جار التحميل...

°C,
مفتاح للرشاقة أم خطر على الصحة؟

الصيام المُتقطِّع.. ما بين الفوائد والأضرار

30 يوليو 2024 / 1:12 PM
الصيام المُتقطِّع من الحميات الغذائية التي لاقت رواجاً، ويتّبعه الكثير من الأشخاص؛ بهدف إنقاص الوزن، والتخلُّص من دهون البطن، وهي تتميّز بأنّ تناول الطعام فيها يكون مُقيَّداً بالوقت؛ بمعنى أنّ تناوله يكون خلال ساعات، أو أيّام مُعيَّنة، والامتناع عنه في غيرها من الأوقات، ممّا يُقلِّل من كمية السُّعرات الحرارية الداخلة إلى الجسم.

ويمكن اتِّباع الصيام المُتقِّطع بطرق مختلفة؛ إمّا بتناول الطعام كالمُعتاد خلال خمسة أيام في الأسبوع والامتناع عنه في اليومين الباقيين مع الاستمرار في شرب السوائل، وإمّا بتناوله يوماً والامتناع عنه في اليوم الذي يليه ومن ثمّ تناوله في اليوم الذي بعده وهكذا، وإمّا بصيام ساعات مُحدَّدة خلال اليوم تصل إلى 16 ساعة مُتَتالية ثمّ تناول الطعام خلال الساعات الثمانية المُتبقِّية.

فقدان الوزن وصحّة جيدة: هديّة الصيام المُتقطِّع للجسم

تأتي هذه الفوائد للصيام المُتقطِّع في الأساس من مدى مساهمته في فقدان الوزن وتقييد السعرات الحرارية الداخلة إلى الجسم؛ فالتمتُّع بوزن مثاليّ وصحّي يعني التمتُّع بصحّة جيِّدة، ولا بُدّ من التنويه هنا إلى عدم وجود ما يكفي من الأبحاث التي تؤكد فوائده وإيجابيّاته الآتية:

تقليل خطر الإصابة بمرض السكري

يسهم الصيام المُتقطِّع في تقليل مقاومة الأنسولين التي تُعَدّ عاملاً أساسياً للإصابة بمرض السكّري من النوع الثاني، وتُعرّف مقاومة الأنسولين بأنّها حالة يصبح فيها الجسم أقلّ استجابة للأنسولين المُنتَج من قِبَل البنكرياس، ممّا يجعل الخلايا أقلّ قدرة على استخدام الجلوكوز لإنتاج الطاقة، وهذا ما يؤدّي إلى ارتفاع مستويات السكر في الدم، لذا إن انخفضت مقاومة الأنسولين، قلّت احتمالية الإصابة بمرض السكّري، وقد تكون هذه الفائدة المُحتَمَلة للصيام المُتقطِّع ناتجة عن انخفاض الوزن ونسبة الدهون في الجسم بسبب تقييد السُّعرات الحرارية.

خفض نسبة الكوليسترول في الدم

يمكن أن يساعد الصيام المُتقطِّع في خفض نسبة الكوليسترول الضارّ في الدم والدهون الثلاثية؛ نتيجة تقليل كمية الطعام التي يتمّ تناولها، والتقيُّد بتناول الأطعمة الصحِّية، ومن الجدير بالذكر أنّ انخفاض الكوليسترول يسهم في خفض ضغط الدم، والوقاية من الإصابة بأمراض القلب والشرايين.

تحسين صحّة الجهاز الهضمي

إنّ تنظيم مواعيد تناول الطعام، والالتزام بتناول أطعمة صحّية، أمر مفيد لمختلف أجهزة الجسم، بما في ذلك الجهاز الهضمي، لذا فإنّ الصيام المُتقطِّع يساعد على زيادة مستويات البكتيريا النافعة في الجهاز الهضميّ، وتقليل مستويات البكتيريا المُسبِّبة للأمراض، الأمر الذي يحسّن صحّة الأمعاء.

تحسين النوم

هناك ارتباط واضح بين طبيعة تناول الطعام والنوم الجيّد، لهذا يُؤدّي الحفاظ على تناول الطعام في أوقات مُحدَّدة دوراً مهمّاً في تنظيم الساعة البيولوجية للجسم، الأمر الذي يؤدّي بدوره إلى تنظيم دورة النوم والاستيقاظ، ومن ناحية أخرى، عند اتِّباع الصيام لساعات مُحدَّدة، فإنّ تناول الوجبة الأخيرة من الطعام قبل البدء بالصيام سيكون قبل موعد النوم بمدّة جيّدة، ممّا يساعد على هضم الطعام جيداً، والشعور بالراحة في المعدة؛ لأنّ الخلود إلى النوم بمعدة ممتلئة أمر غير صحّي ويؤثر سلباً في النوم.

مفيد لصحة الدماغ

ما هو مفيد لصحة الجسم غالباً ما يكون مفيداً لصحّة الدماغ، وهذا يعني أنّ تحقُّق الفوائد المذكورة للصيام المُتقطِّع يساهم في تحسين صحّة الدماغ؛ إذ يمكن أن يزيد من نُموّ الخلايا العصبية الجديدة المُهِمّة لوظائف الدماغ، إلّا أنّ ذلك ما زال يحتاج إلى دراسات وأبحاث كثيرة لإثبات مدى صحّته.

تنويه: قبل اتِّخاذ القرار باتِّباع حمية الصيام المُتقطِّع لفقدان الوزن وكسب الفوائد أعلاه، لا بُدّ من استشارة الطبيب أو أخصائيّ التغذية للتأكُّد من ملاءمته للجسم والصحّة العامة.

الحذر واجب: هذه أضرار الصيام المُتقطِّع

بالرَّغم ممّا ورد من فوائد يمكن أن يُوفّرها الصيام المُتقطِّع للجسم، إلّا أنّه ينبغي الحذر والانتباه إلى الأضرار والآثار الجانبية التي يمكن أن يسبّبها أيضاً، وتتضمّن ما يأتي:

زيادة الوزن

قد يبدو الأمر غريباً أو مُتناقِضاً للوهلة الأولى، إلّا أنّ الصيام المُتقطِّع يمكن أن يُحقِّق بالفعل نتيجة عكسيّة ويؤدّي إلى زيادة الوزن؛ فالحرمان من الطعام لفترات طويلة يمكن أن يجعل بعض الأشخاص عُرضة للشراهة في الأكل؛ إذ قد يأكلون في الأوقات المسموح بتناول الطعام فيها كميات كبيرة أو غير صحِّيّة، وبعدد سعرات حرارية أكبر من تلك التي يحرقها الجسم، ممّا يؤدّي في النهاية إلى زيادة الوزن.

آثار جانبية مزعجة

إنّ مساهمة الصيام المُتقطِّع في التقليل من مستويات السكّر في الدم قد تُؤدّي عند بعض الأشخاص إلى الشُّعور بالدُّوار أو الغثيان، أو الخمول، أو التعب العام، إلى جانب أنّ الامتناع عن تناول الطعام لمدّة طويلة قد يؤدّي إلى الشُّعور بالصُّداع، وعند البعض إلى قلّة التركيز.

رائحة الفم الكريهة

قد يُلاحظ بعض الأشخاص أثناء الصيام المُتقطِّع ظهور رائحة مزعجة للفم؛ وذلك بسبب قلّة اللعاب، وارتفاع مستوى الأسيتون في النَّفَس؛ إذ يستخدم الجسم في الصيام المُتقطِّع الدهونَ كمصدر للطاقة، والأسيتون هو نتيجة ثانوية لعملية التمثيل الغذائي للدهون، ولهذا يزيد أثناء الصيام.

سوء التغذية 

عدم تطبيق الصيام المُتقطِّع على النحو السليم يمكن أن يؤدّي إلى سوء التغذية؛ لأنّ مدّة الصيام يمكن أن تكون طويلة جداً، كما أنّ الجسم يمكن أن لا تتمّ تغذيته بما يكفي من العناصر الغذائيَّة أثناء الفترات المسموح بتناول الطعام فيها، مع تقييد شديد للسُّعرات الحرارية، ممّا يؤدّي إلى إصابة الفرد بسوء التغذية ومُضاعفات أخرى.

المراجع

[1] mayoclinic.org, What is intermittent fasting? Does it have health benefits?
[2] everydayhealth.com, 12 Possible Health Benefits of Intermittent Fasting
[3] medicalnewstoday.com, What are the benefits of intermittent fasting?
[4] health.com, What Is Intermittent Fasting?
[5] healthline.com, 9 Potential Intermittent Fasting Side Effects

July 30, 2024 / 1:12 PM

أخبار ذات صلة

Rotate For an optimal experience, please
rotate your device to portrait mode.