أسدل مهرجان الشعر المغربي الستار على فعاليات دورته الخامسة، التي أقيمت تحت رعاية العاهل المغربي الملك محمد السادس، وصاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة؛ ونظمتها دار الشعر بمراكش بالتعاون مع دائرة الثقافة بالشارقة.
الشارقة 24:
اختتم مهرجان الشعر المغربي فعاليات الدورة الخامسة التي أقيمت تحت رعاية العاهل المغربي الملك محمد السادس، وصاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة؛ ونظمتها دار الشعر في مراكش بالتعاون مع دائرة الثقافة في الشارقة ووزارة الشباب والثقافة والتواصل المغربية، على مدى 3 أيام بمشاركة واسعة من شعراء ومثقفين ونقاد وفنانين مغاربة.
حضر حفل الختام سعادة عبد الله بن محمد العويس رئيس دائرة الثقافة في الشارقة، والأستاذ محمد إبراهيم القصير مدير إدارة الشؤون الثقافية في الدائرة، وعبد الحق ميفراني مدير دار الشعر في مراكش، وعدد كبير من الأكاديميين والطلاب والمهتمين بالشعر.
وشرّع المهرجان، خلال أيامه الثلاثة المميزة، أبوابه للمبدعين القادمين من مختلف المدن المغربية، لتصبح مراكش عاصمة الشعر المغربي خلال فترة المهرجان حيث شهدت زخماً شعرياً لافتاً لأكثر من 40 مبدعاً مغربياً.
وتنقّل المهرجان بين مؤسسات ثقافية وأكاديمية ومناطق داخل مدينة مراكش، محتفياً بالقصيدة ومبدعيها، وسط حضور كبير يؤكد أهمية الحدث الشعري.
شهد اليوم الختامي جلسة شعرية صباحية شارك فيها الشعراء: زينة بوحيا، ومبارك العباني، وزينة بوظهير، وحمزة العمري.
وقرأ مبارك العباني من "حِكايَةٌ على الرمل"، يقول:
سَقَتْنِي عُــيُــــونُ العَارفيــنَ ﻷُبْصِـــرَا
فَكُنْتُ الذي أبْصَرْتُ في الدَّرْبِ أَدْبَـرَا
أُلوّحُ لـي..فـي البعْـدِ ثَـمَّـــةَ ٱخَـــــرِي
يُلوِّحُ.. ولـكـنْ مـا انْبَـريْتُ وما انْـبَــرى
عَدَوتُ وَرَائِــي أَقْتَفِي أثَــرَ الخُطـى
فإذْ بالّــذي يَـعْـــدُو بِبَعْضِــي تَـعَـثَّـرَا!
وَجَـدْتُ زُهُــورَ الحُـلْـمِ تُلْهِي ذُبُـوْلَها
وَلا ثَــــمَّ مِـــنْ غَيْثٍ يُعَـانِــقُ مُزْهِـرَا.
وقد احتشدت قاعة القراءات الشعرية بأكثر من مئتي طفل ويافع وشاب كانوا قد شاركوا في دورات الكتابة الشعرية، ودراسة علم العروض خلال عام كامل، وقد قام عبد الله العويس ومحمد القصير بتكريمهم وتسليمهم شهادات المشاركة تشجيعاً لهم.
وكان لهذا الحضور الكثيف من قبل الطلبة والمهتمين إضافة مهمة للمهرجان، وشكّل فرصة لاجتماع أجيال شعرية متنوعة في مكان واحد.
وفي الأمسية الشعرية من نفس اليوم في حديقة "مولاي عبد السلام"، شارك الشعراء: جميلة شكير، وثريا القاضي، ومحمد حمودان، وعبد اللطيف السخيري، وهو أحد الفائزين بجائزة الشارقة للإبداع العربي/ الإصدار الأول، في دورة سابقة.
وشهد ثاني أيام المهرجان ندوة نقدية بعنوان "الشعر المغربي وإبدالات النقد والترجمة"، بمشاركة الباحثين: د. محمد عيناق، ود. عبد العزيز الحويدق، ود. فاطة الزهراء ورّاح، وأقيمت في كلية اللغة العربية في مراكش، وحضرها عدد كبير من الأكاديميين والطلاب وجمهور المهرجان.
وأكّد شعراء ونقاد وباحثون مشاركون في مهرجان مراكش للشعر المغربي، أن الشارقة غدت حاضنة للإبداع من خلال أنشطة دائرة الثقافة الفاعلة في الوطن العربي، مثمّنين الدور الفاعل الذي تشكّله دار الشعر في مراكش على المستوى المحلي والعربي.
في هذا السياق، قال الشاعر والناقد عبد اللطيف السخيري حول مهرجان مراكش للشعر المغربي: "إن الدورة الخامسة من مهرجان الشعر المغربي، بالنسبة لي، عنوان على إصرار دار الشعر بمراكش على لم شمل كل الواعين بمكانة الشعر في ترسيخ انسانية الإنسان، وبذلك، تكون دار الشعر منارةً للثقافة تضيءُ في سماء "الحمراء"، فيُلبي نداءَها كل جهات الوطن ".
وأضاف السخيري حول الشارقة قوله: "لا شك في أن إمارة الشارقة غدت حاضنة للإبداع بكل تلاوينه من خلال أنشطة دائرة الثقافة التي لا تفتُر، ولا تتوقف إلا لتُبدعَ بداية جديدة من خلال مهرجاناتها ومسابقاتها وبيوت الشعر التي بذرتها في التربة العربية فجاءت أثمارُها يانعةً، ويشهد على ذلك العدد الوفير من المبدعين والنقاد الذين يتابعون ويشاركون في فعالياتها من كل العالم العربي والإسلامي، وإن دعم الثقافة الذي رعته الشارقة، هو المسار الحقيقي لكل تنمية محلية وعربية وعالمية".
وقال الشاعر محمد مستاوي إن "الفضل الثقافي اليوم يرجع إلى الشارقة، لأن مشروعها ينتقل من الإمارة الباسمة إلى كافة أنحاء الوطن العربي، لرعاية الشعر هنا وهناك، لذا هنيئاً للشارقة إذ تسخّر كافية الإمكانيات للتشجيع على الثقافة العربية التي هي بأمس الحاجة اليوم إلى مثل هذه السواعد".
واعتبر مستاوي أن الثقافة، في ظل هذه الرعاية الواسعة من صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، تُجمّع أبناء العالم العربي، وتمنح دفعة للأدب والإبداع العربي.
وقال نجيب خداري: "لا شك أن دار الشعر في مراكش نجحت في بث روح جديدة في المشهد الشعري المغربي بمختلف خصوصياته وأجياله، في خلق حوار شعري ثري عميق، وقد قدم المهرجان الشعري من خلال نسخه الخمس تتويجاً سنوياً لجهود الدار في تكريم رواد القصيدة المغربية، وفي تنشئة طفولة مغربية تبتهج بالشعر وتتنافس على إبداعه".