جار التحميل...
الشارقة 24:
مع تسارع التطورات التكنولوجية والعلمية، تواصل أكاديمية الشارقة لعلوم وتكنولوجيا الفضاء والفلك دورها الريادي في إعداد أجيال جديدة من العلماء والباحثين، القادرين على مواكبة متطلبات العصر. وتتبنى الأكاديمية نهجاً يقوم على الاستثمار في العقول الشابة، لصناعة مستقبل علمي مستدام، وتمكين الطلبة من التزود بالمعرفة والتجارب لبناء كوادر وطنية تنافس في مجالات الفضاء والفلك والتقنيات المتقدمة.
وانطلاقاً من هذه الرؤية، نظّمت الأكاديمية برنامجاً تدريبياً صيفياً استقطب 55 طالبًا وطالبة من مختلف الجامعات المحلية والدولية، ضمن بيئة علمية متكاملة تهدف إلى تحويل الشغف بالفضاء إلى تجربة واقعية ملموسة، تُثري المسيرة الأكاديمية، وتوسّع آفاق الطلبة نحو مستقبل علمي ومهني في ميادين علوم وتكنولوجيا الفضاء والفلك.
لم يكن التدريب الصيفي مجرد محطة عابرة، بل مثَل تجربة علمية ومهنية مميزة، أتاحت للطلبة فرصة فريدة لاكتشاف أسرار الكون، والاطلاع على أحدث التقنيات والتجارب في مجال الفضاء والفلك، والتعامل مع أجهزة فلكية متطورة، والمشاركة في مشاريع جمعت بين المعرفة النظرية والتطبيق العملي. وقد وفّرت الأكاديمية بيئة تعليمية وبحثية متقدمة، ضمت مرافق حديثة تشمل قبة فلكية، وتلسكوبات عالية الدقة، ومختبرات علمية ومعامل تحليل بيانات متطورة.
وفي هذا التحقيق، نسلّط الضوء على الأثر الذي تركته هذه التجربة في نفوس الطلبة، ونستعرض المهارات العلمية والعملية التي اكتسبوها، والطموحات التي تبلورت بين أروقة الأكاديمية ومحاضراتها المتخصصة، من خلال تجارب واقعية تعكس حجم التحوّل الذي أحدثه هذا البرنامج في مساراتهم الأكاديمية والمهنية.
أعرب الأستاذ الدكتور حميد مجول النعيمي مدير الأكاديمية، عن سعادته بتخريج هذه المجموعة المتميزة من الطلبة الذين أتموا البرنامج تحت إشراف نخبة من الخبراء والمختصين بالأكاديمية في مجالات متقدمة شملت الأقمار الصناعية المكعبة، والقباب الفلكية، ودراسة الشهب والنيازك، والمراصد الفلكية. مشيرًا إلى أن الأكاديمية باعتبارها واحدة من المؤسسات العلمية الرائدة في المنطقة، توفر بيئة تعليمية وبحثية متطورة تواكب المستجدات العلمية، وتسهم في إعداد كوادر وطنية مؤهلة في قطاع الفضاء، داعيًا الطلبة إلى مواصلة مسيرتهم الأكاديمية، واستكمال دراستهم العليا، والمساهمة في بناء مستقبل هذا القطاع الحيوي في الدولة.
عبّر عدد من الطلبة عن دوافعهم لاختيار الأكاديمية للتدريب الصيفي، مشيرين إلى ما تتيحه من فرص علمية، وتجربة تعليمية متكاملة. حيث قال الطالب عثمان ضاحي أن الأكاديمية مكّنته من استكشاف أدوات وتقنيات حديثة، ضمن بيئة عمل حقيقية في علوم الفضاء. أما الطالبة مريم الكعبي، فأشادت بتنظيم الأكاديمية وجودة البرنامج التدريبي، مؤكدة أنه وفّر بيئة محفزة وداعمة لتطوير المهارات. وذكرت مريم الحوسني أن الأكاديمية وفرت لها بيئة علمية تجمع بين الفضاء والحوسبة، وهو ما يتماشى مع شغفها بربط الفيزياء بعلوم الحاسوب، خاصةً لما وفرته من مشاريع ذات طابع علمي تطبيقي. وأضافت ميثاء المازمي أن سبب اختيارها للتدريب في الأكاديمية لما تتمتع به من سمعة طيبة في تقديم برامج تدريبية متخصصة تواكب أحدث المعايير والمعارف العلمية، فيما أكدت نوال آل علي أن البيئة التعليمية التي توازن بين النظرية والتطبيق كانت السبب الرئيسي في التحاقها بالبرنامج.
وأشاد الطلبة بالدعم الفني والأكاديمي الذي تلقوه خلال فترة التدريب، سواء من حيث الإشراف الأكاديمي أو التسهيلات العلمية والتقنية، مما ساهم في توفير بيئة تعليمية محفزة وغنية بالتجارب التطبيقية. حيث أشار عثمان ضاحي إلى تعاون المسؤولين والخبراء، لاسيما في شرح استخدام أجهزة القبة الفلكية وتقديم أفكار مساندة في تصميم العروض وحل التحديات التقنية. وذكرت مريم الكعبي أن الأقسام الأكاديمية وفّرت دعماً فعّالاً من خلال التوجيه والمتابعة وتوفير الموارد اللازمة لتطوير مهارات الطلبة. أما مريم الحوسني، فأكدت أن المشاركة في ورش العمل والمحاضرات العلمية كان لها أثر بالغ في إثراء تجربتها. ومن جانبها، أوضحت ميثاء المازمي أن الأكاديمية قدمت دعماً مميزاً من خلال إشراف دقيق من الباحثين، وتوفير مختبرات حديثة لتحليل عينات نيزكية باستخدام تقنيات متطورة. كما عبّرت نوال آل علي عن تقديرها للدعم المستمر من المشرفين والمهندسين، وتوفير تجهيزات علمية مثل مختبرات الراديو والتلسكوبات، إلى جانب المحاضرات التطبيقية والجلسات التدريبية التي ساعدتهم على تطبيق المعرفة النظرية عمليًا.
وأكّد المشاركون أن برنامج التدريب شكّل تجربة معرفية غنية ساعدتهم على تطوير مهاراتهم العلمية والعملية في مجالات متنوعة، حيث أوضح عثمان ضاحي أنه تعلّم تقنيات تصميم الصور البانورامية عالية الجودة، وتطوّر في استخدام برامج التصميم مثل Blender وIllustrator وPhotoshop. وأكدت مريم الكعبي أنها طوّرت مهارات العمل الجماعي، وحل المشكلات، والالتزام بالمعايير المهنية، إلى جانب تعزيز مهارات التحليل والدقة. فيما بيّنت مريم الحوسني أنها اكتسبت مهارة كيفية تحويل بيانات التلسكوبات إلى معلومات قابلة للتحليل، ومعالجتها باستخدام أدوات مخصصة، وفهم المصطلحات الفيزيائية والفلكية، بالإضافة إلى استخدام نماذج المحاكاة العددية لربط الفيزياء النظرية بالتطبيق العملي. أما ميثاء المازمي، فقد اكتسبت خبرة في التعرف على خصائص النيازك وأساليب تحليلها، واكتسبت مهارات تحضير العينات، إلى جانب تنمية مهارات البحث والعمل الجماعي. وأضافت نوال آل علي أنها اكتسبت مهارات في تحليل بيانات موجات الراديو، وبرمجة بايثون لربط الأجهزة بالذكاء الاصطناعي، وبناء أنظمة لعرض البيانات وربطها بالاستشعار الفضائي.
واختتم المشاركون حديثهم بالتعبير عن طموحاتهم المستقبلية، حيث عبّروا عن رغبتهم في الاستمرار في هذا المجال العلمي، ومواصلة دراستهم العليا، والمشاركة في أبحاث ومشاريع وطنية تسهم في تطوير قطاع الفضاء بالدولة. فبين من يسعى لدمج تخصصه العلمي مع المحتوى الإعلامي، ومن يطمح إلى الانخراط في أبحاث أكاديمية، ومن يرغب في تطبيق المعرفة المكتسبة في خدمة المجتمع، وكانت الرؤية واحدة: الاستثمار في المعرفة لخدمة مستقبل الإمارات في قطاع علوم وتكنولوجيا الفضاء والفلك.