جار التحميل...
الشارقة 24 – أ ف ب:
أعلنت مصادر طبية في بيروت، اليوم السبت، وفاة الفنان زياد الرحباني عن 69 عاماً، بعد مسيرة فنية تركت بصمة عميقة في الموسيقى والمسرح في لبنان والعالم.
وزياد الرحباني، هو نجل الفنانة فيروز، والراحل عاصي الرحباني، وأحدث ثورة في الفن المسرحي والغنائي والموسيقي، وعُرف بأعماله الساخرة الناقدة للوضع الاجتماعي والسياسي.
وأعلنت إدارة مستشفى "بي أم جي" "مستشفى فؤاد خوري" بمنطقة الحمرا في بيروت في بيان، توقف قلب الفنان الكبير والمبدع زياد الرحباني عن الخفقان، الساعة التاسعة صباحاً، من دون أن توضح سبب الوفاة.
ونعى الرئيس اللبناني جوزيف عون الرحباني قائلاً في بيان: لم يكن زياد الرحباني مجرد فنان، بل كان حالة فكرية وثقافية متكاملة، كان ضميراً حيّاً، وصوتاً متمرّداً على الظلم، ومرآة صادقة للمعذبين والمهمّشين، معتبراً أنه كان يكتب وجع الناس، ويعزف على أوتار الحقيقة، من دون مواربة، وتوجّه بالتعزية إلى فيروز والعائلة الرحبانية، بهذه الخسارة الكبيرة.
من جهته، كتب رئيس الوزراء نواف سلام في منشور عبر منصة "إكس"، أنه بغياب زياد الرحباني، يفقد لبنان فناناً مبدعاً استثنائياً وصوتاً حرّاً ظل وفيّاً لقيم العدالة والكرامة، وأضاف أن زياد الرحباني قال: ما لم يجرؤ كثيرون على قوله، وذلك بصراحة جارحة.
وعانى زياد الرحباني، الذي عُرف بأسلوب حياة بوهيمي إلى حدّ بعيد، خلال السنوات الأخيرة، من وعكات صحية عدّة أثّرت على نشاطه الفني.
بدوره، أوضح وزير الثقافة غسان سلامة عبر منصة "إكس"، كنّا نخاف من هذا اليوم، لأننا كنا نعلم تفاقم حالته الصحية وتضاؤل رغبته في المعالجة، وأضاف أنه مبدع سنبكيه بينما نردد أغنيات له لن تموت.
ولد زياد الرحباني في الأول من يناير 1956، وتزوّج من دلال كرم ولهما ولد، لكنّ زواجهما لم يدم، وجمعته قصة حب طويلة مع الفنانة اللبنانية كارمن لبس، استمرت 15 عاماً، وانتهت بالفراق.
كان زياد الرحباني، كاتباً وملحناً وموسيقياً ومسرحياً عاشقاً للفن، أضحك الجمهور كثيراً بنقد ساخر، لكنه حاكى به الواقع اللبناني المرير من الانقسامات الطائفية والعصبيات والتقاليد، ولم ينج من انتقاداته، لا سيما في سنوات تألقه الأولى، فن والديه التقليدي والفولكلوري.
بدأ مسيرته الفنية، مطلع سبعينات القرن العشرين، حين قدّم أولى مسرحياته "سهرية"، وفي العام 1980، حصدت مسرحية "فيلم أميركي طويل"، التي كانت وقائعها تجري في مستشفى للأمراض العقلية نجاحاً منقطع النظير، وقد اختصر فيها مشاكل المجتمع اللبناني وطوائفه التي كانت تغذّي آنذاك نار الحرب الأهلية.
لحّن العديد من الأغاني، قسم كبير منها لوالدته فيروز، ولغيرها من الفنانين الذين عملوا معه، كما ألّف العديد من المقاطع الموسيقية، وفي العام 1991، غنّت فيروز له "كيفك أنت؟" ضمن أسطوانة أثارت جدلاً بين من يحبون زياد الرحباني والتجديد في مسيرة فيروز والرافضين لذلك، وحقّق الإصدار نجاحاً كبيراً.
ومن الأعمال الموسيقية الأخرى التي لحّنها لوالدته "أنا عندي حنين"، و"حبيتك تنسيت النوم"، و"سلّملي عليه"، و"سألوني الناس"، و"عودك رنّان"، وغيرها من الأغاني التي طبعت مسيرة فيروز الغنائية.
وفي العام 2018، افتتح زياد الرحباني، مهرجانات بيت الدين الدولية في استعراض موسيقي لأعمال له وللأخوين الرحباني تخللتها لقطات تمثيلية وتعليقات ساخرة، وقدّم على مدى نحو ساعتين، نحو 26 مقطوعة موسيقية وأغنية مع فرقة كبيرة.
تخطت شهرته لبنان إلى العالم العربي والعالم، كان إجمالاً، لا سيما في شبابه، صاحب أفكار سياسية يسارية ومتمرداً، وكتب مقالات عدة في الصحافة المكتوبة، وكان أيضاً عازفاً موسيقياً، لا سيما على البيانو، وتنوعت أعماله الموسيقية بين الجاز والشرقي.