أقام النادي الثقافي العربي في الشارقة مؤخراً، محاضرة بعنوان: "الخطّ العربيّ بين التّأصيل والحداثة"، ألقاها الباحث السوري نبيل أحمد صافية، تناول فيها عدة محاور عن الخط، منها: النّشأة، والأنواع، والمعايير الجمالية، والأصالة والحداثة، والدّلالات النّفسيّة للّوْحة الخطية.
الشارقة 24:
نظم النادي الثقافي العربي في الشارقة مؤخراً، محاضرة بعنوان: "الخطّ العربيّ بين التّأصيل والحداثة"، ألقاها الباحث السوري نبيل أحمد صافية، تناول فيها عدة محاور عن الخط، منها: النّشأة، والأنواع، والمعايير الجمالية، والأصالة والحداثة، والدّلالات النّفسيّة للّوْحة الخطية، وقد أدار الأمسية الخطاط خليفة الشيمي، عضو مجلس إدارة النادي.
وحول نّشأة فنّ الخطّ العربيّ قال الباحث نبيل صافية، إن الخط العربي نشأ من خط المسند القديم، ثم تطور إلى الخط الحجازي ومن الحجازي انبثقت أنواع الخطوط، وقد ارتبطت نشأة فن الخط العربي بكتابة المصحف الشريف، حيث اعتنى كتاب القرآن بضبطه وتجويده، فكان أن نشأ خط النسخ أولاً ثم انبثقت منه الأنواع الأخرى.
وذكر صافية من أنواع الخط، خط النسخ، والخط الكوفيّ، والحجازيّ، والرّيحانيّ، والطّومار، والفارسيّ "التّعليق"، والتّاج، والدّيوانيّ، والثّلث، والرّقعة، والطّغرائيّ، والمغربيّ، وخطّ التّوقيع، وخطّ الإجازة، وغيرها، مشيراً إلى أن فن الخط العربي عبر مسيرته الطويلة أنتج ما يناهز مائتي خط اندثر منها الكثير وبقي الكثير.
وبين صافية أن للخط العربي قواعد صارمة ينبغي على الخطاط إتقانها، ولا تعطى إجازة الخط إلا لمن أتقنها بدقة عالية وحساسية شديدة، ويحتاج إتقانها إلى موهبة متميزة، وسنين طويلة من التدريب اليومي المتواصل.
وعن الحداثة في فن الخط العربي قال صافية إنها ظهرت في خطّ الصّحف، نتيجة التحول من الكتابة اليدوية إلى ماكينات الطباعة، مما نشأت عنه خطوط جديدة، وأشكال لم تكن معروفة من الخط، ومع تطور التقنيات وظهور برامج الكومبيوتر طور كثير من المبرمجين أشكالاً جديدة من الخط العربي، كذلك ظهر شكل جديد من الفن الذي يمزج بين الخط العربي، وفن التشكيل وهو ما عرف بفن الحروفية.
وتحدّث المحاضر عن الدّلالات النّفسيّة للخطّ العربيّ، والأثر الذي يتركه الخطّ في المتلقّي وأبعاده النّفسيّة، مستنداً إلى علم النفس التحليلي، حيث يسمح تحليل اللوحة بمظاهرها جميعاً، وخاصة الألوان والأشكال بالتعرّف على أنماط تّفكير وسّلوك الخطاط، وما يتركه ذلك من أثر على لوحته، وبيان حالة الثّقة بالنّفس والاتّزان أو القلق والاضطراب بعد دراسة شموليّة للّوحة، واستعرض نماذج عديدة للوحات أظهرت المعاني الإسلاميّة والفكريّة في الخطّ العربيّ.