الشارقة 24 - أ ف ب:
في عمق جبال ظفار المكسوّة بالخضرة، تتعالى أصوات رجال يرتدون زيّهم التقليدي، ينسجون أبياتاً من الشعر الشحريّ، في محاولة لصون لغة تكاد تهمس بدلاً من أن تُسمع، إذ لا يتحدث بها اليوم سوى 2% من السكان.
ورغم أن العربية تُهيمن كلغةٍ أولى في عُمان، تحتفظ ظفار بلسانها الخاص، "اللغة الجبالية" أو "الشحرية"، التي تتوارثها الألسن كما تُورّث الجبال ظلّها.
ويقول سعيد شماس، أحد حُماة التراث الظفاري على المنصات الرقمية: "نحفظ ذاكرتنا عبر هذه الفنون، فكل أنشودة هي مفتاح لمفردة مهددة، وكل بيت شعر هو جدار يقف في وجه النسيان".
وبهذه القصائد، لا يُحيي العُمانيون لغتهم فحسب، بل يزرعون في كل كلمة جذوراً تقاوم زحف العولمة، ويثبتون أن الصوت حين ينبع من القلب، يمكنه أن يصمد في وجه الصمت.