جار التحميل...
الشارقة 24:
مصنوعات جلدية، ونقوش جصية، وصناعات نسيجية، وسجاد، وتطريز، وزخرفة السروج البيضاء، والأسلحة التقليدية، وخياطة القفاطين، وتجليد المخطوطات والكتب، جميعها حرف تقليدية تميّز مشاركة المملكة المغربية في فعاليات أيام الشارقة التراثية.
جاءت هذه الحرف من فاس، وإقليم فجيج، ومختلف مدن وأقاليم المغرب، واستقرت في نحو 20 محلاً، حيث يزاول حرفيوها صناعاتهم أمام الجمهور، مرتدين اللباس التراثي المغربي المعروف بالقفطان والطربوش الأحمر.
وعند مدخل المحلات، يستقبلك الدكتور يحيى لطف العبّالي رئيس الحرفيين المغاربة المشاركين، قائلاً: هذه مجموعة من الحرف الشعبية المغربية التي تعكس بيئات البلاد المختلفة ومناطقها المتعددة، وقد أدهشتنا حفاوة الاستقبال وكرم الضيافة، ومنحتنا هذه المشاركة الفرصة لعرض تراثنا والتعرف على تراثات الشعوب الأخرى.
تطريز الثوب التقليدي الأمازيغي، يُعدّ حرفة متقنة تحتاج إلى الكثير من الصبر والمهارة، سواء في نسخته الرجالية أو النسائية، وتمتاز هذه الملابس، المعروفة أيضاً بـ"الزاياني" و"الأطلسي"، بتصاميمها المستوحاة من الطبيعة والمزينة بالألوان اللامعة والتيترات، حيث تجمع بين أصالة التراث وحداثة التصاميم المعاصرة، والأمر ذاته ينطبق على خياطة وتطريز القفطان المغربي، الذي يتميز بحرفييّه المتخصصين في هذه الصناعة الفريدة.
الزخارف الجصية، كان لها حضورٌ بارز بين الحرف المغربية، حيث امتازت بأنواعها المتعددة وأشكالها البديعة التي تجمع بين الخطوط العربية والزخارف النباتية والهندسية، مما جعلها خياراً مفضلاً لتزيين البيوت، والمرافق السياحية، والقصور.
ومن بين الحرف التقليدية المميزة أيضاً، خياطة وزخرفة السروج البيضاء، بالإضافة إلى "التبريدة"، أو ما يُعرف بـ"البارودة"، التي تُعدّ من الأسلحة التقليدية للقبائل المغربية، وغالباً ما تُستخدم في تزيين سباقات الخيول التي تشتهر بها المملكة على نطاق واسع.
من فاس، جاء مجموعة من النجارين المهرة، المتخصصين في صناعة الأبواب والمحاريب، إلى جانب مختلف التشكيلات الخشبية التي تدخل في تصميم البيوت والأثاث والمرافق العامة، فلا يكاد يخلو مرفق مغربي من الأثاث الفاسي الخشبي المتقن.
ومن بين الصناعات التي فرضتها طبيعة الحياة العلمية في المغرب، تبرز حرفة تجليد المخطوطات وتذهيب الكتب، وهي مهنة توارثها القلة اليوم، نظراً لما تتطلبه من دقة وإتقان في صناعة وحفظ الكتب والمخطوطات التراثية.
فن الزليج المغربي، أو ما يُعرف بـالفسيفساء التقليدية، كان حاضراً بقوة، حيث انشغل الحرفيون المشاركون بدقّ القطع وتركيبها ضمن أشكال هندسية متناسقة، تمزج بين الفخار والجص، لإنتاج لوحات فنية غاية في الجمال، كما برزت الصناعات الجلدية بين الحرف اليدوية، حيث عُرضت مجموعة متنوعة من المشغولات الجلدية التقليدية.
الجولة اختُتمت مع المنسوجات والسجاد التقليدي، القادم من إقليم فجيج، حيث قدّم أحد الحرفيين، عرضاً حياً أمام الجمهور باستخدام آلة الحياكة، مستعرضاً تفاصيل وأساليب صناعة السجاد المغربي، مما أتاح للحضور فرصة التعرف على جزء أصيل من التراث المغربي العريق، بطريقة تفاعلية مباشرة على أرض الواقع.