قام فريق من جامعة الشارقة بدراسة نُشرت عام 2025 تهدف لتطوير علاج جديد لحماية دماغ حديثي الولادة من التلف الناتج عن نقص الدم والأكسجين، واستخدم الباحثون مركباً دوائياً تجريبياً يُدعى BRT_002، وأظهر نجاحاً في تقليل الضرر في نماذج حيوانية، مما يفتح آفاقاً لعلاج أفضل مستقبلاً.
الشارقة 24:
شارك فريق بحثي من جامعة الشارقة في دراسة تهدف إلى تطوير مرشح دوائي للحد من تلف الدماغ الناتج عن انخفاض تدفق الدم والأوكسجين لدى الأطفال حديثي الولادة، وهي حالة تُعرف طبياً باسم اعتلال الدماغ الإقفاري الناتج عن نقص التروية، وتُعد هذه الحالة من أبرز أسباب الإعاقة الحركية والذهنية طويلة الأمد لدى الأطفال حديثي الولادة، في ظل محدودية العلاج المتوفر حالياً، والذي يعتمد على التبريد العلاجي، وهو أسلوب لا يوفر حماية كافية.
وقد كشفت الدراسة، التي نُشرت في مجلة Neurotherapeutics في يونيو 2025، عن فعالية مركب دوائي تجريبي جديد يُدعى BRT_002، وهو من مشتقات البيورين، في تقليل حجم التلف الدماغي في نموذج حيواني يُحاكي إصابة الدماغ بنقص التروية والأوكسجين لدى حديثي الولادة، وشارك في هذه الدراسة فريق بحثي من جامعة الشارقة وهم كل من الأستاذ الدكتور رفعت حمودي أستاذ في علم الأمراض الجزيئي والخلوي، الطب الحاسوبي والمعلوماتية الحيوية في كلية الطب، والدكتورة رانية الحاراتي، أستاذ مشارك وباحثة في علم الأدوية الجزيئي في كلية الصيدلة، والدكتورة أمل بوزيد الباحثة في الهندسة البيولوجية والمعلوماتية الحيوية، وعلم الوراثة البشرية، بمعهد البحوث الطبية والصحية.
ويمثل هذا البحث ثمرة تعاون علمي شارك فيه باحثون من فرنسا، والولايات المتحدة، والسويد، ودولة الإمارات العربية المتحدة، وعدد من المؤسسات البحثية والعلمية من العديد من دول العالم.
وأظهرت نتائج التجارب أن إعطاء المركب لحيوانات مخبرية حديثة الولادة تعاني من نقص التروية، أدى إلى انخفاض ملحوظ في حجم التلف الدماغي، بالإضافة إلى تحسين مؤشرات حيوية مرتبطة بوظائف الخلايا العصبية والطاقة الخلوية، كما كشفت تحاليل البروتيوم عن ارتفاع في مستويات بروتينات مثل Agrin وZyxin وSynaptotagmin-5، والتي قد تلعب دوراً في حماية الخلايا العصبية أو المساعدة في ترميم الخلايا المتضررة.
وتجدر الإشارة إلى أن هذه النتائج ما زالت ضمن إطار الدراسات ما قبل السريرية، حيث أجريت التجارب على نماذج حيوانية وخلايا مخبرية، ولم تُختبر بعد على البشر، وبالتالي، فإن أي استخدام علاجي محتمل لهذا المركّب سيتطلب سنوات من البحث الإضافي والتجارب السريرية للتأكد من فعاليته وسلامته، ورغم أن هذه النتائج لا تزال في مراحلها الأولية، إلا أنها تفتح آفاقاً واعدة نحو تطوير علاج دوائي فعّال لحماية الدماغ من التلف الناتج عن نقص التروية والأوكسجين لدى حديثي الولادة.