أعلنت الشيخة حور بنت سلطان القاسمي رئيس مؤسسة الشارقة للفنون، اليوم الثلاثاء، عن تأسيس قسم جديد لفنون الأداء، تحت إشراف طارق أبو الفتوح الذي سيشغل منصب مدير فنون الأداء، وقيّم أول في المؤسسة.
الشارقة 24:
كشفت الشيخة حور بنت سلطان القاسمي رئيس مؤسسة الشارقة للفنون، اليوم الثلاثاء، عن تأسيس قسم جديد لفنون الأداء، تحت إشراف طارق أبو الفتوح الذي سيشغل منصب مدير فنون الأداء، وقيّم أول في المؤسسة.
وسيشرف هذا القسم، على تنظيم مجموعة متنوعة من البرامج الموسمية التي تشمل تقديم عروض للأداء، وتكليف الفنانين بإنتاج عروض جديدة، والتعاون مع المؤسسات المحلية والإقليمية والدولية في إنتاجات فنية مشتركة، وتوفير فرص لتجوال المشروعات الفنية.
وتتمحور رؤية تلك البرامج، حول العلاقة مع المدينة ونسيجها الحضري وقاطنيها ومؤسساتها، حيث تتم دعوة فنانين محليين وإقليمين وعالميين لإقامات فنية متعددة لإنتاج عروض بتكليف من المؤسسة، وتقديمها في شوارع وساحات ومواقع غير تقليدية في مختلف أنحاء المدينة.
وتهدف برامج قسم فنون الأداء، إلى خلق مساحات للتفاعل تقوم على تأسيس صلات بين المشروعات الفنية ومختلف الأماكن والمجتمعات، بحيث تكون مدينة الشارقة جزءاً محورياً في الإبداع الفني، بالإضافة إلى ذلك سَتُخصّصُ مجموعة من الورش والجلسات الحوارية والبرامج التعليمية لمشاركين من الإمارات ومنطقة الخليج عموماً، يتم تنظيمها بالتعاون مختلف المؤسسات المحلية.
وأوضحت الشيخة حور القاسمي رئيس مؤسسة الشارقة للفنون، أنه لطالما شكلت فنون الأداء جزءاً لا يتجزأ من برامج المؤسسة لما تحمله من قدرة على خلق تجارب عميقة وبناء الصلات بين الإبداع الفني والمجتمعات المحلية والعالمية، وأضافت سعدت بالعمل مع طارق أبو الفتوح لوضع رؤية مستقبلية لهذا القسم الجديد، نؤكد من خلالها التزامنا بفنون الأداء كوسيط إبداعي حيوي، كما أن اضطلاع أبو الفتوح بهذه المهمة سيضيف منحىً جديداً لعملنا بما يملكه من خبرات واسعة وفهم عميق للمجال الفني ولسياقات عمل المؤسسة.
وتمتد خبرة أبو الفتوح لأكثر من 20 عاماً في مجال التقييم والإنتاج الفني، حيث عمل على تقييم مهرجانات ومعارض فنية في كل من آسيا وإفريقيا وأوروبا، كما تعاون مع مؤسسة الشارقة للفنون منذ العام 2009، كأحد قيمي بينالي الشارقة التاسع من خلال برنامج حمل عنوان «ماضي الأيام الآتية»، وقيَّماً لمعرض «وقت خارج الزمن» (2016)، بالإضافة إلى مساهماته ومشاركاته في العديد من دورات لقاء مارس السنوي.
وحول تأسيس قسم فنون الأداء، أوضح أبو الفتوح قائلاً: يسعدني ويشرفني بداية مرحلة جديدة من خلال عملي مع المؤسسة، باعتبارها واحدة من أبرز المؤسسات التي تقدم وتنتج فنوناً معاصرة على الصعيدين الإقليمي والعالمي.
وأعرب أبو الفتوح، عن تطلعه قدماً لمواصلة نهج عمل المؤسسة بتبني أفكار تجريبية وطموحة، والتعاون مع فنانين ومؤسسات من جميع أنحاء العالم في سبيل بناء منصة تجمع الجمهور والممارسين الفنيين في الشارقة، حيث سيتم تصميم برامج تعكس النهج المتعدد التخصصات للمؤسسة ومبادراتها، وتستكشف المساحات المشتركة بين الفن المعاصر وفنون عروض الأداء والتجهيز الفني، بالإضافة لكونها امتداداً للدور المحوري الذي تلعبه الشارقة في المسرح على صعيد المنطقة.
ويأتي تأسيس قسم فنون الأداء، ليؤكد التزام المؤسسة طويل الأمد بدعم الممارسات الفنية الأدائية متعددة التخصصات، من خلال تنظيم عروضها ضمن برامجها المقامة على مدار السنة، ومن أبرز هذه العروض: «55» (2016) للفنان رضوان مريزيجا؛ «تقنية بث الانعكاس القمري» «2016» تارو شينودا وأوريل بارتيليمي، «جمال مخيف» (2020) كييتشيرو شيبويا، «هدوء غامر» (2021) نيل كويتنغ، «ضغط جوي» (2022) لورانس أبوحمدان.
كما اشتملت كافة دورات بينالي الشارقة منذ عام 2003، على مجموعة من العروض الأدائية قدمها كل من الفنانين: تاتسومي أوريوموتو (2003)، أوتوبونغ نكانغا (2005، 2011)، أمال قناوي (2007)، طارق عطوي (2009، 2011، 2013)، ربيع مروة (2009)، عمر راجح (2011)، وائل شوقي (2013)، كارستن نيكولاي ورويوشي ساكاماتو (2013)، نيكيل شوبرا (2015)، بابي إيبوتاني (2015)، روي دبس (2017)، موهاو موديساكينغ (2019).
كما قدم البينالي، مجموعة من البرامج المخصصة لعروض الأداء في نسختيه العاشرة والرابعة عشرة، بالإضافة إلى ذلك فقد دعمت المؤسسة وشاركت في تنظيم العديد من العروض حول العالم لفنانين من المنطقة، مثل: طارق عطوي الذي قدمت عروضه في بريفورما 5 في نيويورك (2011)، وغاليري سربينتاين في لندن 2012، وعرض «أغنية رولاند» لوائل شوقي الذي أقيم في هامبورغ 2017، وعرض «7» لرضوان مريزيجا في بروكسل 2017.
وطارق أبو الفتوح، قيّم فني، أسس ونظم العديد من المبادرات الفنية في العالم العربي، وسعى إلى تطوير الحوارات والنقاشات بين ممارسي الفنون في المنطقة والعالم.
وتضم قائمة مشاريعه التقييمية: برنامج الفن في الأماكن العامة لإكسبو 2020 في دبي (2019 – 2021)؛ «دروب الطوايا» وهو برنامج عروض أداء سنوي في إمارة أبو ظبي (2013 - 2017)؛ معارض «طقوس الإشارات والتحولات» (2018) و«أسير عاشق» (2017) في متحف الطوب الأحمر للفن، بكين ؛ «وقت خارج الزمن» مؤسسة الشارقة للفنون ومركز الثقافة الآسيوي، غوانجو (2016)؛ «لئلا يلتقي البحران»، متحف الفن الحديث، وارسو (2015)؛ «أشغال داخلية 6»، مؤسسة أشكال ألوان، بيروت (2013)؛ بينالي الشارقة 9 (2009)؛ «عن صورة الذات»، الإسكندرية (2004)؛ «نوافذ» (مهرجان متعدد التخصصات للفنون المعاصرة)، المنيا والقاهرة (2004)؛ «ارتباك»، بيت الثقافات العالمية، برلين (2003)؛ «في الجراج»، مركز الجيزويت الثقافي، الإسكندرية (2000).
وفي عام 2001، قام أبو الفتوح بإطلاق مهرجان «نقاط التقاء» للفنون المعاصرة، وقيّم نسخه الأربع الأولى التي أقيمت في عدة مدن عربية، وعمل كمدير فني في النسخة الخامسة مع القيّم فريي ليسين (2007/2008)، وفي النسخة السادسة مع القيّم أوكوي إنويزور (2011/2012)، وفي النسخة السابعة مع مجموعة WHW في زغرب (2013/2014)؛ وهو مؤسس «صندوق شباب المسرح العربي» في بروكسل، الذي أعيدت تسميته في 2015 لـ «مفردات»، وهي مؤسسة تعمل في مجال الفنون البصرية والأدائية المعاصرة، وقد شغل منصب المدير فيها منذ تأسيسها في 2002 وحتى العام 2014.
درس أبو الفتوح، العمارة في القاهرة، وبدء حياته المهنية كسينوغراف مسرحي، ثم عمل بين عامي 2000 و2005 على عدة مشاريع لتصميم وإعادة تأهيل مجموعة من المواقع والمباني الثقافية، بما في ذلك: مسرح الجراج، الإسكندرية؛ كولكتيف 12، باريس؛ مسرح النافذة، المنيا؛ البيت، عمان؛ فضاء المصنع في غاليري تاون هاوس، القاهرة؛ فضاء ناس الفن، تونس؛ ومسرح الجنينة، القاهرة.
وطارق أبو الفتوح من مواليد القاهرة، ويعيش ويعمل حالياً في الشارقة.