بهدف وضع حلول واستحداث تدريس اللغة العربية، نظم النادي الثقافي العربي في الشارقة محاضرة بعنوان:"الحلول العلمية المعاصرة لتعلم وتعليم اللغة العربية"، ألقتها الدكتورة نزهة غوطيس، وشارك بالتعليق عليها كل من الدكتور أكرم قنبس والأستاذ فواز الشعار، وأدار الجلسة حمادة عبد اللطيف.
الشارقة 24:
نظم النادي الثقافي العربي في الشارقة محاضرة بعنوان:"الحلول العلمية المعاصرة لتعلم وتعليم اللغة العربية"، ألقتها الدكتورة نزهة غوطيس، وشارك بالتعليق عليها كل من الدكتور أكرم قنبس والأستاذ فواز الشعار، وأدار الجلسة حمادة عبد اللطيف، الذي عرف بالمحاضرة وأشار إلى أهمية موضوع تدريس اللغة العربية لما يحوم حوله من مشكلات تحتاج إلى حلول ناجعة.
وقالت الدكتور نزهة غوطيس: "إن رؤيتها تقوم على مقارنة بنية الجملة في العربية وبنيتها في الإنجليزية والفرنسية، للاستفادة من طرائق تدريس هاتين اللغتين في تدريس العربية، وتسند المقارنة إلى الشجرة التوليدية النحوية التي توحد نحو اللغات، وأن هذا النحو الموحد للغات سوف يرقي تعليم وتعلم اللغة العربية إلى مستوى اللغات الأجنبية في الحداثة، الريادة والأقبال.
وسلطت نزهة غوطيس الضوء على اللغة العربية لأنها الهدف الأول لرؤيتها، فهي جوهر دراستها مقارنة باللغة الإنجليزية والفرنسية، لأن اللغة العربية كما قالت لم تحظ بالدراسات الحديثة والمعاصرة مقارنة باللغتين الإنجليزية والفرنسية، وبقيت تدرس على طريقة تقليدية، وشاملة وكاملة عميقة في تعليمها منذ البداية، فلذلك، رأت من الضروري تحليل اللغة العربية حسب المعايير الحديثة، فاعتمدت طريقة اللساني الأميركي" نوام تشومسكي" من خلال الشجرة التوليدية النحوية لدراسة بنية الكلمة والجملة والعلاقة بين عناصر الجملة، فابتكرت "مورفوسنتاكس اللغة العربية" لتتوافق مع أسس النحو التقليدي والعلم المعاصر.
واستهل الدكتور أكرم قنبس حديثه بالقول: إن قواعد العربية تختلف عن قواعد اللغات الأخرى ولا يمكن أن تدرس إلا بأسلوبها الخاص، حيث أن اللغة العربية فيها الجملة الاسمية والجملة الفعلية وشبه الجملة، أما اللغة الإنجليزية فيها جملة واحدة هي الجملة الفعلية.
وأضاف قنبس: لُغتنا العربيّة من اللّغات السّاميّة الأكثر تداولاً، وهي في المنظور الفكريّ الصّرف تخرجُ عن كونها وعاء تعبيريّاً أو أداة توصيل فقط، بل تتعدّاه إلى كونها مخزوناً معرفيّاً ينطوي على كثير ممّا لم يتوفّر لغيرها من اللّغات من علوم اللّغة وأدواتها المعرفيّة والتّقنيّة الّتي تمنحها خصوصيّتها العلميّة والمعرفيّة.
وقال فواز الشعار: اللغة العربية أم اللغات وموروث أجدادنا ببيان عذب، وهي واضحة ودقيقة ورشيقة، وليست في صعوبتها ولا عسر فهمها، لكن المشكلة اليوم هي أن التدريس بالأساس باللهجات، بالإضافة إلى مواقع التواصل التي تعج بالبلايا وأيضا الشوارع تحتوي على العناوين الخاطئة وطرائق التدريس متردية، والمدرسون غير أكفاء غالباً.
وأضاف الشعار: يمكن لتدريس العربية أن يكون ناجعاً لو اعتمد طرقاً تجذب الأطفال والطلاب وتحببهم في اللغة العربية، على سبيل المثال لا داعي للتركيز على حفظ قواعد النحو والإعراب بشكل معقد، والمطلوب تسهيل الفكرة وتدريسها بأسلوب أكثر سلاسة وتسلية للطلاب، بالاستعانة بوسائل التتقنية، كما يجب الاعتماد أكثر على تطوير المهارات السماعية والكتابية، وتشجيع الطلاب على الكتابة، ومن هنا ندعو القائمين على أهمّ وسيلتي تواصل إنساني، التعليم والإعلام، بالمسارعة إلى منع الانتهاكات بحق لغتنا، بتنظيم دورات للعاملين فيهما، وتذكيرهم بأساسيات اللغة والنحو والإملاء، والمتطوّعون للقيام بهذا الأمر كثُر، والغيارى على العربية كثُر أيضاً، فهي الباقية لنا في زمن التردّي، لأنّها هُوّيتنا، ومن يُضِع هوّيته، فلا قيمة لحياته.