الشارقة 24:
في جلسة ملهمة حضرها سمو الشيخ سلطان بن أحمد بن سلطان القاسمي نائب حاكم الشارقة رئيس مجلس الشارقة للإعلام، أكد نخبة من المصورين العالميين المشاركين في المهرجان الدولي للتصوير "اكسبوجر" أن للصورة قوة عابرة للحدود، وهي تتحدث بلغة عالمية يفهمها العالم، مما يفسر التأثير الذي تتركه العديد من الصور وتغير به حياة الأفراد والمجتمعات، ويضع على عاتق المصورين مسؤوليات كبيرة من خلال إبرازهم جماليات الحياة، وتوثيق حياة الناس وثقافاتهم لمشاركتها مع العالم، بما يسهم في دعم التواصل الحضاري الإنساني.
وتحدث في الجلسة الملهمة التي عقدت تحت عنوان "قوة التصوير الفوتوغرافي"، كل من المصورين العالميين: جوردان هاموند، ودانيال كوردان، وكريس رينييه، وكيو تي لانج، وأدراها المصور إيلايا لوكاردي.
جاء ذلك خلال جلسة ملهمة ضمن فعاليات الدورة السادسة من المهرجان في إكسبو الشارقة، عقدت تحت عنوان "قوة التصوير الفوتوغرافي"، وتحدث فيها كل من المصورين العالميين: جوردان هاموند، ودانيال كوردان، وكريس رينييه، وكيو تي لانج، وأدراها المصور إيلايا لوكاردي.
سلاح ذو حدين
وفي تقديمه للجلسة، أكد إيلايا لوكاردي أن الصورة سلاح ذو حدين، يمكن أن تكون دافعاً إلى حب الحياة والطبيعة والتراث، وغيرها من الموضوعات التي يرصدها المصورون، كما من المحتمل أن تكون أداة لإغراء الناس بتلك الأماكن، وزيارتها، والعبث فيها.
وأشار إيلايا إلى أن المصوّر تقع على عاتقه مسؤولية كبيرة في الرصد والتوثيق ونقل ما يلتقطه ومشاركته مع الناس، ومع ذلك فإنه يرى أن المصوّر لا يملك عصاً سحريّة يغير بها العالم دفعة واحدة، ومن لم يستطع أن يقوم بالأمور العظيمة، يمكنه أن يتقن أداء الأمور الصغيرة، ليكون تأثيرها بعيد المدى.
صوت الصورة
وحول مجاله الذي تخصص فيه قال كريس رينييه: "تخصصت في رصد الثقافات وأسرارها، ثم رأيت أن هناك مزيجاً رائعاً بين فن التصوير وأدوات التوعيّة والحماية، من خلال القوة التي يحظى بها هذا الفن، لذلك فإنني بمشروعي الفني الثقافي أمكِّن المجتمعات الأصلية من نقل ثقافتها إلى العالم، وتبادل جماليات قصصها التراثيّة عن طريق الصورة".
وأضاف: "قوة التصوير هي مشروعي في الأساس، فالصورة لديها القدرة على رصد المشاهد وإعطائها صوتاً مدوياً ومؤثراً في الآخرين، كما تتمتع بقوة الترويج للأفكار والموضوعات التي توثقها، لذلك فإن التصوير واحد من الأسلحة القوية، إن تم استثماره بعناية، فهناك في كل يوم أكثر من 6 مليارات صورة يتم تحميلها".
لغة عالمية
وأشار كريس إلى أن الصورة لغة عالمية مشتركة، يفهمها كل إنسان، لذلك فإن رسالة الصورة عابرة للحدود، تتسلل إلى كل مكان دون استئذان، مؤكداً أن مهمة المصوّر تتعدى التقاط الصورة إلى التعاطي معها بنشرها وخدمتها بما يثري دورها في خدمة المجتمعات والقضايا التي تطرحها، موضحاً أن الصورة من أفضل الطرق لإمداد الناس بالأمل، فهي أحد عوامل دفع عملية التغيير في العالم.
أداة علاجية
بدوره، قال دانيال كوردان: "من العوامل التي ظهرت فيها قوة الصورة أنني استخدمتها مع زوجتي كأداة علاجية، حيث تقوم زوجتي بالعلاج بالفن، وذلك بعد أن لمسنا أثر الصورة في بث روح التفاؤل والراحة لدى الناس، وتغير حال الشخص المتوتر لما تبعث في نفسه من الهدوء والسكينة".
وأضاف دانيال أن رسالة المصوّر هي تثقيف الناس بأهمية جماليات الأماكن الطبيعيّة التي يرصدها، وهذا يضع مسؤوليّة كبيرة على عاتق المصوّر بأن يكون قدوة لغيره في حماية الطبيعية، ولا ينسى الرسالة التي يؤديها، ومن هنا فإنه ينتقد المصورين الذين يرصدون الأماكن الطبيعيّة ولا يكترثون لإتلاف بعض جمالياتها مقابل أن يحصلوا على صور معينة منها.
كتب الصور
من جهته، أشار كيو تي لانج إلى أن مشروعه بدأ بعدما توجه إلى الولايات المتحدة، ووقع في غرام الحدائق الوطنية المنتشرة هناك، فرأى أن من واجبه أن يرسل صور ذلك الجمال الأخاذ للعالم، ويبث مشاعره تجاه تلك الأماكن الرائعة عن طريق العدسة، ليعيش كل من يشاهد صوره ما عاشه على أرض الواقع، مؤكداً أن الصورة تصل لكافة الناس، بمختلف مستويات ثقافتهم وتعليمهم.
وخلافاً لما يراه الكثير من المصورين في نشر صورهم عبر وسائل التواصل الاجتماعي، يؤكد كيو تي، بدعابة "أفضل نشر صوري في كتاب كوني من الطراز القديم لأنه الأٌقدر على حفظها، والأوثق اتصالاً بالمتلقي، حيث إن الصور على مواقع الاتصال تضيع في زحمة ملايين الصور التي تحمل في كل ساعة، بخلاف الكتاب، فإنه يبقى مصدر توثيق بصري من جهة، ومعرفي من خلال المعلومات التي يكتبها المصوّر حول أعماله".
سحر الصورة
أما جوردان هاموند، ففي معرض حديثه عن قوة الصورة في التأثير، أوضح أن هذه القوة بدأت قوتها من خلاله، حيث جعلته يترك مهنته التي أمضى فيها 12 عاماً، وهي تدريس اللغة الإنجليزية، بعدما رأى سحر الطبيعة الأندونيسية التي كان يعمل فيها، وجمال الأماكن التي ازداد شغفاً بها بعد تجربته في رصدها بالكاميرا، فالمصور، برأيه، يسبر أغوار المكان، ثم يقع في حبه.
وأشار جوردان إلى أن جائحة كوفيد-19 جعلته يتوجه من رصد حركة السياحة إلى الإنسان الذي يسكن المناطق السياحية التي أثرت فيها الجائحة، حيث عاد الناس إلى مزاولة أعمالهم في المزراع والحقول، بعد أن توقفت حركة السياحة، وهذا ما فتح أمامه مهمة جديدة رآها لا تقل أهميّة عن الرصد السياحي، وهو رصد حركة الإنسان وتفاعله مع محيطه المهني وتقاليده في ممارسة تلك المهن.