جار التحميل...
الشارقة 24:
استضافت "منصة X" ضمن فعاليات اليوم الأول بالمهرجان الدولي للتصوير "اكسبوجر" الذي انطلق في نسخته التاسعة، المصور العالمي أندريا بيلوسو، المعروف بصوره الأيقونية لنجمات الموضة مثل إيفانجليستا وناعومي كامبل، وصاحب اللقطات المدهشة لسيارات "بنتلي" و"كاديلاك"، حيث استعرض مشروعه الفوتوغرافي الجديد الذي ركز فيه على تصوير الطبيعة ممتزجة بالإنسان في رقصة سحرية تسعى إلى إعادة تشكيل علاقتنا مع الكوكب، وتعريف دور الفنون البصرية كقوةٍ مؤثرة في حماية البيئة.
في مستهل الجلسة التي حملت عنوان مشروع بيلوسو "فنون من أجل المستقبل"، قدّم بيلوسو، كلمة ملهمة حول إبداعه والدور الذي يمكن أن يلعبه الفن في الحفاظ على البيئة، قائلاً: "إن الإبداع الحقيقي لا ينبع من التكرار، بل من تجاوز المألوف، فإذا كنت تكرر الشيء نفسه، وتتوقع نتيجة مختلفة، فهذه ليست عبقرية، بل جنون".
ومن هذا المنطلق، تبنّى بيلوسو، نهجاً مختلفاً، وأطلق مشروعه الفوتوغرافي الفريد، ساعياً إلى إحداث تغيير حقيقي، وتسليط الضوء على قوة الصورة في حماية البيئة، مؤكداً أننا كبشر، لا نحمي الأرض من أجلها فحسب، بل من أجل بقائنا ومستقبلنا أيضاً.
وعن كواليس هذا المشروع، أوضح بيلوسو، أن هذا المشروع، وُلد قبل ثلاث أو أربع سنوات، وكان نتيجة لمجموعة من الأفلام الوثائقية التي شاهدتها، مما دفعني للتساؤل: ماذا يمكنني أن أفعل؟ كيف يمكنني كمصور، وخاصة كمصور أزياء، المساهمة في الحفاظ على الكوكب بطريقة لا تكتفي بمواكبة ما يحدث أو معارضته، بل تدعو الناس للاستمتاع بالجمال والمساهمة في حماية الكوكب من خلال الإبداع والجمال؟ من هنا، أطلقت مشروعي، الذي يروي من خلال الصور قصة حول كيفية المساهمة في الحفاظ على الكوكب عبر الاتحاد مع الطبيعة، والتفاعل معها بوعي، بدلاً من الانشغال التام بوسائل التواصل الاجتماعي أو الغرق في مشكلات الحياة اليومية.
وخلال استعراضه لصور مشروعه، التي قسّمها إلى فصلين، قدّم بيلوسو، رؤية مدهشة لعلاقة الإنسان بالطبيعة، ففي الفصل الأول، الذي صوّره داخل استوديو في ستوكهولم بالتعاون مع إحدى راقصات الباليه في الأوبرا الملكية السويدية، التقط صورها وسط الغابات محاولاً جعلها جزءاً لا ينفصل عن الطبيعة، وأوضح قائلاً: كما ترون، في العديد من الصور، ليس من السهل التمييز بين الإنسان والشجرة، بين الجلد واللحاء، إنها رقصة الاندماج مع الأرض.
أما في الفصل الثاني، فانتقل بيلوسو من الاستوديو إلى قلب الغابة المطيرة في المكسيك، حيث لم يكن التصوير مجرد وسيلة للتعبير، بل أداة للمساهمة، فجميع عائدات بيع صوره تذهب لدعم مجموعة من علماء البيئة الذين يعملون على إنقاذ هذه الغابة من التدمير المستمر.
وفي هذا السياق، قال بيلوسو: المشكلة ليست فقط في إزالة الغابات، بل فيما يحدث بعدها، الشركات الكبرى تشتري الأراضي، وتُجبر السكان الأصليين على مغادرتها، ثم تحرق الأشجار بلا مبالاة، إنها لا تحرق مجرد أشجار، بل تدمر نظاماً بيئياً كاملاً.
يرى بيلوسو، أن الفن لا يجب أن يكون مجرد وسيلة للترفيه أو التوثيق، بل أداة للتغيير، حيث قال: لا أريد أن أقاوم أو أعارض، بل أريد أن أدعو الناس لرؤية الجمال، لأن الجمال هو ما يدفعنا للحفاظ على الأشياء، وليس الخوف.