سلطان بن أحمد يشهد تخريج طلبة الكليات الطبية والعلوم الصحية

 

شهد سمو الشيخ سلطان بن أحمد بن سلطان القاسمي، نائب حاكم الشارقة، رئيس جامعة الشارقة، اليوم السبت، حفل تخريج طلبة الكليات الطبية وحفل تخريج طلبة كلية العلوم الصحية بجامعة الشارقة، وذلك في قاعة المدينة الجامعية.

وكان حفلا التخرج قد استهلا بالسلام الوطني لدولة الإمارات العربية المتحدة، وآيات بيّنات من الذكر الحكيم، وألقى الدكتور عصام الدين عجمي، مدير جامعة الشارقة كلمة خلال الحفلين، قدم فيهما الشكر والتقدير إلى سمو الشيخ سلطان بن أحمد بن سلطان القاسمي، على كريم تفضله برعاية وتشريف التخريج وتكريم الخريجين والخريجات، ومباركاً لسموه تخريج هذه الكوكبة الجديدة من أصحاب المهن الطبية.

وتناول عجمي خلال كلمته في حفل تخريج الكليات الطبية إنجازات جامعة الشارقة في المجالات الطبية على الصعيد العلمي والأكاديمي والإضافة الحقيقية التي تقدمها الجامعة للحفاظ على صحة أفراد المجتمع، قائلاً: "لقد وجّه صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، ومؤسس جامعة الشارقة في عام 2004 بتأسيس "مجمع الرعاية الصحية المتكاملة"؛ ليكون نموذجاً مصغراً للعالم الحقيقي للرعاية الصحية، بما يضمه من كليات للطب، وطب الأسنان، والصيدلة، والعلوم الصحية، ومراكز بحثية وتدريبية متقدمة، إن هذا المجمع ليس مجرد منشأة أكاديمية، بل بيئة تعليمية متكاملة تعزز التعاون بين التخصصات، وتجسد مفهوم فريق الرعاية الصحية الواحد المؤهل والقادر على تقديم رعاية شاملة للإنسان في مختلف مراحله وظروفه".

وكشف مدير جامعة الشارقة أنه منذ تأسيس هذا المجمع تم تخريج أكثر من أربعة آلاف وخمسمائة طبيب وطبيب أسنان وصيدلي يعملون في كافة أنحاء العالم، ويرفدون عالم الرعاية الصحية في دولة الإمارات العربية المتحدة والمنطقة والعالم بكفاءات مؤهلة وفاعلة.

وأشار عجمي إلى أن القيمة الحقيقية للطبيب وطبيب الأسنان والصيدلي لا تقاس فقط بمدى إتقانهم العلوم والمعارف، بل بمدى إدراكهم لكرامة الإنسان في أشد لحظات ضعفه، ففي غرفة العلاج يكون المريض منكشف الجسد والروح معاً، وينتظر الدور الإنساني والمهني للطبيب، لتخفيف وطأة الألم وبث الطمأنينة في قلب المريض وأهله، وصون الخصوصية والسرية، والدقة وسعة الاطلاع، بالإضافة إلى العمل بروح الفريق؛ حيث إن نجاح العلاج يتطلب تكامل الأدوار بين الأطباء، والصيادلة، والممرضين، وأخصائيي العلاج الطبيعي، وغيرهم.

وتناول مدير جامعة الشارقة خلال كلمته في حفل تخريج طلبة كلية العلوم الصحية أهمية عملهم في حياة الناس ورعاية صحة الأفراد، مخاطباً خريجي الكلية بكافة تخصصاتهم، قائلاً: "إن تخصصات العلوم الصحية، من إدارة صحية، وصحة بيئية، وتمريض، ومختبرات طبية، وتصوير تشخيصي طبي، وعلاج طبيعي، وتغذية علاجية، وغيرها تمثل الأساس المتين لنجاح أي منظومة للرعاية الصحية، وكثيراً ما يُشاد بتفوق الرعاية الصحية في الخارج، لا لتفوق الأفراد أو الأجهزة، بل لتكامل الأدوار وتناغم بيئة العمل والتنسيق المحكم بين كافة المكونات".

وأضاف عجمي مخاطباً الخريجين والخريجات عن مسؤولياتهم المجتمعية الكبيرة في حياتهم العملية ضمن الفُرق المتنوعة التي تقدم الرعاية الصحية اللازمة، قائلاً: "أنتم تمثلون أحد أهم عناصر هذا التكامل، ولذلك كونوا عماد منظومة الرعاية الصحية وعصبها النابض، ومن شأن هذا التكامل الواعي أن يجعل منظومة الرعاية الصحية في الدولة أفضل من غيرها، إن التطور الحقيقي للمجتمعات لا يتحقق إلا بإعداد الكوادر علمياً ومهنياً وأخلاقياً، ثم تمكينها من الإسهام الفاعل في تطوير مؤسساتها وبنيتها الصحية والاجتماعية. وثقتنا بكم عظيمة في أن تكونوا سفراء لهذه الرؤية، وقادة لمسيرة التغيير نحو الأفضل. لقد اخترتم طريقا عظيما، هو طريق العطاء الإنساني وخدمة المجتمع، من خلال تخصصات صحية تمسّ حياة الإنسان وكرامته وصحته. ونحن في جامعة الشارقة نعتز بأن نخرج كوادر مؤهلة تأهيلاً عالياً، تمتلك من العلم والمعرفة والمهارات ما يؤهلها لإحداث أثر إيجابي وفاعل في منظومات الرعاية الصحية، محلياً وعالمياً".

وتفضل سمو الشيخ سلطان بن أحمد بن سلطان القاسمي بتسليم الشهادات للخريجين والخريجات من الكليات الطبية وعددهم 453 خريجاً وخريجة منهم 189 من كلية الطب، و150 من كلية الصيدلة، و114 من كلية طب الأسنان، ومن كلية العلوم الصحية وعددهم 423 خريجاً وخريجة، مهنئاً إياهم وداعيا المولى عز وجل أن يوفقهم في حياتهم العملية والوظيفية.

وألقى كل من الخريج أحمد خليفة بن غليطة نيابة عن الخريجين والخريجات من الكليات الطبية، والخريج علي نبيل من كلية العلوم الصحية كلماتٍ وجها فيها الشكر والتقدير إلى سمو رئيس جامعة الشارقة على رعاية سموه للجامعة وطلبتها، وتفضل سموه بحضور وتشريف حفل التخرج.

وأضاف بن غليطة في كلمته معرباً عن فخرهم بالرعاية والدعم اللامحدود من سمو رئيس جامعة الشارقة قائلاً: "إننا نستلهم منكم معنى القيادة، وقوة الإرادة، ونتأمل بإعجاب كبير تميزكم وإبداعكم في السير بنا على نهج الوالد المؤسس، في خطوات عالمية وثابتة، نحو التميز والريادة. لا تعلم سموكم الكريم كم من السعادة تبعثه فينا رسائلكم النصية، وكلماتكم التحفيزية، فأنتم قدوتنا الملهمة. شكراً لكم بحجم سعادتنا وأكثر، لرعايتكم ودعمكم، ولتشريفكم لنا اليوم بالحضور بيننا".

وأعرب الخريج علي نبيل عن سعادته وزملائه وزميلاته بالتخرج بعد رحلة طويلة من العلم والمعرفة والتعب والاجتهاد، قائلاً: "عند قبولنا بالجامعة، اجتمعنا من كل فج عميق، نتفيأ ظلال جامعة الشارقة، نلتقي معاً، وتلتقي بنا الحضارات والثقافات. وها نحن هنا اليوم اجتمعنا لنقول: نحن خريجو جامعة الشارقة، نحن هنا".

وقدم الخريجان الشكر والتقدير إلى الأساتذة وأولياء الأمور على بذلهم الجهود الكبيرة ومساعدتهم في إنجاح مسيرتهم التعليمية واختيار طريقاً نبيلاً لخدمة الإنسانية، وباركا التخرج لزملائهم وزميلاتهم من الخريجين والخريجات، داعيا إياهم إلى مواصلة رحلة العلم والطموح وحمل رسالة العلم والمعرفة، من الشارقة، بكل أمانة ومسؤولية، وأن يكونوا خير سفراء للجامعة، في كل مكان.

وأدى الخريجون والخريجات خلال التخريج، قسم المهنيون في المجالات الطبية والصحية أمام سمو الشيخ سلطان بن أحمد القاسمي نائب حاكم الشارقة، رئيس جامعة الشارقة، متعهدين بأداء مهامهم الطبية والصحية بكل تفانٍ وإخلاص.