جار التحميل...
الشارقة 24:
"السدو"، ليس مجرد حرفة لصناعة أحد أنواع النسيج التقليدي القائم على التطريز والحياكة، والذي ينتشر في معظم البلدان العربية، لا سيما في دول الخليج، ويعتمد في صناعته على وبر الجمل، وشعر الماعز، وصوف الغنم، وإنما هو أيضاً حرفة تحمل أسراراً رافقت المرأة في البدو والحضر، وقد أُتيحت لنا الفرصة لاكتشاف بعض من هذه الأسرار، خلال فعاليات أيام الشارقة التراثية.
السيدة نوال إبراهيم العطية، الحرفية المتخصصة في السدو، جاءت للمشاركة ضمن الجمعية الكويتية للتراث، حيث تعمل في هذا المجال منذ أكثر من ثلاثة عقود، وأوضحت لنا أن المرأة العربية تبدأ ممارسة حرفة السدو منذ سن السابعة، حيث تكون قد بلغت مرحلة الإدراك والوعي، وخلال فترة قصيرة، يمكنها حياكة خيمة الشَعَر الكبيرة، التي تقي من حرارة الشمس وبرد الصحراء.
يتميّز السدو، بحسب تعبير نوال العطية، بعدة أنواع، منها: السدو المسطح، والسادة، والمضلّع، والعوينة الذي يشبه العين، والحبيبة التي تشبه شكل الحبوب، وضروس الخيل، والمذخر، والعويرجان "المتعرجة"، وتعد نقشة "إشْجَرَة" من أصعب النقوش المعروفة في السدو، كما يحمل هذا الفن الكثير من أسرار المرأة، وقد حدثتنا العطية عن اثنين منها.
توضح نوال العطية، أن المرأة العربية، تواجه العديد من المواقف والظروف ومصاعب الحياة القاسية، لا سيما في البادية، وقد كان السدو بمثابة وسيط نفسي لها، حيث تقوم بنسج رموز خاصة أثناء الحياكة، تعبّر من خلالها عن همومها وأحاسيسها، وهي رموز لا يفهمها سواها، لذا، عندما ترى النقوش والزخارف في السدو، فيجن أن تعلم أنها تحمل بين خيوطها حكايات عن مشاعر المرأة وما يختلج في نفسها من شجون وهموم.
أما السر الثاني، فتوضح العطية، تتمكن الحرفية في السدو من التعرف على إنتاجها وتمييزه عن غيره، حتى لو كان ضمن مئات القطع، وذلك من خلال إدراج خطأ بسيط ودقيق جدًا أثناء النسج، بحيث لا يستطيع أحد ملاحظته سواها، ولا يؤثر هذا الخطأ على جودة العمل، ولكنه بمثابة بصمة خفية تتيح لها تمييز عملها عن بقية الأعمال الأخرى بكل بساطة.