بإنسانيتها، تدخل جوركوفسكي القلوب قبل البيوت وتصور تراث الشعوب بنجاح كبير، فمن من أدغال غابات أنغولا في إفريقيا، وأودية إثيوبيا، إلى عمق المناطق القبلية في منغوليا.. رحلة طويلة أمضتها المصورة المقدونية بيلجانا جوروكوفسكي، تعلمت خلالها أن احترام الشعوب وتقاليدها أهم العناصر التي تسهم في نجاح المصوّر بالتقاط الصور المؤثرة في الآخرين، والتي تبرز جماليات التراث التي تحفل بها مناطق عديدة من عالمنا.
الشارقة 24:
من أدغال غابات أنغولا في إفريقيا، وأودية إثيوبيا، إلى عمق المناطق القبلية في منغوليا.. رحلة طويلة أمضتها المصورة المقدونية بيلجانا جوروكوفسكي، تعلمت خلالها أن احترام الشعوب وتقاليدها أهم العناصر التي تسهم في نجاح المصوّر بالتقاط الصور المؤثرة في الآخرين، والتي تبرز جماليات التراث التي تحفل بها مناطق عديدة من عالمنا.
وفي جلستها "رحلة اكتشاف الذات من خلال التصوير الفوتوغرافي" التي قدمتها ضمن فعاليات المهرجان الدولي للتصوير "اكسبوجر" الذي يقام حتى 15 فبراير الجاري في إكسبو الشارقة، تحدثت جوروكوفسكي عن بدايات شغفها بعالم التصوير، ورحلاتها مع عدسة الكاميرا، ثم عن دهشتها بالأزياء والعادات التي تحفل بها المناطق التي زارتها.
وأكدت بيلجانا أن رحلتها التي جابت خلالها أنحاء متعددة من العالم أسهمت في تغيير حياتها ونظرتها إلى حياة الآخرين والعلاقات البشرية بشكل عام، وأن معارضها وجولاتها أسهمت في نقل تقاليد سكان مناطق لم يكن أحد يتصور أن تكون مثل تلك العادات موجودة في مكان ما على كوكب الأرض.
تقاليد غريبة
وأوضحت بيلجانا أن العام 2014 كان مرحلة مفصلية في حياتها المهنية مع الكاميرا، حيث قرأت كتاباً بعنوان "قبل الرحلة الأخيرة" الذي اكتشفت فيه أن العالم مليء بالأسرار عن قبائل وشعوب لا نعلم عنها شيئاً، وهذا ما أشعل فيها الإصرار للسفر إلى تلك المناطق والعيش مع سكانها لنقل عاداتهم وتقاليدهم.
التواصل الإنساني
وحول العوامل المؤثرة في نجاح مهمة المصوّر ونيلها أكبر قدر من القبول لدى الآخرين، أشارت بيلجانا إلى أن التواصل الإنساني الفعال بين المصوّر والشعوب التي يرصدها مهم في نقل جماليات الثقافات والعادات، حيث أوضحت أنها أمضت مع قبائل منغوليا مدة؛ عايشت أهلها، وأكلت من طعامهم، ونامت في خيامهم، حتى انخرطت في صلب التقاليد التي يتوارثونها، وهذا ما أسهم في جعل كل صورة من صورها تنطق بحكايات تلك القبائل.
وقالت: "تعلمت أن أرصد الحياة كما هي، وأن أنخرط مع الأطفال في ألعابهم، والأمهات أثناء إعدادهن الطعام، وكانت تجربة رائعة أن أصور السعادة على الوجوه وأنقل احترام الشعوب الفقيرة واحتفائها بالضيوف، وكانت أفضل أوقاتي تلك التي أصبحت فيها واحدة منهم، حيث عززت إقامتي معهم عنصر الخير ومحبة الناس ومساعدتهم في نفسي".
إنسانية مجردة
واختتمت المصورة بيلجانا جوروكوفسكي الجلسة بتأكيدها أن المصور الناجح للشعوب والقبائل النائية على وجه الخصوص ينبغي أن يخلع عن نفسه كافة الألقاب، كما عليه أن يتخلى عن الانطباعات والأحكام المسبقة عن الآخرين، وعليه أن يكتفي بأخذ إنسانيته مجردة بصحبة الكاميرا، ليكون أميناً في نقل الواقع كما هو، دون مبالغة أو تزوير.
وكانت بيلجانا جوروكوفسكي قد خاضت رحلة إلى وادي أومو في إفريقيا، وغيرها من المناطق في عدة قارات من العالم، أصبحت بعدها مفتونة بجمال قبائل سورما ومورسي وكارو، الذين يرتدون أزياء خاصة بهم، يستخدمون فيها ما تجود به الطبيعة من ثمار الأشجار والأزهار، والفاكهة.