الشارقة 24:
في إنجاز نوعي جديد، حصل معهد الشارقة للتراث على الاعتماد الرسمي من المركز الوطني للمؤهلات التابع لوزارة التعليم العالي والبحث العلمي في دولة الإمارات العربية المتحدة، لبرنامجه الأكاديمي المتخصص "دبلوم إدارة الأعمال في المؤسسات الثقافية والمتحفية"، ليكون بذلك أول برنامج مهني من نوعه على مستوى الدولة والمنطقة، ويعكس التحوّلات المتسارعة في إدارة المتاحف والمراكز الثقافية.
شهادة ثقة بمستقبل التعليم الثقافي
وفي هذا السياق، أكد سعادة الدكتور عبد العزيز المسلم، رئيس معهد الشارقة للتراث، أن حصول المعهد على الاعتماد الوطني يمثل شهادة ثقة بقدرة المعهد على تطوير مسارات تعليمية نوعية ترفد قطاع الثقافة بكفاءات مؤهلة تجمع بين الرؤية والمهارة.
وأضاف: "إن هذا الدبلوم لا يأتي بمعزل عن رؤية شاملة يتبناها المعهد، بل هو جزء من مشروع وطني لبناء كفاءات قادرة على النهوض بالمؤسسات الثقافية والمتحفية، سواء في الإدارة أو في الترويج أو في الابتكار. نحن نؤمن بأن الحفاظ على التراث لا يقتصر على التوثيق، بل يشمل أيضًا إدارته بأساليب عصرية تجعله حيًّا وفاعلًا في حياة المجتمع".
توجهات مستقبلية… ومؤهلات جديدة
من جانبه، أكد الدكتور خالد الشحي، المدير الأكاديمي للمعهد، أن هذا الاعتماد يشكل ركيزة أساسية في استراتيجية تعليمية متكاملة، قائلاً: "أعددنا منهجًا يواكب أفضل الممارسات العالمية، مع التركيز على موضوعات راهنة مثل التحول الرقمي وتنوع الجمهور. وسنُطلق قريبًا دبلوم الثقافة الشعبية ومؤهل التراث العمراني، في إطار سعينا لتوسيع مجالات التخصص وتأهيل كوادر تسهم في التنمية الثقافية المستدامة بالدولة".
4 مسارات تخصصية… في عامين
يمتد البرنامج على مدى عامين أكاديميين "أربعة فصول دراسية"، ويغطي أربعة مسارات رئيسية تشمل: التخطيط الاستراتيجي للمؤسسات الثقافية والمتاحف، إدارة المهرجانات والفعاليات، التسويق الثقافي الرقمي، والابتكار في تجربة الزائر.
ويجمع البرنامج بين الجانبين النظري والتطبيقي، من خلال شراكات مع عدد من المتاحف والمراكز الثقافية والمهرجانات الكبرى، مما يُمكّن الدارسين من معايشة بيئة العمل الفعلية، واكتساب خبرات عملية، وبناء شبكة علاقات مهنية متخصصة.
تكامل داخلي واحترافية أكاديمية
جاء اعتماد البرنامج ثمرة لتكامل جهود إدارات ومراكز المعهد المختلفة في إعداد الإطار الأكاديمي، وتطوير المحتوى التدريبي، وتحقيق متطلبات ومعايير الاعتماد الوطني، بما يعكس حرص المعهد على تأهيل قيادات وطنية متخصصة قادرة على صون التراث الإماراتي، بشقيه المادي وغير المادي، وفق أحدث المنهجيات العالمية.