قفزة نحو السماء: رحلة مُثيرة في عالم جمباز الترامبولين

تاريخ جمباز الترامبولين: كيف بدأت هذه الرياضة وتطوَّرت؟

تعود فكرة جمباز الترامبولين إلى قرون عِدَّة؛ إذ تُشير بعض الرُّسومات العريقة والنقوش في مصر، والصين، وبلاد فارس، إلى وجود بعض الحركات البهلوانية التي تشبه هذه الرياضة اليوم، ويُروى أنّ أوّل نموذج للترامبولين كان سريراً نطّاطاً استُخدِم في بدايات القرن العشرين في السيرك؛ لأداء بعض الحركات المُسلِّية.

ويُقال أيضاً إنّ فكرة ابتكار جمباز الترامبولين تعود إلى لاعب الجمباز "جورج نيسن" ذي الأصول الأميركية؛ حين رأى اللاعبين أثناء تأديتهم العروض البهلوانية بخِفَّة أثناء الانتقال من الأرجوحة إلى شبكات الأمان في الأسفل، فأعجبته الفكرة؛ لذا، حرص على تطوير أوّل نموذج حديث خاصّ بجمباز الترامبولين في عام 1934.

وتجدر الإشارة إلى أنّ الترامبولين كان يُصنَّع؛ بهدف تدريب البهلوانات سابقاً، إلّا أنّه سرعان ما أصبح خاصّاً برياضة جمباز الترامبولين المُنفصِلة بذاتها، ثمّ بدأ تصنيعه لأغراض تجارية في عام 1942، واستُخدِم بعدها لأغراض التدريب في مجالات الطيران والمِلاحة، بالإضافة إلى التدريبات المَعنيَّة بتأهيل رُوّاد الفضاء؛ إذ يُسهِم في تعلُّم كيفية التوازن والسيطرة على الجسد أثناء التحليق في الهواء، إلى جانب تقليل خوف السقوط من ارتفاعات كبيرة.

أهم القواعد والقوانين التي تحكم جمباز الترامبولين

تتضمَّن لعبة الترامبولين ثلاث جولات يُتاح فيها للّاعب تأدية عشر مهارات لأداء سلسلة من اللفّات، والارتدادات، والشقلبات؛ أي إنَّه قد يُلامِس السرير عشر مرّات؛ للحصول على النقاط، ويُسمَح للّاعِب في الجولة الأولى باختيار أربع مهارات فقط، شريطة ألّا يُكرِّرها في الجولة الثانية؛ لضمان حصوله على نقاط مُرتبِطة بدرجة الصعوبة.

وتتضمَّن الجولة الثانية حُرِّية مُطلَقة في اختيار المهارات، ومنها: الشقلبة، والدوران، والالتواء، ثمّ يتأهَّل أفضل ثمانية لاعِبِين من حيث النقاط إلى الجولة الثالثة والنهائية، علماً بأنّ مُتوسّط ارتفاع القفز في هذه الرياضة يعتمد على عوامل مُتعدِّدة، منها: مرونة الترامبولين نفسه، بالإضافة إلى وزن اللاعب، وخِفَّته، وعدد من العوامل الأخرى.

وهناك عدد من القواعد والقوانين العامَّة التي تحكم رياضة جمباز الترامبولين، ومنها: ضرورة بدء اللاعب جولاته خلال دقيقة واحدة من إعلان الحَكَم بداية اللعبة، على أن يبدأها واقفاً على قدمَيه، ويُنهيها بالأمر نفسه، أمّا القفز بهدف زيادة الارتفاع، فيُسمَح بقفزة واحدة منه فقط، وعند هبوط اللاعب على السرير، لا بُدّ من التزامه بالثبات الكامل لمُدَّة ثلاث ثوانٍ قبل استئناف الحركة، وتُمنَع الارتدادات بعد السُّقوط بين الحركات.

ويُمنَح اللاعبون وقتاً للإحماء والاستعداد يتراوح بين 15-30 دقيقة، وبعد إنهاء اللاعب الجولة الأولى، يعود إلى مقعده مُنتظِراً دوره في الجولة الثانية، وعلى الرغم من أنّ مُدَّة المباراة كاملة غير ثابتة؛ إذ تعتمد على عدد اللاعبين المُشاركين في المنافسة، فإنَّها تستمرّ عادةً من ساعة إلى ساعتَين تقريباً.

كيفية جمع النقاط في الترامبولين

تُحسَب النقاط الكُلِّية في جمباز الترامبولين بعد أخذ أمور عِدَّة في الاعتبار، ومن أهمّها المُدَّة التي يستغرقها اللاعب في الهواء، والتي تُحسَب إلكترونيّاً باستخدام ساعة إيقاف؛ عبر تحديد وقت أداء الحركات كاملاً، وطرح المُدَّة التي يُلامِس فيها المشترك سرير الترامبولين من تلك المُدَّة، وفي العموم، كُلَّما ازداد الوقت الذي يستطيع اللاعب خلاله التحليق، أحرزَ نِقاطاً أكثر؛ إذ إنّ كلّ ثانية تُعادِل نقطة تبعاً للقواعد.

وتُحسَب النقاط بتحديد الإزاحة الأفقية التي حقَّقها اللاعب أثناء القفز عن منتصف سرير الترامبولين؛ فكُلَّما كانت الإزاحة أكبر، خَسِر نقاطاً أكثر، وتُخصَم نقاط تصل إلى 0.5 نقطة؛ بسبب المُخالَفات التي يرتكبها أثناء مشاركته.

ويُعَدّ تحديد درجة صعوبة الحركات التي يُؤدّيها اللاعب في الهواء من مَهمَّة حَكَمَين اثنَين لتقييم هذه المهارة بالذات، ويُعطى اللاعب نقاطاً؛ تبعاً لصعوبة الحركات التي يُؤدّيها؛ فمثلاً، إذا استطاع اللاعب الشقلبة في الهواء بالتزامن مع طيّ جسده، فإنّه يحصل على 0.5 نقطة، بينما يمكنه الحصول على 1.7 نقطة عند إتقان مهارة الشقلبة الثُّلاثية بالتزامن مع طيّ الجسد نصف طَيَّة.

ويتولّى ستّة حُكّام مَهمَّة تحديد النقاط التي يستحِقَّها اللاعب؛ تبعاً لشكل الجسد أثناء القفز، ويُعَدّ شكل الرِّجلَين، واقترابهما بعضهما من بعض، من الأمور التي ينبغي الاهتمام بها؛ للحصول على نقاط أفضل، بالإضافة إلى الحرص على وضوح الحركات، واستقامة الجسم.

وفي الختام، يمكن القول إنّ القفز بالترامبولين من الرياضات المفيدة؛ فهو يُسهِم في إنقاص الوزن عبر خسارة السُّعرات الحرارية، بالإضافة إلى زيادة كفاءة عمل الغُدَّة الدرقية، وزيادة الضخّ في الجهاز الليمفاوي؛ الأمر الذي يزيد قدرة الجسم على التخلُّص من السُّموم والدهون غير المرغوب فيها، فضلاً عن أنّ ممارسة الترامبولين تزيد كثافة العظام؛ ممّا يُقلِّل خطر الإصابة بالكسور.   

 المراجع

[1] spartatc.co.uk, Competition Format
[2] trampolineandtumblingexpress.com, The History of Trampoline
[3] nbcolympics.com, Trampoline 101: Olympic scoring, rules and regulations
[4] vic.gymnastics.org.au, Trampoline Gymnastics
[5] british-gymnastics.org, Trampoline gymnastics scoring guide