جار التحميل...

mosque
partly-cloudy
°C,
خلال ندوة على هامش أيام الشارقة التراثية

التراث الإماراتي يستنهض في أبنائه روح الأجداد في العزم والتصميم

16 فبراير 2025 / 5:55 PM
التراث الإماراتي يستنهض في أبنائه روح الأجداد في العزم والتصميم
download-img
أكد باحثون وخبراء في التراث المحلي الإماراتي والخليجي، أن التراث هو الذاكرة الحية لأي دولة، وأن الحفاظ عليه كموروث وطني يسهم في تشكيل الهوية. جاء ذلك خلال ندوة نقاشية أقيمت في البيت الغربي بمنطقة التراث، ضمن أمسيات المقهى الثقافي لأيام الشارقة التراثية في دورتها الـ 22، والتي نظمها معهد الشارقة للتراث تحت عنوان "تراث الإمارات في عيون أبنائها".
الشارقة 24:

أكد باحثون ومتخصصون في شؤون التراث المحلي الإماراتي والخليجي، أن التراث هو الذاكرة الحية لأي بلد، وأن الحفاظ عليه كموروث وطني يدعم بناء الهوية، ويواجه تغيرات المستقبل بكل ما فيه من تقلبات وأفكار، وهو الضمانة الحقيقية التي يتعلق بها الأبناء للثبات على المبادئ، والتمسك بالجذور، والحفاظ على القيم التي تشكل الأساس في البناء والنهوض الحضاري للأمم.

جاء ذلك خلال الندوة النقاشية التي أقيمت في البيت الغربي بمنطقة التراث ضمن أمسيات المقهى الثقافي لأيام الشارقة التراثية في دورتها الـ 22، بتنظيم معهد الشارقة للتراث، تحت عنوان "تراث الإمارات في عيون أبنائها"، بحضور كل من: الباحثين الدكتور محمد يوسف، والدكتورة كريمة الشوملي، ومريم المزروعي، وصالحة غابش، وشيخة المطيري، وأدارت الندوة عائشة الحصان الشامسي، مدير مركز التراث العربي التابع لمعهد الشارقة للتراث، بحضور مجموعة من المهتمين بالتراث والضيوف والإعلاميين.

وأفادت الفنانة التشكيلية الدكتورة كريمة الشوملي: "نقلت تأثير التراث الإماراتي الراسخ في الضمير إلى معظم أعمالي الفنية، وركزت على جانب تراثي مهم وهو الأزياء الشعبية للمرأة الإماراتية، حيث أدخلت لمسات حديثة فيه رغبةً مني في استدامة حضوره في حياتنا المعاصرة. وركزت في معظم أعمالي على أنواع الأقمشة والمنحوتات المعدنية التي كان التراث أبرز معالم تشكيلها، وتقديمها للجمهور في قالب جاذب حاز على جوائز وإشادات كثيرة."

وقالت الباحثة صالحة غابش: "لا يمكن حصر التراث ضمن إطار زمني محدد، فهو ممتد مع تعاقب الأجيال، وفي كل مجتمع هناك من ينظر إلى التراث نظرة تقدير، ليضعه في مكانته اللائقة، بوصفه معلماً من معالم الحاضر، ومصدر فخر، وحافزاً لمواصلة البناء والتطور"، ثم اختتمت حديثها بقراءة مقتطفات من أشعار الشاعر كريم معتوق، ومقاطع من روايتها "رائحة الزنجبيل".

من جانبها، قالت الباحثة مريم المزروعي: "تعلقت بالتراث منذ الصغر، وكانت أستاذتي الأولى جدتي التي علمتني القصص التراثية وبعض المشغولات اليدوية. كما لعب بيت النشأة في منطقة (الختن) الواقعة بين أبوظبي والعين دوراً مهماً في تعريفي بالتراث، إذ كانت تدور فيه قصص وأحاديث تراثية، في أجواء غرست فيّ التقاليد والقيم. وقد ظل حب التراث راسخًا في نفسي حتى بعد تخصصي الأكاديمي في علم الحياة، وسأواصل طريقي في دراسة التراث، وأطمح إلى تقديم عطاء يرتقي إلى الوفاء له."

وقالت الباحثة شيخة المطيري: "نشأت كبقية فتيات الإمارات في بيئة محافظة تحترم العادات والتقاليد المحلية، وتكونت ثقافتي من المحيط من حولي بكل مكوناته وشخوصه من بيت ومدرسة ومجتمع. واستمر هذا الشغف بالتراث حتى أصبح جزءاً من عملي في مركز متخصص للمخطوطات، ثم في قسم الثقافة والتراث الوطني. ولا أزال أبحث وأدرس عن المخطوطات التي كتبها الإماراتيون، وأعمل حاليًا على ثلاث دراسات في هذا المجال."

بدورها، تحدثت مديرة الحوار عائشة الحصان الشامسي عن بعض تجاربها المرتبطة بالتراث، ولا سيما تأثير الألعاب الشعبية في تكوين الشخصية، مبينةً أن التراث هو المكون الأساسي للهوية، وأنه لا يمكن لأي شخص الانفصال عن إرثه الثقافي، حيث يبقى تأثيره حاضراً في الشخصية، لكنه لا يظهر إلا إذا وُضع على المحك، وصقلته التجارب، ورسخت قيمه في السلوك والممارسات اليومية.

واختُتمت الندوة بكلمة للدكتور محمد يوسف، الذي تناول في ورقته البحثية موضوع "الفنون التراثية الإماراتية من الاستهلاك إلى المعاصرة"، متحدثاً عن تحول العناصر التراثية المادية، مثل البيوت القديمة، والأثاث، واللباس، ووسائل النقل، وأدوات الحرف والتعليم، من عناصر استهلاكية يومية إلى مقتنيات متحفية عصية على الزوال، حيث أصبحت جزءًا من الهوية البصرية والتراثية لدولة الإمارات، وتحولت إلى وسائل سرد معاصر تحكي قصص التراث بأسلوب مبتكر.
February 16, 2025 / 5:55 PM

مواضيع ذات صلة

أخبار ذات صلة

Rotate For an optimal experience, please
rotate your device to portrait mode.