جار التحميل...
الشارقة 24:
شكلت مدينة كلميم "بوابة الصحراء المغربية"، المحطة الثالثة والأخيرة في فعاليات الاحتفاء باليوم العالمي للغة العربية، ضمن برنامج دار الشعر بمراكش، والذي انطلق بنوافذ شعرية في مراكش، وتواصل بسحر القوافي في الصويرة، ليختتم فعالياته بعاصمة جهة واد نون بمدينة كلميم، بتنظيم برنامج أصوات معاصرة، وذلك بمقر الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين، وبتنسيق مع جمعية الشباب المبدع، وضمن فعاليات الدورة العاشرة لمهرجان واد نون السينمائي.
وشارك شعراء يمثلون الجيل الصاعد من الأدباء المغاربة من مدن تارودانت وكلميم وأغادير، ضمن برنامج الاحتفالية والتي أحيت حفلها الفني فرقة نجوم الصغير، والشعراء: حمزة بن، وعائشة إدكير، وخديجة أمجوض.
وقرأت عائشة إدكير، من مدينة أكادير، أبياتاً من قصيدة لها تقول فيها:
وأُحيك من خيط الأماني منطقا... لأشذِّب الأحلام من عجز شقى
دهر ويومان انقضوا وعذابنا... مازال من نزف الدماء ممزِّقا
اجتاح نار كوامني بتمر... لام الركام لواحظي متعلقا
وأذوب في صرخات طفل يشتهي... من موتنا بعثا يعيد الموثقا
من أدمعي أسقي شتيلة رحمة... في الأرض جفّ ربيعها وتشقّقا
في كل قصف حيرتي تعبت بلا... ردّ وأسئلتي تميت مؤرَّقا
أسفي على الصمت الذي طبع الورى.. فتمزّق القول الذي قد هطرقا
آه من الأشعار إذ تجتاحني... كسيوف عجز حلّ بي وتعتّقا
لو أنّها تشفي الغليل بحرفها... لرسمتُ لي غرب المتاهة مشرقا
وأقمتُ لي بعد النباهة مِحصَنا... وعرضتُ لي قبل الشماتة زورقا
بدوره، قرأ الشاعر حمزة بن، ابن مدينة كلميم، عن شعرية المكان واحتفاء بأثر المدينة ومجازاتها فقال:
مدينة عطرها بالطين منفوح... ونخلها بدموع الماء مجروح
عار بها الليل يكسو الصمت عزلته... ومثل أعمى به تمشي المصابيح
أشجارها من صدى الأحجار متعبة... وصوتها في النداء المر مبحوح
لكل بيت من الأشجار حارسة... وكل بيت له من روحها روح
أما الشاعرة خديجة أمجوض، القادمة من عاصمة ألق لغة الضاد تارودانت، فقد اختارت نصاً يحتمي باللغة من وجع الزمن، فقرأت:
ماذا أقول وكيف أفصح بعدما... سبقت إلى نبع القديم وعول
النبع جف ولم أرج أساوري... حتى يشف قميصي المبلول
بالفجر كنت إذا لمست قصيدة... صارت كروما من يديّ تسيل
والليل كانت في يديّ نجومه... ترتاح حين يحوزها أيلول
لم يبق برق في سواد ضفائري... ما عاد في صدر الربيع خميل.