جار التحميل...
الشارقة 24:
عاش جمهور مهرجان الشارقة للأدب الإفريقي في دورته الأولى خلال فعاليات اليوم الثالث من المهرجان، أجواءً فنية مفعمة بالبهجة والجمال والفن، حيث تحولتْ ردهات المهرجان وكأنها ساحة فسيحة في قلب إفريقيا، وذلك عبر 3 عروض موسيقية أبهرتْ الزوار من مختلف الأعمار والاهتمامات.
فقبل أن تودع شمس النهار سماء المهرجان، وتفسح المجال لليلة مفعمة بالفعاليات والورش والأنشطة، أدهش عرض "مومباسا أكروبات" الزوار من المتجولين في المكان للتعرف على ثقافة إفريقيا الغنية بالتفاصيل، وقد تألق الفريق الكيني بقيادة الشاب ديفيد بتنفيذ مجموعة من الحركات البهلوانية والرقصات التقليدية المتناغمة مع إيقاعات الطبول الإفريقية السريعة، والتي تعبر كل حركة فيها وكل قرع عن حكاية عريقة من التراث الإفريقي، في مشهدٍ آسر أخذ الزوار في رحلة عجيبة إلى قلب القارة السمراء، وهم واقفون مكانهم في الشارقة.
كذلك، أدهش عرض الطبول الإفريقية زوار المهرجان في الفترة المسائية، حيث جسدت الفرقة الاستعراضية من الكاميرون الثقافة الإفريقية بألوانها الزاهية وألحانها المبهجة، من خلال أزيائها التقليدية المطرزة، والمستوحاة من دول غرب ووسط أفريقيا كنيجيريا والكاميرون وغانا، والقبعات المزينة بالريش التي تعتبر رمزاً أصيلاً في الاحتفالات الإفريقية وخاصةً بين القبائل الكاميرونية، كما قدمت الفرقة مجموعة مميزة من الأغاني الإفريقية.
ومن الحركات البهلوانية والطبول الإفريقية الجوالة التي جذبتْ الانتباه، وخلقت أجواء كرنفالية جميلة، انتقل الجمهور إلى أجواء فنية مع أداء المغنية الجنوب إفريقية الشهيرة آن ماسينا، بصوتها الأوبرالي الساحر الذي يمزج ما بين القوة والعذوبة معاً، وقد استطاعت ماسينا من خلال قائمة مميزة من الأغاني أن تقدم تجربة موسيقية استثنائية، بدأتها بمجموعة أغنيات اعتمدت كليّاً على أنغام الـ "جراند" بيانو الذي أكسب غناءها طابعاً نوستاليجياً وأوبرالياً مدهشاً، مع إضافة بعض المؤثرات المصاحبة كالصدى الواسع والارتدادات الطويلة نسبياً.
وكان غناء ماسينا فيما يعرف بالـ "الغناء المصاحب للغناء الأصلي"، وبعد وصلة البيانو بتآلفات من موسيقى الجاز الغنية بالتفاصيل والدراما، أدتْ ماسينا مجموعة جميلة من الأغاني ذات الإيقاعات الإفريقية المجمّعة، التي لا تعتمد على زمنٍ واحد كالإيقاعات الغربية التقليدية، بل أزمنة متداخلة في وحدة واحدة، تجبر المستمع على التفاعل مع الأغنية، وهذا ما فعله جمهور الشارقة للأدب الإفريقي في مشهد موسيقي فريد من نوعه، أعاد تعريف الموسيقى الإفريقية بأسلوب معاصر ومبتكر.