جار التحميل...

°C,
نظم أمسية شعرية تحت عنوان "قَمَريّات وتَيْمِيّات"

النادي الثقافي العربي في الشارقة يحتفي بالشعر المحكي الشامي

September 10, 2022 / 8:15 PM
جانب من الأمسية
أحيا النادي الثقافي العربي في الشارقة، يوم الخميس، أمسية شعرية بعنوان "قَمَريّات وتَيْمِيّات"، حفلت بقراءات شعرية من الشعر المحكي الشامي، من خلال مشاركة الشاعرة السورية قمر الجاسم، والشاعر اللبناني سليمان حديفة.
الشارقة 24:

نظم النادي الثقافي العربي في الشارقة، مساء الخميس، أمسية شعرية بعنوان "قَمَريّات وتَيْمِيّات"، حفلت بقراءات شعرية من الشعر المحكي الشامي، من خلال مشاركة الشاعرة السورية قمر الجاسم، التي تكتب الشعر الفصيح والمحكي، والشاعر اللبناني سليمان حديفة الذي يكتب الشعر العامي المحكي، وأدارت الأمسية ماريا محيي الدين طورموش.

وفي مستهل حديثها، أوضحت ماريا محيي الدين، أن "الشعر المحكي" هو تطور للشعر الشعبي، وفي الوقت ذاته هناك اختلاف أضعفه تاريخي، فأصول الشعر الشعبي تخضع لأوزان وقوافٍ معينة، لكن مع الوقت كسر الشعراء تلك الأوزان، وانفلتوا من القيد فتحوّل إلى ما يمكن إدراجه تحت مسمى "الشعر المحكي"، ومن أبرز من تقدم في هذا المضمار وكان له السبق في انتشاره شعراء سوريا ولبنان، وتأصل في أربعينيات القرن الماضي، رغم ما واجهه من حملة انتقادات واسعة من النقاد وأتباع التقليدية، وحتى شعراء التفعيلة، وبالمقابل لاقى استحساناً ورواجاً واسعين في الأوساط الشبابية، وأثبت موجوديته كونه يعبّر عن كثير من مكنونات النفس، فأضحى ثورة شعرية يقودها جيل من الشعراء، مما أظهره في نهاية المطاف إلى الواجهة الثقافية العربية نسقاً شعرياً مرحباً به بل ويُتغنّى به أيضاً.

وتابعت طورموش، من منا لم تردد نبضات قلبه قبل شفتيه، أغاني فيروز التي كتبها لها الأخوان رحباني وسعيد عقل وطلال حيدر، ومن منا لم يتعاطف مع "حمدة" للشاعر عمر الفرا وهو يدافع عن إنسانية المرأة وكيانها في ظل التسلط الذكوري لمجتمعاتنا الشرقية، وكيف لنا أن نغفل عن أشعار الأبنودي وأحمد فؤاد نجم وهشام الجخ في مصر، وأيقونات الأمير بدر بن عبد المحسن الذين أكدوا بنتاجهم الإبداعي شرعية القصيدة المحكية عربياً وبكل جدارة.

وعن الشاعر قمر الجاسم، قالت ماريا محيي الدين: إنها من مواليد حمص، وحاصلة على بكالوريوس في الاقتصاد من جامعة دمشق، وتتوزع اهتماماتها ما بين الشعر الرواية والصحافة المكتوبة والمرئية والمسموعة، وشاركت بنجاح في مسابقة أمير الشعراء، وفي مهرجانات شعرية عربية وعالمية كثيرة، وانتخبت ضمن عدة قوائم من الشعراء المبدعين في العالم العربي والعالم، وهي سفيرة مؤسسة سيزار إيخدو سيرانو، ومتحف الكلمة في إسبانيا منذ 2018، وقد أصدرت ثمانية دواوين، منها (وريقات مبعثرة) و(للعاطلين عن الأمل) و(نياشين على صدر قبري)، و(دعوة للرِّفق بالكلمات)، و(أمواج عارية وشيء من هذا القليل) و(منذ هبّة أول حرف)، وتكتب الجاسم للفرح والأمل وتحاول أن تترك مسحة فرح وبسمة أمل على وجوه قرائها، لكن الحزن يداهمها من حيث لا تشعر، لأنه يتخلل حياتها وحياة القراء الذين تكتب لهم من كل الجوانب، ويكمن في كل الزوايا.

وعن سليمان حديفة، أوضحت ماريا، أنه شاعر يكتب بعفوية وجمال وقد أصدر ديواناً حافلاً بروح رومانسية شفافة بعنوان "تَيْميَّات"، وله حضور شعري بين شعراء المحكي في بلاد الشام خاصة لبنان وسوريا، ويميل إلى الغوص في أعماق النفس واستخراج التجارب الذاتية الأبعد.

وقرأت قمر الجاسم، عدة قصائد من الشعر المحكي تمثل مراحل متنوعة من تجربتها الشعرية، لتجارب حياتها ورؤاها عبر مسيرتها الشعرية، وبدت في قراءاتها شاعرة مرهفة الإحساس وتعرف ما تريده، وتعرف الطريق الذي تسلكه، وهي في شعرها لا تذهب بعيداً، فقد عكفت على أشياء حياتها، وعالمها اليومي القريب والبسيط لتنسج منه فساتينها الشعرية الجميلة.

تقول من قصيدة (في العيد):

أحلى أمّ بالعالمْ أنتي

بَعْرِفْ إنِّكْ عَمْ تْدعيلي

مشْ شَرْطْ تْكوني مْقابيلي

صْوتِكْ مَحْفورْ بذاكرْتي

بْنامْ وْهوّي عَمْ يْهديلي

ما بَعْرِفْ شوْ بَدّي قلّكْ

يا إمّي كتيرْ اشتَقتلّكْ

وْالفَرْحةْ الماعِشْتا بْعمري

إلاّ مَعَاكي بْتحنّلّكْ

يا قَلبي وْيا روحي وْعمْري

هَيّ الكلمات الّي بْتغري

مَحّدْ قَلّي ياهُنْ غِيرِكْ

مِنْ قَلبو وْراح هَمّي دِغري

وفي قصيدة تأملية تصور بيئتها فتقول:

كلما مَرَءْ شارِعْ أنا ما بَعْرفو

بْحسّ الأمانْ بْشبرْ عَمْ يغرَءْ

بْرسُمْ ع وشّو بيتنا

وْبسوّرو بْضحكةْ صَبيْ

وْأحلامْ عَمْ تشهَقْ

بْرسُمْ مَراجيح وْلعَبْ وْكلالْ

بَيّاعْ فولْ مسلطِنْ بْموَّالْ

عاشِقْ عَمْ يشمّ العطرْ من شالْ

وْبحطّْ جَمبُنْ ياسمينة مْعرّشةْ

ع قهوةْ المَفرَءْ

بْنطُرْ يجو الجيرانْ

لنرجِّعْ اللي كانْ

وْيزيّنو الأعدي

نشرَبْ عَصير التّوتْ

وْيصيرْ الصَّدى بْوسْع المَدى

بَس يلعبوا شَدّةْ

وْبفيقْ ما بلاقي حَدا

إلاّ مَباني شاهقة

وْطرقاتْ ما بيعْرِفْ حَدا

لوينْ بْتوَدّيْ

أما الشاعر سليمان حديفة فيقول في قصيدة تصور عاطفته نحو أمه:

دخلك يا إمي ليش منهمّة

واسمك صلا مدروز عا تمّي

وكلما لخالق هالدني صليت

من بعد مِنّو بأسمك بْسَمّي

ولمّا بِعيدك هالمسا طلّيت

حامل ب قلبي جروح منحمّي

عْجنت القوافي بدمعة الياريت
 
ضمّك عا صدري بعد شي ضمّة

وكلما باسمك للوفا غَنّيت

وفضلك مابوفِي ولو نِشف دمّي

كْتبت القصايد والجفن بكّيت
 
والدمع بعدو معلم بْكمّي

غِبتي يا إمي وبالوجع حسّيت

وبَلّشت أكتب من حبر همّي

بلكي حروفي بْتسمعي بْشي بيت

تا عيّد عليكي وعلى كل إم

رَيتك معي بهالعيد يا إمّي

وينتقل إلى حديقة الغزل في قصيدة فيها يقول:

بعدو ع تمّي طعم بوستها

وشعلان قلبي من حرارتها

وبمحل م علّم م كان يروح

مطرح ما شدتلي ب قرصتها

غمّضت عيني وبالفكر عم روح

دقدق ب قلبي باب غرفتها

متل الكأنو مشرّع ومفتوح

تا فوت اتنقوز ع غفوتها

شفت الشّعر ع سريرها مشلوح

شلال عم يعزف ع نهدتها

ونسمة عليها عم تجي وتروح

تفلفش على الميلين غرّتها

والشوق فيّي تجاوز المسموح

وقرّبت اتسمع ع همستها

متل الصلا فيها هداوة روح
September 10, 2022 / 8:15 PM

مواضيع ذات صلة

أخبار ذات صلة

Rotate For an optimal experience, please
rotate your device to portrait mode.