افتتح المنتدى الإسلامي في الشارقة، محاور الأسبوع الأول من دورته العلمية الـ23، بعنوان "السبع المثاني"، في جامع المغفرة، بهدف نشر الثقافة الإسلامية، وفقاً لمنهج علمي متزن بين فئات المجتمع المختلفة.
الشارقة 24:
انطلقَتْ فعالياتُ الدورةِ العلميةِ الثالثةِ والعشرين بعنوان (السبع المثاني)، التي يُنظِّمُها المنتدى الإسلاميُّ في الشارقة بجامعِ المغفرة، من أجلِ نشرِ الثقافةِ الإسلاميةِ على وفقِ منهجٍ علميٍّ متزنٍ بينَ فئاتِ المجتمَعِ المختلفة، خصوصاً طلبةَ العلم، من خلالِ المجالسِ العلميةِ والمحاضراتِ والدوراتِ التعليميةِ المتنوعة.
وافتتحَ محمد نور الدين الأنيس مسؤولُ قسمِ الدراساتِ والنشرِ ورئيسُ اللجنةِ العلمية، محاورَ الدورة، منوِّهاً إلى جهودِ المنتدى في تنظيمِ هذه الفعالياتِ العلميةِ والتثقيفية النافعة، ومؤكِّداً أهميةَ سورةِ الفاتحة (السبع المثاني)، التي تعدُّ تمجيداً لله تعالى، إذ اجتمعت فيها فصاحةُ المباني وبلاغةُ المعاني؛ لذا جعلَها الله ُتعالى مقدمةً لكتابِهِ العظيم.
وأكدَ الأساتذةُ المحاضرونَ، أهميةَ الدورةِ العلمية: (السبع المثاني)، لعِظَمِ شأنِها وعلوِّ منزلتِها، جمعَت في كلماتٍ يسيرةٍ معانيَ عميقةً كبيرةً، فكانَت محورَ الحديثِ لإلقاءِ الضوءِ على خفاياها وأسرارِها، ومناقشةِ موضوعاتِها وآثارِها من زوايا وأبعادٍ مختلفة؛ تعزيزاً للفهمِ الشاملِ لمضمونِها وبياناً لأثرِها الكبيرِ في عبادةِ المسلمِ وحياتِه اليومية.
وبدأت الدورةُ العلميةُ بالمحور الأول: (مسائل الإجماعِ في فِقهِ العِبادات)، الذي قدَّمَه الدكتور حافظ عبد الرحمن بابكر أستاذُ الفقهِ المالكي في قسم الشريعة كلية الإمام مالك للشريعة والقانون – دبي، مبيِّناً تعريفَ الإجماعِ لغةً واصطلاحاً، وأنواعَه الثلاثة: الإجماع الصريح، والسكوتي، والضِّمني، مؤكداً أهميةَ علمِ أصولِ الفقهِ الذي يُسهمُ في تسهيلِ فهمِ الفقهِ ووضعِ أساسٍ يستطيعُ بعدَه المُتلقِّي التطرّقَ إلى المسائلِ المختلَفِ فيها بسهولةٍ ويُسر، وذلك من خلالِ اتباعِ منهجٍ يجمعُ كتابَي: الإجماع لابنِ المنذر، ومراتب الإجماع لابن حزم رحمَهما الله تعالى، مع ترتيبِ المسائلِ بحسبِ ورودِها في أبوابِ الفقهِ المتعارَفِ عليها.
من جانبِه، قدَّمَ الدكتور مصطفى عكلي عميدُ كليةِ الدراساتِ الإسلامية – جامعة محمد بن زايد للعلوم الإنسانية، محورَ السيرة النبوية، إجازة في كتاب "نور العيون في تلخيص سيرة الأمين المأمون ﷺ"، مبيِّناً تاريخَ التأليفِ في السيرة، وأركانَه، وأهميةَ كتاب نور العيون، والدروسَ والعبرَ المستفادة منه.
وأشادَ الدكتور عكلي، بدَورِ المنتدى الإسلامي وجهودِه في تنظيمِ هذه الدوراتِ المهمةِ التي تُسهمُ في بناءِ منهجٍ قويمٍ في حياةِ الفرد.
وقدمَ الأستاذ الدكتور عبد السميع الأنيس أستاذُ الحديثِ النبويِّ وعلومِه في كليةِ الشريعةِ والدراساتِ الإسلامية – جامعة الشارقة، محورَ علم الحديث، (سورة الفاتحة فضائلُها وأسرارُها في الحديثِ النبوي الشريف)، فبيَّنَ معانيَ هذه السورةِ المباركة، وأهمَّ مقاصدِها، وأسرارِها من خلالِ استنطاقِ الأحاديثِ النبويةِ والآثارِ الواردةِ عن الصحابةِ والتابعين.
كما تحدث الأستاذ الدكتور عبد السميع في هذا المحور، عن مقاماتِ الإيمانِ واليقينِ الواردة في السبع المثاني، كمقامِ الإحسانِ والرجاء والتوكلِ والمراقبة، وركزَ في هذا المحورِ على موضوعِ الفاتحةِ ومنزلةِ المراقبة، التي تعدُّ من أعظمِ المنازلِ الإيمانيةِ في السبعِ المثاني، وفي آخرِ هذا المحورِ أجابَ الأستاذ الدكتور عن بعضِ الأسئلةِ الواردةِ من بعض الطلبة.
أما المحورُ الرابعُ فكان حول علمِ التفسير، (فاتحة الكتاب: تأويلاً وترتيلاً)، قدمَ فيه الأستاذُ الدكتور علي عبد العزيز سيور، أستاذُ التفسيرِ وعلومِ القرآنِ في قسمِ الشريعةِ بكليةِ الإمامِ مالك للشريعة والقانون – دبي، تفسيراً شاملاً لسورةِ الفاتحة، مناقشاً جميعَ ما يتعلقُ بسورةِ الفاتحةِ من الأحكامِ الفقهية، وأوجهِ القراءاتِ الواردةِ في كلماتِها، والدلالاتِ اللغويةِ والبيانيةِ والإرشاداتِ والهداياتِ العلميةِ المتعلقةِ بها.
من جانبٍ آخر، ابتدأَ اليومُ الأول لمحورِ المقرأةِ إجازةٌ في قراءةِ سورةِ الفاتحة وتجويدِها، بمقر المنتدى الإسلامي - الساعةَ الحاديةَ عشرةَ صباحاً، التي يقدِّمُها للمشاركين الدكتور محمد آيت عمران، أستاذ مساعد في كلية القرآن الكريم - الجامعة القاسمية، وذلك عنايةً بتجويدِ هذه السورة العظيمة، لأهميتِها وكونِها أفضلَ سورةٍ في القرآنِ الكريم، وسيُمنحُ المشاركون المستحقُّون في نهاية هذا المحور إجازاتٍ في قراءةِ سورةِ الفاتحةِ وتجويدِها على قراءةِ حفصِ بن عاصمٍ للمبتدئ، وعلى القراءات العشر للمتمكن.
وأفادَ الأستاذُ عمر علي المنصوري رئيسُ قسمِ البرامجِ والفعالياتِ في المنتدى الإسلامي، بأنَّ تعلمَ علمِ أصول الفقه يسهمُ في معرفةِ الأحكامِ الشرعيةِ العمليةِ بأدلَّتِها المكتسبة، فلا بد أنْ يعرفَ المجتمعُ ما حقُّه على اللهِ وما حقُّ اللهِ عليه، من التكاليفِ التي أمرَ اللهُ بها، لتتكونَ لديه خلفيةً عامةً عن الفقهِ والأوامرِ الإلهية، وكذلك ينشأُ على سيرةِ النبي ويقتدي بها؛ لتكونَ منهجاً له ونبراساً يضيءُ طريقَه.
تأتي هذه الدورةُ العلميةُ تحت رعايةِ المنتدى الإسلامي، الذي يَخُطُّ منهجَه على وفقِ توجيهاتِ صاحبِ السموِّ الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضوِ المجلسِ الأعلى حاكمِ الشارقة، ليسهمَ في بناءِ الفكرِ الصحيحِ والثقافةِ الإسلاميةِ في حياةِ طلبةِ العلم والدارسين، وتزويدِهم بالحصانَةِ العلميةِ والفكريةِ للتصدي لتحدياتِ العصر.