أحيا النادي الثقافي العربي في الشارقة، أمسية شعرية، بمناسبة مرور خمسين عاماً على تولي صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة مقاليد الحكم في الإمارة، وذلك تثميناً لخمسة عقود من العطاء الحضاري الذي لم يتوقف.
الشارقة 24:
نظم النادي الثقافي العربي في الشارقة، مساء أمس الأول، أمسية شعرية، بمناسبة مرور خمسين عاماً على تولي صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة مقاليد الحكم في الإمارة، وذلك تثميناً لخمسة عقود من العطاء الحضاري الذي لم يتوقف، والذي أثمر بشكل خاص نهضة ثقافية وارفة، امتدت أغصانها لتظلل رقعة الوطن العربي، ولينعم في أفيائها المبدعون العرب، على اختلاف أصنافهم وطبقاتهم.
وشارك في الأمسية الشعراء: رعد أمان وطلال الجنيبي، ود. أكرم قنبس، ود. محمد الأمين السملالي، وهبة الفقي، ونايف الهريس، وعبد الرزاق الدرباس، وأدارها الشاعر محمد إدريس.
استهلت الأمسية بكلمة للدكتور عمر عبد العزيز رئيس مجلس إدارة النادي، أوضح فيها، أن النادي يتشرف بأن يقيم هذه الأمسية الاحتفالية بمناسبة مرور خمسين عاماً على تولي صاحب السمو حاكم الشارقة، الحكم في الإمارة، شهدت خلالها الشارقة نهضة تنموية وعمرانية شاملة، نهضة كان لبها ومركزها الإنسان، وما يحفظ له إنسانيته وكرامته ويطور وعيه، ويهيئ له حياة كريمة على أساس من ماض، وقد أثمرت تلك النهضة اليوم ما يعيشه سكان الشارقة من حياة كريمة وأمان، وما يرفلون فيه من خير، وما يساهم به أبناء الإمارة من عطاء في بناء وطنهم، وأثمرت على المستوى العربي هذا الدعم الرائع والمشاريع الضافية على كل مستويات الثقافة، شعراً ورواية ومسرحاً ونقداً وفناً تشكيلياً ومعجماً، وغير ذلك، والاحتضان الكريم المتواصل للمبدعين العرب سواء على أرض الشارقة أو في أوطانهم، إنه عطاء يستحق أن يثمن ويشاد به، عرفاناً بالخير لأهل الخير.
بعد ذلك، توالى الشعراء على منصة الإلقاء، وكان الشاعر د. طلال الجنيبي أول المنشدين، وقرأ قصيدتين مفعمتين بالتقدير والحب والعرفان بالجميل لصاحب السمو حاكم الشارقة، على أياديه البيضاء في كل مجالات الحياة، وعلى فكره الثاقب وثقافته الضافية التي كانت وراء النهضة التي أحدثها في الشارقة، وعلى ما يحمله سموه في قلبه من حنو وعطف على أبناء وطنه، جعله نبراساً لكل طامح إلى الخير وساعٍ في سبيل وطنه، يقول الجنيبي:
خمسون عاماً أيُها الفخر الذي
أضحيت للوطن المضيء شعاراً
ولنصف قرنٍ أشرقت أفكاركم
في كون عزمٍ يسبر الأغوارا
بك أيها السلطان فكراً نرتقي
قمم المكارم كي نخوض غمارا
أخلصتَ فأتبع الأنام دروبكم
فأنرت بالوعي السديد مسارا
أما د. محمد الأمين السملالي، فاختار لهذه المناسبة قصيدة أثمرت قصيدة، قال إنه كتبها بمناسبة صدور المجلدات السبعة عشر الأولى من معجم الشارقة التاريخي للغة العربية، هذا المشروع العربي العظيم الذي يشرف عليه صاحب السمو حاكم الشارقة، والذي مثلت إصداراته الأولى لحظة تاريخية لا تنسى، وفرحة عربية عميقة، حركت وجدان الشاعر السملالي لكتابة تلك القصيدة بعنوان "هنيئا لسلطان العروبة"، التي يخاطب سموه فيها قائلاً:
إلى أين تمضي في سماء المحامد وقد جزت غايات الكرام الأماجد
وهل غاية من بعد هذا ترومها! لترفع شأن العرب فوق الفراقد
بلى إن همات الملوك إذا طوت مناط الثريا أعجزت كل راصد
هنيئا بإنجاز تقاصر دونها بديع المعاني في بديع القصائد
فشارقة الدنيا تجلت بتاريخها عروس لسان العرب بين الخرائد
أبيت لها إلا الثقافة صبغة ودمت أبيت اللعن أكرم والد
ولم ترض للضاد التخلف عن مدى تبارت به كل اللغات التوالد
وكيف ومغناها الأصيل ترسخت عراه قرونا كالجبال الرواكد
ولم ينقطع فرع لها عن أصوله ولا ضاق بالتشقيق أو بالتوالد
فذا معجم التاريخ يُسْطَر شكرُه لسلطان في سفر من النور خالد
وقرأ الشاعر رعد أمان، قصيدتين مهداتين إلى صاحب السمو حاكم الشارقة، بمناسبة هما في "في موكب الخمسين، الشعر منك وفيك"، وفيهما صور بديعة وتعبير سلس عن معاني المجد والبناء والإخلاص والكرم وبذل المعروف وبناء الوطن، وغيرها مما تميز به صاحب السمو حاكم الشارقة من الصفات الجليلة، يقول رعد:
رُبى الخمسين تزهو في الأعالي
بأمجادٍ تُضيءُ كما اللآلي
وتُبهرُ أعينَ الدنيا وتَسبي
عقولَ الخلقِ بالدُّررِ الغوالي
فتبدو للوجودِ متى رآها
شموساً في سماواتِ الجَمالِ
وكلُّ الكونِ مأخوذٌ بنورٍ
تَسلسلَ قاشعاً ظُلَمَ الليالي
فأين مباسمُ الإصباحِ منه
وأين منابعُ العذبِ الزلالِ؟!
لخمسينَ انقضَت ترقى القوافي
وقد أغرَت مواكبَها المعالي
إلى حيثُ المفاخرُ مشرقاتٌ
بتاريخٍ حكى سِيَرَ الرجالِ
همُ الأفذاذُ مَن صنعوهُ فِكْراً
وعزماً ليس يؤمنُ بالمُحالِ
هنالكَ حيثُ أمجاد كِبارٌ
تشعُّب سِحرِ آياتِ الجلالِ
وقرأت بدورها الشاعرة هبة الفقي قصيدتين، للشارقة ولحاكمها، وما يعليه من قلاع المجد، ويبنيه من محاضن الخير، وصروح الثقافة، وما أشاده من نهضة تجمع بين بين الأصالة والشموخ والتقدم، تقول الفقي:
غنــت بسحـــر جمالهــا الأوطــانُ
وتـراقصـــت فـي لحنهـــا الأوزانُ
هـي زهـــرة النـور التي بعبيــرهـا
شُغِل الوجـود وحــارتِ الأذهــانُ
تصحو.. فتبتكرُ الشموسُ ضياءها
ولأجـلـهـــا تتبـــــدلُّ الأزمـــــــانُ
وتطيبُ لو ضحكت عذابات الدنا
وتفـرُّ مـــن أحضــاننـا الأحــزانُ
أرضٌ تكامل في النفوس بهاؤهـا
منــذ استقـــر بعرشــها سلطـــانُ
جئنــا وقــد مـلأ الوفـاء سطـورنا
والشعــرُ زيّــن وجْهَـــهُ العرفـــانُ
لنقـول لـو عجـــز البيــانُ أمامَــه
يكفيـك وصفـاً أنـــهُ.. إنســـانُ
وقرأ الشاعر نايف الهريس قصيدتين بعنوان "خمسون حولاً"، ثمن فيها علم وثقافة صاحب السمو حاكم الشارقة، وما غرسه من المكارم، يقول الهريس:
خمسون عاماً بحكم العدل معتصماً سلطان في حكمه قد أغرز الديما
غدير جود به للعلم محبرة صدى الظمآن ارتوى علما عفا السقما
أحنى على العلم الرضيع من أم على ولد حتى الرضيع أتى للعلم مبتسما
هذا النعيم الذي صرح مبدئه حليل أرض بأكناف الخلود نما
وقرأ أكرم قنبس معلقة شعرية طويلة بعنوان "سلطان الثقافة والقريض"، مضمخة بمعاني الضياء والمجد وعلو المهمة التي اتسم بها صاحب السمو حاكم الشارقة، وجاء فيها على كثير من أوجه الخير وميادين الريادة التي ارتادها سموه، التي يعجز الشعراء عن حصرها وعدها، يقول قنبس:
روح القريض إلى رياضك تطرب والشعر يزكو بالحنين ويعذب
تصغي له الدنيا إذا أزف الهوى أو صار في أشواقه يتقلب
يا من له وجه يحيط شعورنا بالنور حين يؤوب ذاك الغيهب
أنت الذي ولهت قلبي بالندى فغدا بحسن صنيعكم يتشبث
رقت لكم روح القصيدة وازدهت تشدو لعشاق البيان وتسكب
سلطان منهجنا القويم، وكم له ترنو النجوم الرائدات وتطرب
وقرأ الشاعر عبد الرزاق الدرباس، قصيدة جمع فيها مكارم صاحب السمو حاكم الشارقة ومآثره، من خلال تصويره لجانب من إنجازات سموه في مدينة كلباء الجميل، بعنوان "كلبـاءُ قُبلـةُ الشّـمس"، التي يقول فيها:
تركْ هُمومَك وَاهْنأْ في مَرابِعها
فالحُزنُ في كُحلِها نُعمىً وأضواءُ
تُحادثُ الشّمسَ في ريعانِ طَلعتِها
في أوَّلِ الهَمسِ إِظهارٌ وإِخفاءُ
ناطورُها جَبَلٌ يَهوى حِراستَها
أذناهُ رغمَ ضَجيجِ الحُبّ صَمّاءُ
وَالبحرُ يَمنحُها سِتراً إذا رَقـدَتْ
أمّا إذا اغتسَلتْ فالعَينُ عَمياءُ
يَغارُ من وطئِنا رَمْلاً بِساحِلِها
شَرقيُّ طَبعٍ، لِثأرِ العِشقِ دَمّاءُ
لكنّه حينَ جِئنا رَشّ مِسْـكَ لِقا
فأينعَتْ في ضُلوعِ الخِصبِ أنداءُ
يَميلُ نخـلُكِ شَـوقاً إِذْ تُحرِّكُــهُ
أَصابعُ الصُّبـحِ، ما لِلْعَدِّ إِحصاءُ