الشارقة 24 – أ ف ب:
في أعماق الأرض، يكافح مزارعو الفطر في باريس للحفاظ على التقاليد. فقبل قرنين، أحدثوا ثورة في إنتاج الفطر بالانتقال إلى دهاليز مقالع الحجارة الكلسية تحت باريس، ولكن اليوم لا يزال عدد قليل منهم يزرع بهذه الطريقة التقليدية المعرّضة للزوال.
أما المفارقة في الموضوع فتتمثّل بارتفاع الطلب أكثر من أي وقت مضى على الفطر الأبيض المزروع بالطريقة التقليدية والأنواع البنّية الأخرى التي تُعتبر ألذ مذاقاً.
ويقول شوا- موا فانغ، وهو صاحب مزرعة الفطر "ليزالويت دو كاريير سور سين" غير البعيدة من حي الأعمال الكثيف الحركة لا ديفانس في غرب العاصمة: "المسألة ليست بالعثور على زبائن، إذ أبيع كل الفطر الذي أنتجه".
ويدير فانغ أكبر محجر لزراعة الفطر تحت الأرض في المنطقة الباريسية، يتألف من أنفاق طولها هكتار ونصف هكتار محفورة في تلّة تطلّ على نهر السين.
ورغم إقرار فانغ نفسه بأنّ فطره "باهظ الثمن" إذ يبلغ سعر الكيلوغرام الواحد منه بالجملة 3,20 يورو، يُقبل زبائن كثر على منتجاته، من طهاة حاصلين على نجمة ميشلان، إلى سلاسل متاجر سوبرماركت وأسواق محلية.