جار التحميل...

mosque
partly-cloudy
°C,
الكاتب: التجربة الوجدانية أساس السرد والصحراء عالم الحلم والأسطورة

النادي الثقافي العربي بالشارقة يسبر أغوار تجربة الكوني الروائية

30 يناير 2022 / 9:05 PM
صورة بعنوان: النادي الثقافي العربي بالشارقة يسبر أغوار تجربة الكوني الروائية
download-img
الدكتور عمر عبد العزيز وإبراهيم الكوني يتوسطان المشاركين بالجلسة في لقطة تذكارية
نظم النادي الثقافي العربي في الشارقة، مساء أمس الأول، جلسة حوارية حول عوالم الروائي إبراهيم الكوني، واستفاض الحوار إلى عدة جوانب من تجربته الروائية، وأثر الغربة والصحراء واللغة في تكوين العوالم الروائية وتحفيز الكتابة.
الشارقة 24:

استضاف النادي الثقافي العربي في الشارقة، مساء أمس الأول، الكاتب الروائي إبراهيم الكوني، في جلسة حوارية حول عوالمه الروائية، واستفاض الحوار إلى عدة جوانب من تجربته الروائية، وأثر الغربة والصحراء واللغة في تكوين العوالم الروائية وتحفيز الكتابة.

وفي تقديمه للضيف، أوضح الدكتور عمر عبد العزيز، أن الكاتب إبراهيم الكوني يجمع في نصوصه بين الرؤية والرؤيا، حيث يقدم رؤية للواقع من خلال الوصف المشهدي التفصيلي الدقيق، ويقدم رؤيا من خلال الحلم والأسطورة التي تكتنف ذلك الواقع وتغلفه، وتعطيه بعده الماورائي، وأضاف أن اللغة عند الكوني هي كائن حي يتبدل ويتحول متماهياً مع كل حالات السرد ناقلاً لها بدقة وحصافة، وهي تمزج بين الوصف والاستغوار، فيما يمكن أن يسمى بالواقعية الأسطورية.

وخلص د. عمر، إلى أن تلك الإمكانيات الكتابية البديعة كانت وراء هذا الثراء الإبداعي الذي تحمله مؤلفات الكاتب إبراهيم الكوني التي تعد بالعشرات، ابتداءً من المقالات والقصص القصيرة الأولى والدراسات الأدبية وانتهاء بالروايات العالمية والملامح الأدبية الكبرى التي ألفها الكوني، وعلى الخصوص روايات: "التبر، نزيف الحجر، القفص، المجوس، السحرة".

واستهل إبراهيم الكوني، أجوبته على أسئلة الحضور بالحديث عن تجربته الروائية، فقال إن كل تجربة روائية تتألف من شقين، تجربة حياتية وتجربة وجدانية، وأن التجربة الوجدانية هي الأهم لأنها التي تغذي الرواية، وهي التي تخلقها في نفس الكاتب، حيث تخلق فيه الحاجة إلى السرد والتعبير عن وجدانه.

وتحدث الكوني عن الغربة قائلاً: لعل الاغتراب بوصفه تجربة وجدانية هو أحد العناصر التي تلعب دور المغذي، للسرد، المغترب يعيش في الحلم وتشحذ الغربة فيه الخيال وتبث فيه روح الخلود، فهذا المهاجر يتكتم على أمر جلل على قضية، نبوءة، شهادة، ويبحث عن مكان يضع عليه نبوءته، ويحقق فيه أحلامه، وقد لعب الاغتراب دوراً أساسياً في حياتي وتجربتي الكتابية، فكل أهل الصحراء هي مغتربون، ومشدودون إلى هذا النعيم المسمى بالصحراء لأنه فردوس الحرية، وعندما يكون المرء سليل هذا الفردوس لا بد أن يجد ما يقوله، خيالاً أو نبوءة أو حلماً.

وأضاف الكوني، لقد كان أول اغتراب في حياتي هو نزوحنا من الصحراء إلى الواحات تحت تأثير التسمم النووي الذي أحدثته التفجيرات النووية الفرنسية الصحراء الكبرى، ما أجبرنا مجتمعنا مجتمع الطوارق على التوزع واللجوء في ليبيا والجزائر ومالي والنيجر، وتزداد التجربة عمقاً بالاغتراب اللغوي عندما بدأت الدراسة في المدرسة باللغة العربية، التي لم تكن لغتي الأم، لكنني تفوقت فيها وأحببتها، ثم حصل اغتراب آخر بسفري إلى روسيا، ثم في سويسرا واغتراب آخر ووجود جديد، ثم إسبانيا واغتراب آخر ووجود آخر، هذه السلسلة لابد أن تصير المبدع إنساناً آخر، إنساناً كوسموبوليتياً، وتزيد من دوافعه للكتابة، وتزوده بعوالم جديدة وتضيف إلى تجربته الوجدانية والفنية الكثير.

وعن اللغة أوضح الكوني، رغم كل الاغترابات، ورغم كل اللغات التي تعلمتها وتعمقت معرفتي بها، فقد بقيت وفياً للّغة المكتسبة الأولى، فقد وجدت في العربية روحاً هي في الواقع ترجمة للغتي الأم، لأنها لغة وجدانية روحية عميقة، وقد اكتشفت فيها كيف أكتب بتلك الوجدانية الروحانية العميقة، لغة الإنشاد، التي تتجاوز حدود الزمان والمكان لأي عمل، المشحونة بتلك الطفرة الغيبية، وكان ذلك أحد الأسباب الأساسية لأن تصبح كتبي مقروءة في كل لغات العالم التي ترجمت إليها، وخاصة اللغات الأوروبية، لأنني أكتب تلك اللغة الروحانية المشتركة بين كل اللغات، والتي إن اكتشفها الكاتب، فقد اكتشف لغة عالمية مشتركة، أيا كانت اللغة التي البشرية التي يكتب بها.

وعن رواية الصحراء التي تعود ريادتها إلى الكوني، أوضح الكوني، أنه عندما بدأ تجربة الكتابة، كان أمام تحدٍّ عليه أن يواجهه ويتغلب عليه، وهو أن الأدبيات النقدية الغربية تعتبر الرواية جنساً أدبياً مدينياً "نسبة للمدينة"، وأن الصحراء هي مجرد فراغ لا حياة فيه ولا علاقات، ولا يمكن أن تكتب عنه رواية، فاحتاج وهو ابن الصحراء، ذلك الفضاء الواسع الجميل الغني بالخيال والأسطورة، بالمجهول والحرية، احتاج إلى أن يرفع ذلك التحدي وأن يكتب روايته الخاصة عن عالمه الذي ولد فيه وعاش، والذي سيظل ينتمي إليه، أينما حل وارتحل، فكان أن بدأ مشروعه الكبير في كتابة تلك الروايات التي تصور حياة الصحراء وتستنطق عوالمها الظاهرة والباطنة، وتؤثث فراغها بالأسطورة والخيال كما يفعل الصحراوي بشكل طبيعي في حياته اليومية، ونجحت التجربة في النهاية، واتسعت وحازت الاعتراف العالمي.
January 30, 2022 / 9:05 PM

مواضيع ذات صلة

أخبار ذات صلة

Rotate For an optimal experience, please
rotate your device to portrait mode.