جار التحميل...
الشارقة 24:
شهد اليوم الثاني من مؤتمر التراث الثاني، الذي ينظمه معهد الشارقة للتراث تحت شعار "التراث الشعبي بعيون الآخر"، عقد جلسة علمية بعنوان "الأوضاع الاقتصادية من خلال أدب الرحلات الغربية"، شارك فيها كل من سعادة الدكتور عبد العزيز المسلم رئيس المعهد، والدكتور حمدان الدرعي، والدكتورة ليلى مزيان من المغرب، إلى جانب الدكتور غانم الحميدي من قطر، وقد أدارتها عائشة الحصان.
وخلال الجلسة، أكّد المتحدثون أن مدوّنات الرحالة الغربيين تشكّل مرجعًا مهمًا في دراسة تاريخ المجتمعات الخليجية، بما تحمله من وصف دقيق للأوضاع الاقتصادية والاجتماعية، رغم ما يعتريها من تحيّزات استعمارية وثقافية.
وأشاروا إلى أن القراءة النقدية لهذه الكتابات تساعد على تفكيك الصور النمطية التي سادت حول المنطقة، وتساهم في استعادة رواية أكثر توازنًا عن الماضي المحلي.
وقدّم سعادة الدكتور عبد العزيز المسلم ورقة بعنوان "رحلة كرستجي إلى الخليج"، استعرض فيها كتاب "أرض النخيل" الذي وثّق رحلة الكاتب من بومباي إلى البصرة في 1916–1917، خلال فترة الحرب العالمية الأولى والوجود البريطاني المتنامي في الخليج.
وأوضح سعادته أن الكتاب يقدّم وصفًا مفصلًا للموانئ والسكان والعادات والأساطير، لكنه يعكس رؤية استعمارية متحيّزة، ما يستدعي تحليله في سياق سياسي وثقافي أوسع.
وتناولت الدكتورة ليلى مزيان في ورقتها التي قدمتها عبر برنامج "زووم"، "التمثلات الأوروبية للتراث البحري المغربي" صورة الساحل المغربي في المصادر الأوروبية، بين القرنين السادس عشر والعشرين، مع إبراز المناهج الرقمية الحديثة المستخدمة في توثيق هذا التراث.
من جهته، ناقش الدكتور غانم الحميدي في ورقته "قطر في عيون الرحالة" أبرز ملامح الحياة الاجتماعية والثقافية في قطر كما صوّرها الرحالة والتجار والمبشرون، متناولًا موضوعات مثل الغوص، والضيافة، والمجتمع القبلي.
أما د. حمدان الدرعي، فقد سلّط الضوء على "أنماط الحياة الاقتصادية والمعيشية السائدة في جنوب شرق شبه الجزيرة العربية"، مشيراً إلى التحولات التي طرأت على دور العرب كوسطاء في التجارة عقب سيطرة شركة الهند الشرقية البريطانية.
ويأتي تنظيم هذه الجلسة ضمن سلسلة من الفعاليات العلمية والثقافية التي يشهدها "مؤتمر التراث الثاني"، بمشاركة نخبة من الباحثين والخبراء من مختلف الدول، بهدف مناقشة صورة التراث الشعبي العربي في عيون الآخر، وتسليط الضوء على التمثلات الغربية لهذا التراث في المدونات الرحلية والاستشراقية.
ويواصل المؤتمر جلساته وأنشطته على مدى يومين، متضمناً معارض نوعية، وتواقيع كتب، ولقاءات معرفية تُسهم في تعزيز الحوار الثقافي وتبادل الخبرات بين المهتمين بالتراث من الشرق والغرب.