُعرَض فيه المنتجات المصنوعة من سعف النخيل بحرفيةٍ عالية تعكس براعة المهنيين في تحويل المواد البسيطة إلى تحفٍ فنّية إبداعية ومبتكرة.

 

المراجع


 [1] sharjah24.ae, السفافة.. فسيفساء لسعف النخيل وضفائر للوازم البيت الإماراتي
 [2] mofa.gov.ae, أيام الشارقة التراثية
 [3] sharjah24.ae, أيام الشارقة التراثية..رحلة تعيد الزمن الجميل عبر الفنون والثقافات

 
July 21, 2025 / 10:47 PM

مواضيع ذات صلة

أخبار ذات صلة

Rotate For an optimal experience, please
rotate your device to portrait mode.