جار التحميل...
الشارقة 24:
أكد المشاركون في جلسة "بناء مؤسسات تعزز القراءة" ضمن فعاليات مهرجان الشارقة للأدب الإفريقي، أهمية القراءة كوسيلة أساسية لتعزيز الهوية الثقافية وتوسيع آفاق المعرفة، حيث تحدثوا عن تجاربهم الملهمة في تأسيس مشاريع ومؤسسات تهدف إلى نشر ثقافة القراءة؛ من إنشاء مكتبات ومدارس في المناطق النائية، إلى توفير مكتبات خاصة بالسجون ساهمت في حصول النزلاء على شهادات جامعية عليا.
وتحدث في الجلسة كل من سعادة الدكتور عبد العزيز المسلم، رئيس معهد الشارقة للتراث، وكيناناو فيلي، الشريكة المؤسسة لمؤسسة جابورون للكتب، والمحامية إفيوما إسيري، مؤسسة مشروع مكتبات زاكيوس في نيجريا.
وخلال الجلسة، استعرض رئيس معهد الشارقة للتراث، رحلته الطويلة مع الثقافة والتراث التي بدأت منذ عمر 13 عاماً، حين شارك متطوعاً في المشاريع الثقافية الأولى في الشارقة، تزامناً مع انطلاقة المسرح المحلي وازدهاره.
وأوضح المسلم أن اهتماماته تنوعت بين الكتب والحكايات الخرافية والشعر، مضيفاً: "في مجال الحكايات، ركزت على الكائنات الخرافية، وترجمت مؤلفاتي إلى 7 لغات".
وسلط الدكتور المسلم الضوء على إنجازات معهد الشارقة للتراث، حيث يضم أكثر من 1300 موظف و4 مكاتب دولية، قائلاً: "منذ تأسيس المعهد، بدعم كبير من صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، ركزنا على التوعية بالتراث والنشر، كما ندير مهرجان أيام الشارقة التراثية وملتقى الشارقة الدولي للراوي، اللذين أصبحا منصتين دوليتين مؤثرتين".
وأضاف، أن المعهد أصبح تحت مظلة اليونيسكو، حيث يُعد مركزاً معتمداً لبناء القدرات في مجال التراث، ويستضيف 6 منظمات دولية تتخذ من المعهد مقراً لها.
واختتم المسلم حديثه بتأكيد أهمية مهرجان الشارقة للأدب الإفريقي كنافذة لتعزيز التعاون الثقافي بين الإمارات وإفريقيا، مشيراً إلى أن المهرجان سيمثل بوابة لترجمة النتاج الإفريقي للغة العربية.
بدورها، استعرضت المحامية النيجيرية إفيوما إسيري تجربتها المؤثرة في تأسيس مشروع مكتبات زاكيوس عام 1999، وقالت إسيري: "بدأنا بتوزيع الكتب على المدارس وتشجيع الأطفال على قراءتها من خلال جلسات تفاعلية تجمعهم بالمؤلفين، مما ساهم في تعزيز ارتباطهم بالمكتبة. ومن هذه البذرة نجحنا في تنمية المشروع الذي أصبح يضم 34 مكتبة في ليغوس، مع توزيع أكثر من 62 ألف كتاب في أنحاء نيجيريا، فضلاً عن تنظيم رحلات ترفيهية للأطفال لربطهم بالثقافة والقراءة".
كما سلطت إسيري الضوء على مبادرتها بالتعاون مع الجامعة الوطنية المفتوحة لتوفير الكتب في السجون، حيث أنشأت 19 مكتبة في السجون النيجيرية، موضحةً: "اليوم، يخرج النزلاء بعد قضاء محكوميتهم بشهادات أكاديمية عليا، وهذا يجعلني أستحضر تجربة والدي الذي تعلم ذاتياً، وأصبح بروفيسوراً في الاقتصاد والقانون".
من جهتها، استعرضت كيناناو فيلي، الشريكة المؤسسة لمؤسسة جابورون للكتب من بتسوانا، التي تنظم مهرجان جابورون للكتب، تجربتها خلال الجلسة، مشيرةً إلى أن فكرة المشروع انطلقت من شغفها بالقراءة. وقالت: "قررنا أن نبدأ مهرجاناً للكتاب بجهود ذاتية كمؤسسة غير ربحية، مع التركيز على الأدب الإفريقي وإيصاله إلى المدارس الحكومية التي تواجه صعوبات في الوصول إلى الموارد".
وأوضحت فيلي أن فريقها عمل على زيارة المدارس في مناطق نائية ووعرة، للوصول إلى الأطفال في مجتمعات يبلغ عدد سكانها ما بين 500 إلى 1000 شخص.
وأضافت: "جلسنا مع الأطفال للقراءة وتنمية مهاراتهم، بهدف بناء قدراتهم المعرفية وصقل مهاراتهم".
كما أشارت إلى نجاح المهرجان في إنشاء شراكات لدعم جهودهم وتوفير كتب جديدة للمدارس الأكثر حاجة، مع التركيز على القصص الإفريقية، قائلةً: "لم نكتفِ بالمعارض السنوية، بل نظمنا ليالي للقراءة، وأطلقنا نادياً للكتاب يجمع عشاق القراءة لتعزيز ثقافة المطالعة في مجتمعنا".