جار التحميل...
ويتماشى هذا التوجه مع جهود صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، الذي جعل من التعليم أداةً أساسية لتعزيز التراث الوطني، حيث أطلق العديد من المبادرات والمؤسسات التي تهتم بتوثيق الموروث الإماراتي وإعادة تقديمه بأسلوب حديث.
يُعد دمج التراث في العملية التعليمية خطوة أساسية لضمان استمراريته، حيث تعتمد المناهج المتطورة على أساليب عملية، مثل الرحلات الميدانية، وتجربة الحرف التقليدية، واستخدام التكنولوجيا الحديثة في عرض الموروث الثقافي. كما أن دعم الأبحاث وإنشاء مراكز متخصصة يسهم في توثيق هذا التراث بأسلوب أكاديمي يتماشى مع التطورات المعرفية المعاصرة، مما يجعله أكثر قرباً وتأثيراً في الأجيال القادمة.
يمثل اليوم الإماراتي للتعليم فرصة لتعزيز التكامل بين المعرفة والتراث، حيث يمكن استثماره في إطلاق مبادرات تفاعلية تُعرّف الطلاب بموروثهم الوطني بأساليب حديثة تحفّز الإبداع والتفكير النقدي، ومن خلال إدماج الفنون، والاستدامة البيئية، والتكنولوجيا، يتحول التراث إلى مصدر إلهام معرفي يسهم في تشكيل الهوية الوطنية بطريقة حيوية.
إن تخصيص هذا اليوم يعكس رؤية الإمارات بأن التعليم ليس مجرد وسيلة لاكتساب المعرفة، بل هو قوة مؤثرة في بناء الهوية الوطنية، وضمان استدامة القيم الثقافية وسط المتغيرات العالمية، وهذا النهج المتوازن بين الحداثة والتراث يؤكد أن التطور لا يعني التخلي عن الجذور، بل الاستفادة منها في بناء مستقبل مشرق للأجيال القادمة.
وتأتي إمارة الشارقة نموذجاً بارزاً في هذا النهج، حيث تبنّت بقيادة صاحب السمو حاكم الشارقة، سياسات تعليمية وثقافية تُعزّز الوعي بالتراث من خلال برامج أكاديمية متخصصة، ودعم البحث العلمي، وإنشاء مراكز توثيقية تسهم في الحفاظ على الموروث الثقافي وتقديمه للأجيال بأسلوب يتماشى مع روح العصر.