يسعى سينمائيون سودانيون، شاركوا في النسخة الثامنة من مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة بأقصى جنوب مصر، إلى لفت أنظار العالم إلى النزاع الدامي المنسي المتواصل منذ عام في البلاد، بين الجيش وقوات الدعم السريع، وذلك بإنتاج أفلام يعبرون فيها عن أنفسهم، وعن القضايا المسكوت عنها، وتؤكد إصرارهم على مواصلة أحلامهم وإبراز أفكارهم.
الشارقة 24 – أ ف ب:
وسط الحرب المستعرة في السودان، بين الجيش وقوات الدعم السريع، يسعى سينمائيون سودانيون، إلى لفت أنظار العالم إلى النزاع الدامي المنسي المتواصل في البلاد.
وتوضح الممثلة والمطربة السودانية إيمان يوسف، بطلة فيلم "وداعاً جوليا" للمخرج محمد كردفاني، والذي أنتج العام الماضي، وكان أول فيلم سوداني يشارك بمهرجان كان، حالياً هذه هي الفترة المناسبة التي يمكننا أن نعبّر فيها عن أنفسنا، وعن القضايا المسكوت عنها، مضيفة نستطيع أن ننتج ولو إنتاجاً بسيطاً.
وكانت يوسف، تتحدّث على هامش النسخة الثامنة من مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة، الذي أقيم الأسبوع الماضي في أقصى جنوب مصر، وشاركت فيه خمسة أفلام سودانية قصيرة.
من بين الأفلام السودانية المشاركة، فيلم "طوبة لهنّ" للمخرجة السودانية رزان محمد، والذي يسلّط الضوء على نساء نزحن من معسكر للاجئين في العام 2003، عندما اندلعت الحرب في إقليم دارفور في غرب البلاد، وفيلم "نساء الحرب" للمخرج السوداني القدال حسن الذي يتناول قضية النساء في مناطق الصراع بولاية النيل الأزرق في جنوب البلاد، وتأثير الحروب عليهن وعلى ذاكرتهن.
وتشير يوسف، إلى أن الحروب والأزمات تتعب السودانيين نفسياً، لكنها تعطيهم درجة من الإصرار لمواصلة أحلامهم وإبراز الأفكار، وتتابع أن الحرب الحالية جعلت السودانيين في حالة نفسية مضطربة، لكن لا حل آخر غير أن نستمر في إطلاق الأفكار.
ومنذ عام، اندلعت حرب في السودان بين الجيش بقيادة عبد الفتاح البرهان، ونائبه السابق محمد حمدان دقلو، وأدّت إلى سقوط آلاف القتلى.
كما دفعت البلاد البالغ عدد سكانها 48 مليوناً إلى حافة المجاعة، ودمّرت البنى التحتية المتهالكة أصلاً، وتسبّبت بتشريد أكثر من 8.5 مليون شخص، بحسب الأمم المتحدة.
وعلى مدار عقود، عانت السينما السودانية تحت حكم الرئيس السابق عمر البشير من قيود وقمع سياسي.