جاكيتي وحسن إدريس ينشدان "على قيد حب" في النادي الثقافي العربي

الشارقة 24:

نظم النادي الثقافي العربي في الشارقة، مساء أمس الأول، أمسية شعرية بعنوان "على قيد حب"، أنعشها الشاعران جاكيتي الشيخ سك، وحسن أحمد إدريس، وأدرها الإعلامي يبّ حسن، بحضور جمع من الشعراء ومحبي الأدب وعشاق القصيدة.

الحيوية والحركة

وأوضح يب حسن، أن الأمسية تندرج في إطار النشاط الثقافي الذي ما فتئ النادي الثقافي العربي يقوم به على عدة مستويات، وهو نشاط مفتوح على المنجز الثقافي العربي بكل تنوعه وتوجهاته، وعلى المثقف العربي من المشرق إلى المغرب، وما يعطي الحيوية والحركية والجدة لما يقدمه دائماً، وأضاف أن أمسية "على قيد حب" تجمع بين شاعرين من المغرب العربي: جاكيتي الشيخ سك، وحسن أحمد إدريس من ليبيا، الذين يعطي شعرهما صورة مصغرة عن واقع الشعر في وطنيهما.

حسن إدريس

واستهل القراءة في الأمسية، الشاعر حسن إدريس هو مهندس وشاعر ليبي شاب شارك في عدة مهرجانات أدبية محلية وعربية، وصل على عدة جوائز أدبية، منها جوائز ليبية وجائزة البردة في الإمارات، وشارك في الدورة الحادية والعشرين من مهرجان الشارقة للشعر العربي، وله ديوان بعنوان "عندما التقيت بي" الصادر عام 2022.

نافذةٌ لا تطلُ عليك

وحسن إدريس، شاعر قريب العبارة يحتفي يعرف كيف يفرع المعاني ويفصلها ويبني الصورة الشعرية المعبرة عنها، ويتكئ في موسيقاه على إيقاع البيت الخليلي وتفعيلاته، وشعره مسكون بصور الموت والألم والحزن، ولا غرو فهو من الشعراء الليبيين الشباب الذين فتحوا أعينهم على الصراعات الدامية التي عصفت بوطنهم منذ عقد ونيف، ومما قرأه قصيدة (نافذةٌ لا تطلُ عليك) ويقول فيه:

وَكُنْتُ إِذَا أَغْمَضْتُ عَيْني رَأيتُهُ،

وَرُبَّ لِقَاءٍ قَــرَّبَتْهُ المَصَائِرُ

وَكَانَ يَرَانِي فِي سَمَاءٍ بَعِيدةٍ

أُحَلِّقُ بِاسْمٍ مِنْهُ وَالأفقُ حَائِرُ

وَيَسْمَعُ عَنِّي أَنَّنِي صِرْتُ شَاعِـراً،

وَأَقْسَى هُمُومِ الأَرْضِ حُزْنٌ وَشَاعِـرُ

جاكيتي الشيخ سك

أما جاكيتي الشيخ سك، فهو شاعر موريتاني من جيل الشعراء الجدد الذين برزوا مع مطلع الألفية الثانية، وحملوا لواء الشعر الجديد، وأصبح لهم حضور عربي عبر مشاركتهم في مهرجانات ومسابقات أدبية عديدة، وقد مثل موريتانيا في نهائيات الدورة الخامسة من برنامج أمير الشعراء في أبوظبي، وقد صدر له ديوانان "الوجود المستعار" الصادر سنة 2008، و"المدى أعجاز نخل" الصادر عن دائرة الثقافة في الشارقة عام 2016، وهو محرر صحافي بجريدة الخليج.

الإنسان والحب

ويمتلك جاكيتي، قوة وأصالة في العبارة الشعرية، وهو قادر على اختراع الصورة البديعة الجاذبة، ويمتلك طاقة التكرار لإحداث إيقاع شعري داخلي يضيفه إلى إيقاع البيت الخليلي لكي يصنع من ذلك توليفة موسيقية تأسر الآذان وتجعل السامع يتابع التدفق الشعري إلى نهايته، تتمحور موضوعاته الشعرية حول الوطن الذي يسكن كل جوارحه، وحول الإنسان والحب، يقول من قصيدة "إنسان":

أنا لا أرى \ زيتونة \ تنمو على المعمورة.. الأرضية

فلأنها لا تستطيع صراع هذي الجاذبية

لابد من زهر\ يجيد \ صراع هذي الجاذبية..

أنا لا أرى شمساً بعالمنا \ ولا قمراً. ولا لوناً سماوياً..

ولا شجراً.. ولا مطراً

أنا لا أرى إلا زكام الأرض \ من أجسادنا

فالماء في أحشائها \ ذرات بحر من دماء.