الشارقة 24:
احتفلت جامعة الشارقة بافتتاح "منتدى الأمن الفكري في الإسلام" ومقره كلية الشريعة والدراسات الإسلامية، بهدف نشر قيم التسامح والتعايش والاعتدال الفكري ونبذ العنف والكراهية، بحضور الأستاذ الدكتور يوسف الحايك، نائب مدير الجامعة للشؤون الأكاديمية، وسماحة الشيخ عبد الكريم الخصاونة، مفتي عام المملكة الأردنية الهاشمية، وسعادة العميد الدكتور محمد خميس العثمني مدير عام أكاديمية العلوم الشرطية، وجمع من الأكاديميين والعلماء وطلبة الجامعة.
وتهدف الجامعة من خلال المنتدى إلى مواجهة أفكار التطرف، وترسيخ الآداب الوسطية التي يدعو لها الدين الإسلامي ، ونشر الوعي بين الطلبة وفئات المجتمع المدني بمقومات الأمن الفكري في الإسلام من خلال الندوات والمحاضرات والورش التدريبية والأنشطة المختلفة على مدار العام الأكاديمي، بالإضافة إلى التنسيق بين المؤسسات المختلفة في الدولة ومراكزها بهدف تعزيز سبل ترسيخ الأمن الفكري وتأصيل أدبياته الشرعية، وكذلك الاستفادة من الخبرات الأكاديمية للجامعات العربية في مواجهة التطرف الفكري وصياغة الاستراتيجيات المناسبة لذلك، كما يهدف المنتدى إلى التأكيد على الثوابت الفكرية لدولة الإمارات العربية المتحدة في إشاعة التسامح والاعتدال ونبذ العنف والكراهية، وكذلك تقديم الدعم للأنشطة والبحوث الطلابية التي تعنى بمجال الأمن الفكري في الإسلام وإكساب الطلبة المهارات اللازمة لتجسيد هذا الاعتدال الفكري وبلورة قيمه المتوازنة.
وخلال كلمته الافتتاحية رحب الأستاذ الدكتور يوسف الحايك، نائب مدير الجامعة للشؤون الأكاديمية بسماحة المفتي والضيوف، مؤكداً أن تأسيس المنتدى يعتبر خطوة رائدة في مجال ربط التعليم الجامعي بخدمة المجتمع وإدماجه في حركية تصحيح الأفكار ومواجهة الغلو في صوره المتعددة، وأضاف أن غلو الفكر هو آفة تهدد الأمن العام ولا علاج له إلا بترسيخ قيم الاعتدال الفكري، ونشر سماحة الإسلام بوضاءتها الزاهية.
وأكد الحايك أن أمن الأوطان مصلحة كبرى من مصالح الإسلام، وأولوية لا تزاحم في ميادين البناء والإعمار، فلا عمارة ولا نهوض إلا بسلم ممدود وأمن وارف واستقرار ثابت، ثم تمنى في نهاية كلمته أن يوفق المنتدى لأعمال جليلة، ويسدد مسعاه في حماية الشباب والأبناء ومواجهة التطرف بالحكمة والموعظة الحسنة.
سماحة الشيخ عبد الكريم الخصاونة، مفتي عام المملكة الأردنية الهاشمية، قدم الشكر لجامعة الشارقة على تأسيس المنتدى، وأكد أنه خطوة سوف تعود بنتائج طيبة ليس على دولة الإمارات فحسب ولكن للوطن العربي والعالم الإسلامي، وأضاف أن الأمم تحرص على سلامة فكر أبنائها وحمايتهم من التطرف والتشدد، وأن الأمن الفكري من المطالب الأساسية التي تبنى عليها منظومة الأمن وباقي أركان الأمن في المجتمعات، ثم تحدث عن أهمية الأمن الفكري على الأمن الاجتماعي، وأكد أن الغزو الفكري حاليا هو أشد وأعظم من الغزو العسكري ومقاومته تحتاج إلى تكاتف بين العلماء والمفكرين والتربويين والإعلامين.
كما تحدث خلال الافتتاح كل من سعادة العميد الدكتور محمد خميس العثمني، مدير عام أكاديمية العلوم الشرطية، والأستاذ الدكتور قطب الريسوني، عميد كلية الشريعة والدراسات الإسلامية، والدكتور مهدي قيس الجنابي، مدير منتدى الأمن الفكري في الإسلام، واتفقوا جميعا حول أهمية الأمن الفكري وخطورة الإخلال به، ومسؤولية الجميع من خلال تكاتف المؤسسات والأفراد لتحقيق الأمن الفكري، وضرورة رفع مستوى الوعي ونشر سماحة الدين، وأكدوا جميعا أن الأمن الفكري هو نوع من أنواع الحماية الفكرية، وقد تجاوز مصطلح الأمن الفكري دلالة القوة المادية العسكرية التي تحفظ أمن الدول وحدودها إلى دلالة حفظ مقومات السلم الفكري وثوابت الدين والأمة، وأن الأمن الفكري مطلب شرعي، وضرورة دينية وصمام أمان لن تستقيم الحياة بدونه، فهو ركيزة أساسية في استقرار المجتمعات وازدهارها، وبتحققه يتعزز التعايش السلمي بين أفراده، وفي نهاية حفل الافتتاح كرمت جامعة الشارقة المشاركين في المنتدى.