يواصل مهرجان المسرحيات القصيرة؛ الذي تنظمه دائرة الثقافة، فعاليات دورته الحادية عشر في مركز كلباء الثقافي، وقدم ملتقى فكري تحت عنوان "العروض القصيرة ومناهج التدريب المسرحي"، كما قدم ثلاثة عروض قصيرة.
الشارقة 24:
تواصلت الأحد فعاليات الدورة الحادية عشرة من مهرجان المسرحيات القصيرة الذي تقيمه دائرة الثقافة، وتجري أنشطته في مركز كلباء الثقافي، ونظم في الفترة النهارية الملتقى الفكري المصاحب لهذه الدورة، الذي جاء تحت عنوان "العروض القصيرة ومناهج التدريب المسرحي"، وسعى إلى استكشاف الإمكانات التي يتيحها، والتحديات التي يفرضها الاشتغال على النصوص/ أو العروض القصيرة، في برامج التدريب المسرحي، لا سيما التي تتصل بمجالي الإخراج والتمثيل.
وشاركت في الجلسة الأولى التي أدارها فيصل الدرمكي "الإمارات"، المخرجة والمدربة المسرحية نادين خالد "مصر" بورقة عنوانها "ما ضرورة قصر النص/العرض في التدريب المسرحي؟"، وأكدت فيها أن ما يحدد حجم النص أو العرض بين القصر والطول في ورشات التدريب، هو نوع المنتسبين إلى تلك الورشة، والمنهج الفني المعتمد لتدريبهم، وكذلك مدة الورشة، فلو كانوا هواة وتنقصهم الخبرة، وكانت الفترة الزمنية ضيقة، فإن ذلك يقتضي أن تقدم لهم حصص التأهيل بتدرج من الأبسط إلى الأعقد، أو باختزال وكثافة حتى يسهل عليهم تلقي مادة التدريب نظرياً وتجسيدها.
المداخلة الثانية قدمها الباحث حسام مسعدي "تونس"، وجاءت بعنوان "النص القصير بوصفه محملاً لتكوين الممثل"، وأكد فيها أن النص القصير يتيح إمكانات أفضل للتأهيل والاختبار ليس للممثل فحسب إنما المخرج أيضاً، إذ يحررهما ويدفعهما إلى مساحة تخييلية أرحب، ويحفزهما على بذل أقصى ما لديهما من طاقة إبداعية. وأشار مسعدي في هذا السياق إلى التيار المسرحي الآخذ في التبلور، الذي يراهن في بناء مشهديته على شذرات أو مقتطفات نصية وليس أكثر.
من جانبها، ركزت الناقدة لينا الرواس "سوريا" في مداخلتها المعنونة "ما مدى فعالية العروض القصيرة كنموذج للتدريب المسرحي؟" على إبراز كيف يسهم الاشتغال على نص أو عرض قصير في حصد نتائج ملموسة في ورشات التدريب في وقت موجز، كما أشارت إلى أن العروض القصيرة إضافة إلى فعاليتها بصفتها أداة للتعليم المسرحي، هي أيضاً نواة للابتكار في هذا الجانب، وعلى بساطتها تستلزم الأعمال المسرحية القصيرة جهداً لفهمها، وتمثلها، ثم تجسيدها.
وفي الجلسة الثانية التي أدارها علي عنبتاوي، قدم وليد دغسني "تونس" مداخلة بعنوان "النص المسرحي القصير أفقاً للتدريب والتجريب"، وجاءت مداخلة الباحث والدكتور لحسن حسايني "المغرب" بعنوان "التدريب المسرحي بين أدبية النص وجمالية العروض القصيرة"، بينما قدم الناقد الدكتور يوسف مجقان "الجزائر" شهادة شخصية حول تجربته في التدريب المسرحي.
وفي ختام الملتقى، قدمت منسقة المهرجان علياء الزعابي شهادات المشاركة للمتداخلين فيه.
وفي برنامج العروض، شهد الجمهور أولاً مسرحية "العطش" تأليف يوجين أونيل، وأخرجها جاسم المراشدة، وشارك في تمثيلها محمد اليعربي، وسارة أصيل، وعبد الله الكمالي. وتحدثت في ندوتها النقدية الباحثة زهراء المنصور "البحرين"، مشيدة بحيوية الأداء، وبجماليات السينوغرافيا، مبدية بعض الملاحظات حول طريقة إعداد النص الأصلي واختزاله.
وجاء العرض الثاني بعنوان "البدلة الرسمية" عن نص "العاري والأنيق" لداريو فو، وأخرجه إياس خضور، وشارك في تجسيده فوق الخشبة: حسين الأحمد، وجاسم التميمي، وفاخر أبو زهير، ومايا حسن، ونزار عواد، وحنين حسن، وتحدثت في ندوته النقدية الباحثة سحر الرياحي "تونس"، وهي الأخرى امتدحت أداء الممثلين، ونهج المخرج في تقديم مشهدية يمتزج فيها الجانب الساخر بالجانب الكوميدي.
وتحت عنوان "شكسبيريات" جاء العرض الثالث، المعد من نصين لشكسبير، وأخرجه فيصل موسى، وشارك في تمثيله خالد فهد، ووعد طارق، وراشد ياسر، وياسين الدليمي، وعبد الله المنصوري، وعدنان البلوشي، ويوسف الصيادي، ومحمد شنبه، وتحدثت في ندوته النقدية الدكتورة الباحثة المسرحية منى عرفة "مصر".
هذا ويختتم المهرجان مساء الثلاثاء 1 أكتوبر؛ عند السابعة مساء بالمركز الثقافي في كلباء، حيث تعلن لجنة التحكيم الأسماء الفائزة بالجوائز.