جار التحميل...

°C,
شعراء: رؤية حاكم الشارقة انطلاقة للمثقفين العرب

تطوان تسدل الستار على مهرجان الشعراء المغاربة الـ5

03 يوليو 2024 / 8:24 PM
سعادة عبد الله بن محمد العويس ومحمد إبراهيم القصير في لقطة جماعية خلال المهرجان
اختتم مهرجان الشعراء المغاربة، فعاليات دورته الخامسة في مدينة تطوان، برعاية العاهل المغربي الملك محمد السادس، وصاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، بينما أكد مشاركون في الحدث الثقافي، الذي تواصل على مدار 3 أيام، أن رؤية صاحب السمو حاكم الشارقة، تمثل انطلاقة للمثقفين العرب، إلى آفاق ثقافية جديدة، واعتبروا أن مشروع الشارقة الثقافي، يشكل علامة بارزة في الثقافة العربية.
الشارقة 24:

بعد ثلاثة أيام من الإبداع الشعري في مدينة تطوان شمالي المغرب، أسدل مهرجان الشعراء المغاربة، الستار على فعاليات الدورة الخامسة التي أقيمت تحت رعاية العاهل المغربي الملك محمد السادس، وصاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة.

وشارك في المهرجان، الذي نظمته دائرة الثقافة في الشارقة، بالتعاون مع وزارة الشباب والثقافة والتواصل المغربية، أكثر من 30 مبدعاً من شعراء ومثقفين وفنانين وسط أجواء احتفالية بالشعر ومبدعيه، ومضي 8 أعوام على تأسيس دار الشعر في تطوان.

أُقيم حفل الختام بمدرسة الصنائع والفنون الوطنية في تطوان، بحضور سعادة عبد الله بن محمد العويس رئيس دائرة الثقافة في الشارقة، ومحمد إبراهيم القصير مدير إدارة الشؤون الثقافية في الدائرة، والدكتور يوسف الفهري رئيس المدرسة العليا للأساتذة في مدينة مرتيل، ومخلص الصغير مدير دار الشعر في تطوان، وعدد كبير من الأدباء والمثقفين والطلاب الجامعيين.

وأشار مخلص الصغير، إلى أن الدورة الحالية من مهرجان الشعراء المغاربة، دورة استثنائية جمعت بين الشعر والمسرح والموسيقى والتشكيل، وجمعت أيضاً بين مختلف أجيال وأشكال الكتابة الشعرية، منذ المؤسسين الروّاد وصولاً إلى المتوجين بجائزة الديوان الأول للشعراء الشباب، مضيفاً أن المهرجان شهد حضور شعراء مغاربة مرموقين تألقوا في أمسيات المهرجان ولقاءاته الكبرى، حين جمع المهرجان بينهم وبين جمهور الشعر في تطوان، وتابع أكثر من ألف شخص، فعاليات واحتفاليات هذه الدورة الاستثنائية، وأوضح أنه مهرجان بصيغة الجمع، وتظاهرة ثقافية عربية كبرى تحتفي بالشاعرات والشعراء وتجمعنا على كلمة سواء.

اليوم الختامي

وشهد اليوم الختامي، ندوة فكرية بعنوان "الشعر.. من الإبداعي إلى الرقمي"، شارك فيها عبد السلام بنعبد العالي، وسعيد بنكراد، ومصطفى الحداد، وأدار فقراتها الإعلامي ياسين عدنان.

وتناولت الندوة، أبرز مستجدات الذكاء الاصطناعي وأثره على الإبداع، خاصة في الشعر، وأجمع المتحدثون على أن التقنيات الحديثة لا يمكن لها أن تقدّم نصاً إبداعياً يوازي وجدانيات البشري، فيما قدّم المشاركون، نماذج شعرية من الذكاء الاصطناعي وعرضها على الجمهور.

وفي حديقة مدرسة الصنائع والفنون الوطنية، استكمل اليوم الختامي فعالياته، حيث أقيمت جلسة قراءات شعرية، بمشاركة: عبد الجواد الخنيفي، وخديجة السعيدي، وخالد بودريف، وقدمتها الشاعرة سكينة حبيب الله.

وقرأ خالد بودريف:

توضَّأ الدمعُ من أنهاره لهفا                     حتى كأَني به لم يعرف الوكفا

ما ابتَلَّ وجهي بسرّ الماء معجزةً                   لأَنّني لم أكن في الماء مُغْتَرِفَا

وإنّما كنتُ نهراً فيه ممتزجاً                     وكنتُ أمسحُ دمعاً فيه ما نشفا 

والليلُ يمٌّ على العينين ملحُهُمَا                 ثلجٌ تذوّبهُ الأشواقُ مُذ ذرفا.

كما جمع المهرجان، الشعراء المكفوفين في معهد طه حسين، في لحظة شعرية وإنسانية راقية، في جلسة قراءات مع الشاعرين: سعيد الخمسي، ومحمد العمراني، مع تقديم ديوان "تحديات في غربة المسير" للعمراني، وعرض موسيقي مع الفنانة ثريا أملال وفرقة طه حسين.

وفي حديقة مدرسة الصنائع، كانت جلسة القراءات الأخيرة مع الشعراء: محمد عزيز الحصيني، وفدوى الزياني، ومولاي رشيد العلوي، وصالح البريني، بتقديم إدريس الملياني، فيما أعقب الجلسة حفل الختام مع الفنان التهامي الحراق.

وقرأ رشيد العلوي:

دعيني لأحلم يا قمري          بأجمل أيامنا الآتيه

سنهزم خيباتنا بالعناد       ونجتاز أسوارها العاليه

ونبدع في ليلنا أنجما       تفيض على الطرق الداجيه

كبرت وإني ما زلت طفلاً          صغيراً يحن إلى حانيه

يمر قطار الزمان السريع        وأبقى على حالتي الحاليه

اليوم الثاني

وفي اليوم الثاني، انتقل المهرجان إلى مدينة مرتيل، من أجل تتويج الطلبة الملتحقين بورشات الكتابة الشعرية وعروض الشعر التي تنظمها دار الشعر في تطوان، بشراكة مع المدرسة العليا للأساتذة، وهناك كان الجمهور على موعد مع قراءات شعرية شارك فيها الشعراء: حليمة الإسماعيلي، وزين العابدين الكنتاوي، وحكم حمدان، وقدمها عبد الجواد الخنيفي.

وقرأت الإسماعيلي:

اتشكوني وأنت مثير حربي        وتؤذيني وأنت شقيق قلبي

وتعجب كلما قد قلت: حسبي        وما ترضيك يا مختال حسبي

سجنت طيور شعري في الفيافي      فمتُّ وما قضيت بذاك نحبي

وفي نهاية اللقاء، سلّم عبد الله العويس ومحمد القصير، الطلبة الملتحقين بورشات شعر دار الشعر في تطوان، شهادات تقديرية، تشجيعاً لجهودهم الإبداعية والعلمية في الورشات.

كما شهدت حديقة الصنائع في اليوم نفسه، لقاءً مفتوحاً مع الأديب محمد الأشعري، الذي تناول الحديث عن مسيرته الثقافية منذ نشأته، مروراً بمحطات حياته الإبداعية والعملية، وصولاً إلى نتاج أدبي زاخر في الشعر.

وصاحب اليوم نفسه، تنظيم معرض تشكيلي تحت عنوان "20/20.. معلقات شعرية"، افتتحه عبد الله العويس، ومحمد القصير، بمشاركة عشرين شاعراً وعشرين تشكيلياً، وحملت اللوحات قصائد لشعراء مشاركين في المهرجان.

انطلاقة للمثقفين

وأكد مشاركون في مهرجان الشعراء المغاربة، أن رؤية صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، تمثل انطلاقة للمثقفين العرب، إلى آفاق ثقافية جديدة، معتبرين مشروع الشارقة الثقافي، علامة بارزة في الثقافة العربية، مشيرين إلى أن دار الشعر في تطوان، وهي إحدى تمثّلات هذا المشروع، قامت بإحياء الشعر في المغرب، وأن مهرجان الشعراء المغاربة في دورته الخامسة كان مناسبة للإنصات إلى تجارب شعرية مختلفة.

ويؤكد الشاعر خالد بودريف، أننا ننطلق من رؤية صاحب السمو حاكم الشارقة، إلى آفاق ثقافية جديدة موسومة بالرزانة والحكمة والثقة في المستقبل، باعتبار المشروع الثقافي المنبجس من الشارقة، مشروعاً متكاملاً يحمل كل سمات الإبداع الخلّاق من أجل المحافظة على الشعر العربي ورعايته عبر تأصيله في نفوس كل الأجيال، ويضيف أنه مشروع لا مثيل له في وطننا العربي، فوحده حقق وما زال يحقق تطلعات الشعراء والكتاب نحو الرقي بالكلمة والمضي نحو مستقبل زاهر حافل بالمنجزات.

ويعبّر بودريف، عن سعادته في الجو الشعري العام الذي بثّه المهرجان، بقوله: ماذا عساني أقول لنفسي ولكل شعراء مهرجان الشعراء المغاربة غير ما يمكن أن نشعر به من فرح عظيم مفعم بالبهجة، حين وجدنا ألقاً منقطع النظير في فعالية ثقافية تعد بالنسبة لي من الفعاليات الاستثنائية في المشهد الثقافي المغربي والعربي، نحن وجدنا الألفة والصحبة والمحبة والشعر في كل فقرات هذا المهرجان الراقي ولعل دار الشعر في مخلصها الصغير الكبير بأفكاره وإبداعه في تأثيث فقرات المهرجان الثقافية التي تميزت بسعة الأفق وحكمة الاختيار وحسن التدبير، لعلها الجهة الثقافية الأكثر إشعاعاً في المملكة المغربية، إلى جانب دار الشعر في مراكش بفضل الرعاية الثابتة من الشارقة.

بدوره، يوضح الشاعر والكاتب محمد نور بنحساين، أن الشارقة رسمت طريقاً تنويرياً ثقافياً مميزاً عبر مشروعها الثقافي الممتد في ربوع الوطن العربي، ويؤكد أن النجاحات التي تحققت على مدى عشرات السنين ما كانت لتأتي لولا رؤية منهجية واضحة لصناعة ثقافية واسعة أسّس لها صاحب السمو حاكم الشارقة، باستراتيجية مدروسة، تستند لدراسات، وانتظارات، وتقييم، ومتابعة، جعل من مشروع الشارقة الثقافي، مثالاً يحتذى به.

ويشير بنحساين، إلى أن دار الشعر في تطوان، إحدى تمثّلات مشروع الشارقة الثقافي عربياً، قامت بعمل كبير منذ تأسيسها على إحياء حركة الشعر في المغرب، ويعلل ذلك بقوله "لأننا وجدنا بيتنا ودارنا التي نأوي إليها، نرتشف من رحيق أزهارها القصيدة، ومع توالي الأيام صارت دار الشعر، ربيعاً شعرياً يرخي بظلاله اليانعة على شعراء المغرب قاطبة".

من جهتها، تؤكد الشاعرة حليمة الإسماعيلي، أن مشروع الشارقة الثقافي يسعى لتعزيز الهوية الثقافية العربية على الصعيد العالمي، من خلال استضافة فعاليات ثقافية متنوعة، والتركيز على الشعر العربي، وإعادة البهاء للقصيدة العمودية والموزونة، وتوضح أن المشروع يساهم قطعاً في إبراز ثراء الشعر وإيصاله إلى جمهور أوسع.

وتضيف الإسماعيلي، بصفتي شاعرة حاضرة في مهرجان الشعراء المغاربة، وفي هذا الجو الشعري الملهم، أؤكد على أن دار الشعر في تطوان، تلعب دوراً محورياً في تعزيز الحضور الشعري، من خلال استضافة ورش العمل والندوات والمهرجانات الشعرية، إذ تقدم الدار شعراء مغاربة وعرب دوليين ومن مختلف الأجيال الشعرية، للتفاعل والتشارك وإثراء تجاربهم، هذا التبادل الخلاق يساهم في بناء مجتمع شعري متكامل ومتفاعل.

بدورها، تشير ليلى الخمليشي، فائزة بجائزة الديوان الأول للشعراء الشباب، إلى أنها كمتوجة بالجائزة في فعالياته ودورته الخامسة، تثمن هذا المشروع الثقافي الذي يجمع المبدعين ويفتح ممراً للشباب، وأن مشروع الشارقة الثقافي يظل مشهداً يمد ضفافه على مختلف ألوان الإبداع والبلدان العربية، مصراً على بقاء نكهة الشعر في ذاكرة كل عربي.

من جانبه، يشيد الشاعر زين العابدين الكنتاوي، بمشروع الشارقة الثقافي، ويقدم امتنانه، وأضاف تجربة إبداعية ملهمة تشرف عليها دائرة الثقافة بالشارقة، وأصوات شعرية مكثفة بالدهشة، وجمهور متذوق للشعر والفنون بحساسيات عالية.

ويضيف الكنتاوي، أن هذا الحدث النوعي، وإن جاء في سياق دينامية حيوية يشهدها الشمال المغربي وتسهم فيها دار الشعر في تطوان، بمساحات إبداعية مميزة من الأنشطة والمشاريع الإبداعية الرفيعة، فإن له ما بعده، لقد فتح نافذة جميلة بين الشعر والناس، ورصَّ علامة بارزة في مسار الدار ومسار الحركية الثقافية الشعرية، التي لا يمكن إلا أن تعزز للقصيدة وللشعر مكانتهما الرفيعة في العالم العربي.

من جهته، يرى الشاعر صالح البريني، أن مهرجان الشعراء المغاربة في دورته الخامسة كان مناسبة للإنصات إلى تجارب شعرية مختلفة، وهذا ما خلق جواً شعرياً استثنائياً، ويضيف يمكن القول إن هذه الدورة حققت طفرة نوعية لا من حيث الأسماء المشاركة وكذلك الندوات التي أقيمت لمقاربة الإبداع الشعري والذكاء الاصطناعي، وهذا يسجل لدار الشعر بتطوان التي كان لها السبق في طرح هذا الموضوع الجديد، خصوصاً في سياق النقص الحاصل في النقد العربي، دون أن ينسى ما خلقه المهرجان من أجواء شعرية تختلف عن التظاهرات الثقافية.

بدوره، يرى الشاعر حكم حمدان، أن مشروع الشارقة الثقافي بأبعاده الثقافية على مستوى العالم العربي، مشروع متوهج ينبني على دعم الشعراء وفتح آفاق أخرى أمام مبدعي هاته البقعة البيضاء من جغرافيا العالم.
July 03, 2024 / 8:24 PM

أخبار ذات صلة

Rotate For an optimal experience, please
rotate your device to portrait mode.